فى أجواء سينمائية ملهمة، جمعت بين الفن، والنقاش، والتجارب الإنسانية جاءت ايام وليالى مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير وفعاليات دورته الحادية عشرة، ناقشت قضايا جوهرية تتعلق بالسينما والتمثيل ودور المرأة فى الفن. ما بين عروض أثّرت بالجمهور ونقاشات حفلت بالتجارب الصادقة، تميزت هذه الدورة بتنوعها الثقافى والفني، وبتقديمها منصة حقيقية لصوت السينما المستقلة والناشئة من مختلف أنحاء العالم.
شهدت فعاليات المهرجان الذى بدأ 27 أبريل ويختتم فعالياته اليوم عرض عدد كبير من الأفلام ضمن المسابقات الرسمية الاربعة، وكان من أبرزها تلك التى نالت استحسان النقاد والجمهور على السواء.
ومن الافلام التى نالت اعجاب الجمهور بالفعل الفيلم المصرى «خمس نجوم» للمخرج محمد بيومى الذى عرض ضمن فئة مسابقة افلام الطلبة المصريين وتدور فكرته حول سائق تطبيق توصيل يسعى بشدة لتحسين تقييمه، ينقلب يومه رأسًا على عقب عندما يركب معه راكب مرهق فتتحول الرحلة البسيطة الى مواجهة تكشف ما هو اعمق من مجرد التقييم.
ومن ضمن افلام الطلبة التى حازت اعجاب الجمهور والصحفيين فيلم ارض الخلود للمخرج الشاب مصطفى سعيد الفيلم تدور فكرته واحداثه خلال احدى القرى الريفية المصرية يحاول خالد ايجاد علاج لوالدته التى تحتضر، فيذهب الى رجل مبروك يعطية الزئبق الاحمر كعلاج لوالدته ولكن يحدث ما لم يكن فى الحسبان ان الام تموت.
ومن الافلام المهمة فيلم «ولود» إخراج: داوود العبدالله ولويز زنكر إنتاج 2025 والذى عرض ضمن المسابقة الروائية الدولية، الفيلم تدور احداثه فى صحراء سوريا، حيث تعيش أمونة مع زوجها عزيز، المقاتل فى تنظيم داعش. حياتها تنقلب عندما يتزوج عزيز من امرأة أوروبية شابة انضمت حديثًا للتنظيم، مما يثير توترًا داخليًا فى الأسرة ويكشف هشاشة موقع أمونة فى هذا العالم المغلق. وبعدها بفتره يقتل الزوج وتلحأ الزوجة الشابة الى ضرتها الكبيرة لتساعدها فى الهروب من هذا الخوف والفوضى التى تحدث حولها كى تسافر وتهرب إلى تركيا حتى تتخلص من تحكم هؤلاء الرجال فى التنظيم وقد تم عرض الفيلم فى مهرجانات دولية.
اما الفيلم الرومانى «Place Under the Sun» فى هو فيلم قصير من إنتاج عام 2024 من جمهورية مولدوفا، من تأليف وإخراج وإنتاج المخرج فلاد بولغارين يروى الفيلم قصة مؤثرة عن عازف بيانو موهوب وابنه البالغ من العمر ثمانى سنوات، يكافحان لكسب لقمة العيش من خلال بيع الخضروات فى أكبر سوق فى مولدوفا خلال أوائل العقد الأول من القرن الحادى والعشرين. عندما يبدأ الأب فى فقدان الأمل بسبب الصعوبات.
حظى الفيلم بعرضه العالمى الأول فى مهرجان شنغهاى السينمائى الدولى فى يونيو 2024، وتم اختياره رسميًا فى العديد من المهرجانات الدولية، بما فى ذلك مهرجان سراييفو، ومهرجان بوسان للأفلام القصيرة، ومهرجان أنيمايو. كما فاز بالجائزة الكبرى «العجلة الذهبية» فى الدورة الأولى من مهرجان «MUSIAD Altin Cark» الدولى للأفلام فى إسطنبول.
وكذلك «Detlev» وهو فيلم قصير من نوع الستوب موشن «تحريك الدمي» أخرجه الألمانى فرديناند إيرهاردت فى عام 2024. يمتد الفيلم لمدة 13 دقيقة، وعرض باللغة الإنجليزية مع ترجمة ألمانية، وقد نال اهتمامًا واسعًا فى مهرجانات الأفلام العالمية.
