ونشهد سباقاً محموماً ليس له خط للنهاية بين التجار لزيادات وزيادات فى الأسعار.
فما يحدث الآن هو محاولة للإثراء غير المشروع على حساب المواطن ومحاولة أيضاً لتعقيد إيجاد أى حلول لأزمتنا الاقتصادية الراهنة.
فرغم أن الدولة حافظت وتحافظ وتلتزم بتوفير كل الخدمات والسلع الأساسية وتواجه أزمة تلو أخرى تتعلق باختفاء بعض السلع إلا أن هناك تجاراً ورجال أعمال يحاولون إفساد كل شىء وتصدير الأزمة إلى الدولة والحكومة وزيادة الضغوط عليها من كل الجبهات.
ونحن لا نكتب هذا دفاعاً عن الحكومة أو إبعاد المسئولية عنها لأن المسئولية فى نهاية المطاف وفى حقيقة الموقف تقع على الجميع وتمتد إلى الجميع وتنعكس على الوطن كله.
وحين نتحدث عن الأسعار وعن التضخم وعن أزمة الدولار فإننا فى هذه المرحلة لابد أن نساند وبلا تحفظات أى خطوات وقرارات تتخذ لصالح المواطن للخروج من الأزمة بسلام وأمان.
وإذا كان رجال الأعمال والتجار يدركون مصلحة الوطن فإن عليهم أن يتوقفوا عن السباق المجنون القائم فى المنافسة على رفع الأسعار حفاظاً أيضاً على مصالحهم ومنعاً لتفاقم الأزمة إلى مرحلة يستحيل فيها البيع أو الشراء.
إننا لا ندعو إلى مواجهات بين الدولة ورجال الأعمال والتجار ولا ندعو إلى حملات أمنية للكر والفر لضبط إيقاع الأسواق.. ولكننا ندعو إلى عودة الوعى.. إلى إدراك خطورة وأبعاد المرحلة.. ونأمل فى ذلك أن يكون هناك تضحية من الجميع بالاقتصاد على هامش ربح أقل.. وبإخراج كل مخزون السلع التى يتم المضاربة عليها.. هذه أوقات صعبة.. والوعى مطلوب قبل فوات الأوان.
>>>
والسوق يترقب اجتماع لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزى يوم الخميس القادم الذى سيأتى لمراجعة المستجدات المالية وسط توقعات ومؤشرات باحتمالات تحريك سعر صرف الجنيه مقروناً برفع أسعار الفائدة.. وهو اجتماع بالغ الأهمية لأنه سينعقد فى الوقت الذى تتواجد فيه بعثة صندوق النقد الدولى فى القاهرة للبحث فى إجراءات قد تسمح بتوفير قرض بثلاثة مليارات دولار.
ولأن السوق فى الانتظار فإن السوق الموازية فى حالة نشاط هائل مقروناً بشائعات عديدة تدفع فى اتجاه الإقبال على شراء الدولار بأعلى من قيمته الواقعية وهو ما انعكس على قطاعات كبيرة من الخدمات توقفت عن شراء مستلزمات الإنتاج واكتفت بمراقبة التطورات والمتغيرات المتلاحقة.
إن الاجتماع يوم الخميس القادم سيكون حازماً فى وضع حد لكثير من الاجتهادات التى أضرت بحركة السوق.. وسيكون مؤشراً على القدرة فى التعامل مع تداعيات الأزمة.
>>>
والذباب الإلكترونى على مواقع التواصل الاجتماعى والموجه من دول وجهات مخابراتية دولية يحاول تصدير اليأس والإحباط إلى شبابنا بأحاديث وقصص مختلفة عن حياتهم وواقعهم ومستقبلهم.
ونقول فى ذلك إن شباب مصر هم وقودها وهم عنصر القوة فى معركة التحدى والكرامة التى تخوضها الدولة المصرية من أجل الحفاظ على مكانة مصر وهيبة مصر ودور مصر.
وفى حديثنا الموجه إلى شباب مصر فإننا نقول إن الوطن لم يكن فى أى مرحلة من المراحل مفروشاً بالورود.. وأن النجاح داخل الوطن لا يعادله أى نجاح آخر.. والحلم مازال قائماً.. وبدون الحلم لا يوجد واقع ولا حياة.. وشبابنا قادر.. وقادر على أن يحقق الحلم.. بعيداً عن أوهام التيك توك والسم فى العسل..!
>>>
وذهبت لزيارة صديق ولم أجد والده الذى اعتاد الترحيب بى وقضاء وقت فى حديث الذكريات والماضى الذى كان سعيداً.. وسألته هل سافر الوالد.. وأجاب بأنه قد انتقل به إلى دار للمسنين حيث يحتاج إلى رعاية خاصة واهتمام لا يستطيع أن يوفره له بسبب ظروفه الخاصة..!
وأسقط فى يدى.. أصابنى ذهول من نوع سالت معه الدموع.. الحاج فى بيت للمسنين.. الحاج الذى كان ملء السمع والبصر غادر البيت الذى بناه بعرقه وكفاحه وحياته ليقضى أيامه الباقية فى الحياة فى دار للمسنين.. هل تقول الحقيقة أم أن هذه دعابة سخيفة؟! والحاج فعلاً ذهب إلى دار للمسنين بعد أن أصبح وجوده فى البيت مصدر إزعاج ومسئولية على الجميع.. الحاج أصبح ضيفاً ثقيلاً على الابن والأحفاد.. الحاج أرسلوه فى بعثة متأخرة لن يعود منها إلا بشهادة وفاة..!! الحاج خرج من داره لأن الابن لم يعد يتحمل رعايته مريضاً عاجزاً..! والبركة خرجت أيضاً من البيت.. فعندما يغادرنا الآباء والأمهات تغادرنا أيضاً الحياة وتصبح بعضاً من الموت.. ويا خسارة ويا ميت ألف خسارة..!!
>>>
وأخيراً:
>> صاح الديك، فانتبه الراعى، فقام الأهل، فر الذئب،
فنجى القطيع، اطمأن الراعى، واستلقى الكلب، احتفل
الأهل فذبحوا الديك! دائماً من يرعى الناس هو الضحية..!
>> وتنام ومدبر أمرك لا ينام.
>> ولا تبحث عن أخطائى فقد تجد نفسك بينها.
>> وعشنا نخدر أنفسنا بأن الغد أجمل
حتى كبرنا واكتشفنا أن الجمال كان فى الأمس..
وما الغد إلا مجهول ننتظره ولم يأت أبداً..!