مئات الوجبات الساخنة.. توزع على المارة.. وغير القادرين بمنازلهم
رمضان شهر الخيروالتكافل يدخل الفرحة على قلوب البسطاءليشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم فى مواجهة أعباء الحياة ولأن الإفطار هو فرحة رمضان فيحرص القادرون على مد يد العون لهم فلا تجد فقيرا غير قادر على الإفطار وتتعدد مظاهر التكافل بين المصريين لتظهر فى عدة صور منها موائد الرحمن العامرة بالزوار, وقيام البعض بتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين بالمساجد والشوارع حتى أن بعض الشباب يتنافس على إيقاف المارة وقت الإفطار لتناول التمر والعصائر ، علاوة على قيام بعض الأسر البسيطة بإدخال الفرحة والسعادة على أنفسهم بأبسط الطرق كتناول وجبة الإفطار بأحد الحدائق المفتوحة كنوع من التغيير بعيدا عن جو المنازل بما يتناسب مع ظروف كل أسرة.
ومع آذان المغرب تجولت الجمهورية لرصد المفطرين خارج منازلهم سواء بالحدائق العامة أو بالموائد أو من امتدت يد الخير إليهم ووفرت لهم وجبات الإفطار.
فى البداية قابلنا عم محمد سيد ـ أرزقى يجلس على الأرض ومعه وجبة افطاره قائلا شهر رمضان شهر الرحمة ، نظرا لإصابة قدماى الاثنين لا استطيع التحرك الى أقرب مائدة وبالرغم من ذلك فلايمر
يوما فى الشهر الفضيل لا أجد فيه وجبه إفطار، فمع قرب آذان المغرب أجد فاعلى الخير بالقرب منى يقدمون لى أشهى الوجبات والعصائر والفاكهة فكما قال رسولنا الكريم الخير باق فى امتى إلى يوم القيامة».
أشار حسن محمد عامل نظافة جلس والسعادة تغمر عينيه أسكن فى منطقة كعابيش بفيصل ونظرا لظروف عملى لا اتناول الافطار مع اسرتى فصاحب أحد المحلات يقوم بشراء وجبة افطاره ويقوم بشراء أخرى لى لنتناول الإفطار سويا، فالحمد لله على نعمة التآخى والرحمة فى قلوب الناس.
وبأحد الحدائق فى منطقة عابدين قابلنا اشرف على عامل بورشة ـ يفترش مفرش فى الحديقة ويضع الإفطار قائلا :دائما مع شهر رمضان اصطحب اسرتى لتناول وجبة الإفطار خارج المنزل بعيدا عن الذهاب للمطاعم والمحلات والتى تكلفتها اصبحت باهظة الثمن فزوجتى تقوم بأعداد الفطور ونأتى به هنا فالفرحة تغمرنا بقضاء يوم فى شهر رمضان والاستمتاع به خارج المنزل بلمة عائلتى ولو بفطار بسيط.
وتشاركه الرأى نادية محمد ـ التى قالت أننا اعتادنا على الحضور فى الحديقة ولو يوم فى رمضان لنقضى اليوم بتناول وجبة الافطار بأبسط الإمكانيات المتاحة وكأننا ذهبنا لمطعم فقمت بعمل مكرونة وبطاطس محمرة وباذنجان مقلى مما يسعد أبنائى حيث نتجمع فى المكان إلى تناول السحور ثم نعود إلى البيت بعد يوم من الفرحة والبهجة.
وبأحد الشوارع المجاورة قام فاعلى الخير بافتراش مفرش كبير على الأرض تجمع عليه الغلابة والعائلات البسيطة لتناول وجبة الافطار التى تحتوى على وجبات سودانية ومصرية من الأرز والكفتة والعصيدة وفول مطبوخ ومشروبات من عصائر وكركديه حيث أوضح هشام خيرى حارس أمن ـ صاحب المكان لا اعرفه ولكن يدعو أى عابر لتناول الافطار مجانا وكل يوم يضع لنا أشهى المأكولات المصرية والسودانية ويكون سعيد بلمتنا معه فنظرا لعملى احرص ان اتناول الفطار هنا وهناك ايام اخرى يقوم فاعلى الخير بتوزيع وجبات لكل عامل يعمل بالشارع ساعة الإفطار.
أكد لنا آسر على مالك محل من سنتين اقوم بعمل فطار للغلابة أتجمع معهم لنتاول الإفطار مع بعضنا البعض وفى لمة وحب فالشعور لا يوصف بتقديم وجبة لإطعام الصائم فثوابه كبير عند ربنا ويشاركنى فى اعداد الافطار صاحب المطعم المجاور لى فكله لوجه الله ورسالة انسانية تعبر عن الرحمة والتكافل بين البشر فنحاول نخفف معاناة الغلابة وكل لقمة طعام تدخل السعادة إلى قلب صائم محتاج ومدى الفرحة فيووجوههم لحظة الإفطار .
فى حين يقول فتحى محمد ـ بائع عيش ـ افطر كل يوم فى الشارع حيث يقوم أحد الجوامع المجاورة لى يقومون اصحاب الخير بعمل وجبات يومية لكل الغلابة والعاملين الأرزاقية بالمنطقة فكل يوم يتم افطارنا بوجبات مختلفة أرز وكوسه مطبوخة وربع فرخة وتمر وعصير ووجبات اخرى مكرونة وكفتة وبسبوسة فربنا يكرم الجميع ويوسعها على كل فاعل الخير
وتشير الحاجة زينب التى تبلغ من العمر 75 عاماً أنها تجلس امام باب منزلها وكل عام فى ذلك الوقت بالشهر الكريم تأتى لنا كل خيرات الله لحظة الإفطار من لحوم وفراخ وعصائر فالغلبان يطعمه الله بكل ما لذ وطاب فهو شهر الخير على الغلابة فأجد أعداد كبيرة تشارك فى وصول الوجبات لى لحظة الإفطار فربنا يزيد فاعلى الخير من نعيم الله وربنا يجازى كل من يعمل الخير فى سبيل الله.
أما عم زاهر محمد ـ عامل احذية ـ وضح بجوارى مائدة الرحمن كل يوم اجلس عليها فأنا وحيد وليس لدى اسرة ووجوديبين الناس فى رمضان تشعرنى بالسعادة المحروم منها طوال السنة فشهر رمضان كل روحانيات وسعادة وبهجة على الجميع.