يروى الفيلم قصة رجل فى الأربعين من عمره يُعانى من شعور دائم بالبرد. كل مساء، يقود سيارته إلى محطة وقود نائية ليطلب شطيرة «توست هاواي» المُسخنة فى الميكروويف. هذه العادة الغريبة تُشكل طقسه اليومى الوحيد الذى يمنحه الدفء. لكن عندما يراقبه شخص غريب ذات ليلة، تبدأ عوالمه النفسية فى الانهيار، مما يُثير تساؤلات حول العزلة والروتين والعار، تم إنتاج الفيلم كجزء من مشروع تخرج إيرهاردت من معهد التحريك التابع لأكاديمية الفيلم بادن- فورتمبيرج.. ويجسد الفيلم موضوع العزلة والروتين والخوف الوجودي، من خلال بطل يعيش فى صقيع داخلى لا تدفئه إلا طقوسه الغريبة.. استطاع المخرج يرهاردت ان يوظف تقنيات التحريك بالدمى ليخلق عالماً جامداً، يبدو خارج الزمن، ويعكس نفسية البطل المحاصَرة. كل شيء يبدو محسوباً، مصقولاً، لكنه فى الوقت نفسه مخيف، بارد، وكأن الحياة تُعاش من خلف زجاج سميك.
الفيلم ناقش ببراعة كيف يتحول الروتين إلى طوق نجاة فى مواجهة اللامعنى «ديتليف» لا يطلب سوى «توست هاواي» كل ليلة، لا لأن الجوع يستدعيه، بل لأن هذه اللحظة تمنحه شعوراً زائفاً بالتحكم.
ومن الافلام المهمة التى عرضت ايضا خلال فعاليات المهرجان الفيلم المقدونى «Choice» فيلم قصير درامى من إنتاج عام 2025، من تأليف وإخراج المخرج المقدونى ماركو كرنوغورسكى «Marko Crnogorski» يُعد هذا الفيلم أول عمل له يحصل على دعم من وكالة الأفلام المقدونية، ويعكس اهتمامه بالقضايا الاجتماعية الحساسة.
تدور أحداث الفيلم حول أم شابة وطفلها الصغير، يواجهان واقعًا مؤلمًا بعد صدور قانون جديد يمنع إجراء الإجهاض المقرر لها. فى ظل هذا التغيير القانونى المفاجئ، تجد الأم نفسها مضطرة لمواجهة خيارات صعبة فى مجتمع لا يتيح لها الدعم الكافي. يستعرض الفيلم ببراعة الصراع الداخلى للأم والضغوط الاجتماعية التى تواجهها، مما يجعله تجربة سينمائية مؤثرة ومثيرة للتفكير.
حظى الفيلم بعرضه الأول فى إفريقيا ضمن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، حيث لاقى استحسانًا كبيرًا من الجمهور والنقاد. كما تم اختياره رسميًا للمشاركة فى مهرجان SEEfest 2025 «مهرجان جنوب شرق أوروبا السينمائي» فى لوس أنجلوس، بالإضافة إلى مهرجان In the Palace الدولى للأفلام القصيرة فى بلغاريا، ضمن فئة أفضل فيلم روائى قصير.. يُعتبر من الأفلام القصيرة التى تترك أثرًا عميقًا، حيث يعالج قضايا معاصرة تتعلق بحقوق المرأة والتحديات الاجتماعية المرتبطة بها.
وكان فيلم الوادى ينعى فى السر «Inside, The Valley Sings» عمل وثائقى رسوم متحركة أخرجه ناثان فاجان عام 2024، وسلط الضوء على تجارب حقيقية لثلاثة سجناء أمريكيين عانوا من الحبس الانفرادى طويل الأمد. من خلال رسوم متحركة يدوية، واستعرض الفيلم كيف تحوّل الخيال إلى وسيلة للهروب من قسوة العزلة، حيث ابتكر كل سجين عوالم داخلية ساعدته على البقاء.
