السباق الممتد بين الأندية والهيئات الرياضية المختلفة، حول الاهتمام بقطاعات الناشئين وفرق الشباب والبراعم فيها، له ما يبرره ويدعو إليه فى الفترة الحالية أكثر من أى وقت، بعد الأرقام التى نسمعها فى صفقات الأجانب وغيرها من التعاقدات المحلية والعربية.. ووسط حالة من الاختناق المالى لبعض الأندية وعدم قدرتها على مجاراة غيرها فيما يتعلق بميزانيات الفرق والصرف عليها كما يجب، واستسلام البعض لخيارات الهبوط والابتعاد عن المنافسة تماما، أو يمكنك القول التسليم ورفع الراية البيضاء، والسعى وراء الخروج من المشهد تماما.
الحصول على صفقة مميزة وواعدة فى سباق التعاقدات الخارجية صار يكلف خزينة النادى ما لا يقل عن 3 ملايين دولار، ما بين مقابل الاستغناء الخاص باللاعب من ناديه، وبين مستحقاته المالية عن سنوات أو مواسم التعاقد، وهو متوسط المبالغ المقررة أو المتعارف عليها حالياً، فهناك ما يزيد كثيراً عن هذا الرقم فى السنوات الماضية.. ومع تحرك سعر الدولار تبدو أزمة الاستمرار فى هذا النهج، وضرورة البحث عن بدائل وخطط يمكنها توفير الأمر وتسهيله على الأندية، فاضطرت الأندية للعودة مجدداً لقطاعات الناشئين، والبحث فى تطويرها وزيادة الكفاءة الخاصة بها، أملا فى العثور على المواهب وتقديمها للفريق الأول على طبق من ذهب، دون تكلفة عالية أو أعباء لا تقوى عليها الإدارات حاليا.
أما السبيل الثانى فكان الاعتماد على نظم الأكاديميات القارية، والاتفاق مع أثنين أو أكثر من النجوم أصحاب العيون النافذة فى البحث عن المواهب الأفريقية والعربية، واستقدام مجموعة من الشباب الواعد بتكلفة قليلة للغاية مقارنة بما يجرى فى التعاقد مع صفقات جاهزة من النجوم والمحترفين الأجانب، وكان للأهلى المبادرة فى هذا الشأن اعتماداً على أنيس بوجلبان نجم الفريق السابق، وسلك مودرن فيوتشر نفس النهج مؤخراً.
الآن فقط عرفنا وعرف معظمكم سر الخلاف والتناحر الدائر بين الأهلى وانبى على حسم لقب دورى الشباب مواليد 2003، وما دار من قبل بين القطبين فى نفس الإطار، ولماذا دخل زد مثلا فى حسابات الناشئين وصارت تستحوذ على الجانب الأكبر من اهتمامات القائمين على منظومته، ولماذا أعاد المقاولون العرب بناء منظومة الناشئين به أكثر من أى وقت مضي.. ولماذا وجدت بعض الأكاديميات الأفريقية ضالتها فى فتح أفرع لها فى مصر، لتأهيل وتسويق اللاعبين.