نال الفيلم إشادة نقدية واسعة فى مهرجانات دولية، ووصفه موقع FilmCarnage بأنه «تجربة مؤثرة توثّق الأذى النفسى والجسدى العميق الناتج عن العزل الطويل، وكيف أن الخيال كان بمثابة طوق نجاة لهؤلاء المسجونين».. وتميّز بمعالجة مبتكرة مزجت بين الواقع والأنيميشن، ليقدم تجربة حسية ونفسية غنية. لا يكتفى المخرج بعرض شهادات مباشرة أو صور أرشيفية، بل يتوغّل فى العوالم الداخلية للمسجونين، ويمنح الخيال دور البطولة كأداة مقاومة وبقاء.
اعتمد الفيلم على أصوات حقيقية للسجناء، ما يضفى عليه صدقًا وعمقًا عاطفيًا. ومن خلال غياب الصور الواقعية، تتسع المساحة لتخيّل الألم والشعور به، مما خلق نوعًا من القرب المربك والحميم مع التجربة.
يتناول ناثان فاجان القضية بحساسية فكرية وإنسانية، دون سعى لصدمة المشاهد أو خطاب مباشر. بل يطرح سؤالاً وجوديًا عميقًا: ماذا يبقى من الإنسان حين يُجرد من كل شيء؟ ويفتح الفيلم نقاشًا أخلاقيًا وسياسيًا حول الحبس الانفرادي، من خلال قصص فردية تمس الإنسان فى جوهره، وتترك أثرًا طويل المدى لدى من يشاهده.. وقد عرض فى عدة مهرجانات دولية مرموقة، من بينها Anima 2025 وPÖFF Shorts فى إستونيا.
ومن الافلام الجميلة التى عرضت ايضا خلال الفعاليات الفيلم الصينى الثنائى الحصرى « Urban Duo وهو فيلم رسوم متحركة قصير من إخراج هونجيويوى «HongyuYue»، تم إنتاجه عام 2024، ويعرض قصة إنسانية مؤثرة تدور أحداثها فى مدينة شنغهاي، حيث يُسلط الضوء على التباين بين نمط الحياة الهادئ للأب داخل شقة «لونغتشانج» التاريخية، والحياة السريعة والمزدحمة التى يعيشها ابنه فى المدينة. ويُبرز التناقض بين الأجيال وتأثير التحضر السريع على العلاقات الأسرية.
يعكس كذلك صراع الأجيال فى مدينة حديثة كشنغهاي، من خلال علاقة أب وابنه يعيشان فى نفس المكان لكن بعوالم مختلفة. الأب يرمز للثبات والحنين إلى الماضي، بينما الابن يُمثل الحاضر السريع والإيقاع المتغير للحياة المعاصرة. من خلال أسلوب بصرى دافئ وموسيقى مؤثرة، يُقدم الفيلم حكاية صامتة لكنها مليئة بالمشاعر، توصل رسالة عن أهمية التواصل الأسرى وسط التغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة.
كما شهدت فعاليات المهرجان العديد من الندوات وايضا والماستر كلاس ومن ضمنها ندوة الممثلة الشابة ناهد السباعى فى ندوة بعنوان «دور المرأة فى الفن»، والتى أقيمت بالمتحف اليونانى الروماني، وشهدت حضورًا لافتًا من الجمهور وصناع السينما والنقاد. وخلال الندوة، تحدثت ناهد عن رحلتها الفنية، والأدوار التى قدّمتها على مدار السنوات الماضية، مؤكدة أن كل دور أدّته كان يحمل جزءًا من شخصيتها، وأنها حريصة دائمًا على تقديم أدوار متنوعة تعكس صورة المرأة فى المجتمع.
قالت ناهد كل دور قدّمته فيه شيء مني. أحيانًا أُفضل أدوارًا بعينها لأننى أكون مرتبطة بها نفسيًا أو وجدانيًا، مثل دورى فى فيلم «يوم للستات»، الذى أعتبره من أقرب الأعمال إلى قلبي، وكذلك مسلسل «منورة بأهلها». كما أننى أعتز كثيرًا بكل ما قدمته مع المخرج يسرى نصر الله والمخرجة كاملة أبو ذكري، فهما من أبرز الأسماء التى ساهمت فى تشكيل أدواتى كممثلة، والعمل معهما كان تجربة فريدة علّمتنى الكثير».
وعن فيلم «يوم للستات»، أوضحت بأن الفيلم قريب منى بشكل شخصى جدًا. لم يكن مجرد تجربة تمثيلية، بل كان مساحة حقيقية للتعبير عن مشاعر وأوجاع المرأة المصرية. الشخصية التى جسدتها كانت تحمل الكثير من التحديات الداخلية، ومليئة بالصراعات النفسية التى نعيشها جميعًا. كنا فريقًا من النساء نحمل قضية واحدة، نصور فى موقع واحد، ونتحدث عن حق بسيط – يوم واحد فقط للستات، الفيلم بالنسبة لى كان لحظة صدق نادرة فى حياتى الفنية، لذلك سيظل دائمًا علامة فارقة فى مشواري».
وعن الأعمال التى أثّرت بها مؤخرًا أو تركت فيها أثرًا شخصيًا، قالت: «من أكثر الأعمال التى لمستنى كمشاهدة وليس كممثلة، فيلم «الهوى سلطان»، وكذلك مسلسلات «80 باكو»، «لام شمسية»، و«أولاد الشمس»، وكلها أعمال شعرت أننى أراها من الداخل، وليس فقط كمُتلقية. هذا النوع من الفن الذى يلامس الواقع ويقترب من هموم الناس هو ما أبحث عنه دائمًا فى اختياراتى الفنية.»
وأضافت: «فى بداياتى كنت محصورة فى أدوار الفتاة الشعبية، لكننى كنت حريصة على كسر هذا النمط، والسعى لتقديم شخصيات مختلفة ومتنوعة تعبر عن طبقات وتجارب نسائية متعددة، وأعتقد أننى محظوظة لأنى تعاونت مع صناع وممثلين كنت أحلم بالعمل معهم، وتعلمت من كل تجربة مررت بها».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الفن قادرًا على إحداث تغيير حقيقى فى المجتمع، أجابت بثقة:
«بالتأكيد الفن يُحدث فرقًا، لدينا أمثلة واضحة، مثل فيلم «جعلونى مجرمًا»، الذى أدى بالفعل إلى تعديل قانوني. الأعمال الفنية ليست مجرد ترفيه، بل لها دور فى تشكيل الوعي، وكشف القضايا المسكوت عنها، وإعادة طرحها بطريقة تفتح النقاش وتدعو للتغيير».
وشهدت الندوة أيضًا مشاركة المخرجة كوثر يونس، التى تحدثت عن تجربتها فى مسلسل «80 باكو»، مشيرة إلى أن اختيارها لإخراج العمل جاء نتيجة ارتباطها العاطفى بشخصية البطلة «بوسي». وقالت: «بوسى تشبهنى كثيرًا، خاصة فى مشاعرها وسعيها لجمع 80 باكو من أجل الزواج، كانت هذه القصة تمسنى شخصيًا، ووجدت فى العمل مساحة كبيرة من الصدق. وقد سعدت كثيرًا بردود فعل النساء بعد عرض المسلسل، فقد أكدن أن الشخصيات قريبة من واقعهن وتعبر عن همومهن.»
كما شهد المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية أولى جلسات الماستر كلاس للفنانة ريهام عبد الغفور ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، أدار اللقاء الفنان خالد كمال، الذى أشاد بدور المهرجان وأكد دعمه لاستمراريته.. وتحدثت ريهام عن التحديات التى تواجه الممثل فى التعامل مع ظروف التصوير المتغيرة، كاشفة عن استعانتها بمدرب التمثيل رامى الجندى فى آخر أعمالها، مما ساعدها على التحكم فى القلق والخوف أثناء التصوير، وبالتالى تقديم أداء أكثر تركيزًا وهدوءًا.
استعادت ريهام بداياتها الفنية منذ الطفولة، مؤكدة أهمية تكامل كل العناصر لتحقيق النجاح الفني. كما تحدثت عن كواليس مسلسل «ظلم المصطبة»، مشيرة إلى أن التحضيرات استغرقت وقتًا طويلاً رغم تغيير ثلاثة مخرجين خلال التصوير، ولكن روح التعاون والالتزام ظلت سائدة بين الفريق.
أوضحت أن قصة المسلسل تدور حول فتاة بسيطة من حى شعبى تواجه تحديات اجتماعية وإنسانية تعكس قضايا واقعية تمس شرائح واسعة من المجتمع.
كشفت أنها طلبت تغيير الدور الذى عُرض عليها فى مسلسل «الريان»، ومع موافقة المخرجة شيرين عادل، أدت دورًا آخر شكل نقطة تحول مهمة فى مسيرتها الفنية.
خلال الجلسة، هنأت الفنانة سلوى محمد على ريهام بتكريمها، مشيدة بنشأتها فى بيئة فنية راقية تحت رعاية والدها الفنان أشرف عبد الغفور، وأبدت إعجابها بعدة أدوار لريهام، خاصة فى مسلسلى «فارس بلا جواد» و»حديث الصباح والمساء».
كما تطرقت إلى تفاعلها مع الانتقادات المتعلقة بمظهرها وتقدمها فى العمر، موضحة أن ردها كان دعمًا لابنها الصغير، الذى يعانى من خوف شديد من فكرة الموت والشيخوخة منذ أكثر من عام.
أكدت حرصها الدائم على الابتعاد عن الأدوار التقليدية، والسعى لتقديم شخصيات مختلفة وجديدة تواكب تطورها الفني، مشيرة إلى أن الجمهور بات يتفاعل معها بشكل أعمق بعد هذه التغييرات.
بينما عبّر الفنان أحمد مالك عن فخره ومسؤوليته بعد تكريمه فى الدورة الحادية عشرة من المهرجان، خلال جلسة «ماستر كلاس» أقيمت بالمتحف اليونانى الروماني، وأدارها المدير الفنى للمهرجان مونى محمود.
قال مالك: «مع كل تكريم أشعر بمسؤولية مضاعفة، وكان تكريمى تتويجًا لمجهودي». وأضاف أن مسيرة الممثل تبدأ بتجارب الأداء، ثم الأدوار التى يُرشح لها، إلى أن يصل لمرحلة اختيار أدواره بنفسه.
أكد أن الجمهور هو من يحدد من يمثل جيله، مشددًا على أهمية الإخلاص للمهنة والسعى الدائم للتطور. كما اعتبر المسرح البداية الحقيقية للفنان، حيث يكشف عن قدراته ويصقل موهبته، وأن التسويق الحقيقى للفنان لا يعتمد فقط على المظاهر أو وسائل التواصل الاجتماعي، بل يبدأ من الإتقان داخل غرفة الكاستينج، قائلاً: «أتعامل مع شركة تسويق تضع استراتيجيتي، لكن الجودة داخل الكاستينج هى الأهم».
أشار إلى أن الاحترافية والتمسك بالفرص أهم من الظهور الخارجى أو الشهرة السطحية، معتبرًا أن الجودة الحقيقية هى التى تدوم.
تحدث مالك عن شغفه العميق بالتمثيل، مؤكدًا أنه يعتبره مهنته ومصدر رزقه، ولا يسمح بتأثير الشخصيات التى يؤديها على حياته الشخصية، رغم احتفاظه أحيانًا ببعض اللزمات أو اللهجات بعد انتهاء العمل.. وعن الأعمال العالمية، صرح أن اهتمامه بها تراجع بسبب مواقف بعض الجهات السياسية من القضية الفلسطينية، مضيفًا: «سابقًا، كان العرب يُحصرون فى أدوار الإرهابيين، واليوم أصبحنا لاجئين. لذلك، أفضل أن أركز على دعم الفن فى مصر والوطن العربي».
استعرض مالك تجربته فى فيلم «6 أيام»، مشيدًا بدور مدرب التمثيل فى تطوير أدائه. كما تحدث عن أثر الشهرة المبكرة على نفسيته، مؤكدًا أن دعم زملائه ساعده فى تجاوزها، ومشيرًا إلى نصيحة المخرج شريف عرفة له بقراءة الأدب، التى ساهمت كثيرًا فى نضجه الفني.
كما تناول تجربة الممثل عصام عمر، مؤكدًا أن البداية دائمًا صعبة، مستشهدًا بتجربة عمر الذى استعاد شغفه بالتمثيل بعد سفره للخارج.