أزمة فى العلاقة بين فريق هاريس وبايدن
قبل انطلاق الانتخابات الأمريكية 2024 بثلاثة أسابيع، أظهر أحدث استطلاع رأى تراجع شعبية نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية، وتعزيز موقف الرئيس السابق دونالد ترامب، منافسها الجمهوري.
حصلت هاريس على دعم %48 من الناخبين المسجلين، وفق استطلاع شبكة «إن بى سى نيوز»، بينما حصل ترامب على نفس النسبة %48، وفى الوقت ذاته قال %4 إنهم لم يحسموا أمرهم، أو لن يصوتوا لأى من مرشحى الحزبيْن الرئيسييْن.
وعند إدخال مرشحين من أطراف ثالثة اختار %47 من الناخبين المسجلين فى الاستطلاع الجديد ترامب، وأيد 46٪ هاريس، واختار 7٪ مرشحين آخرين أو قالوا إنهم غير حاسمين.
ويتقدم ترامب على هاريس بنسبة %49 مقابل %46 عند إدخال الناخبين البيض والسود فى صناديق الاقتراع.
وكشف الاستطلاع عن وجود فجوة هائلة بين الجنسين عند دعم المرشحين، إذ تدعم النساء هاريس بهامش 14 نقطة، بنسبة %55 مقابل %41، بينما يدعم الرجال ترامب بـ 16 نقطة بنسبة %56 مقابل %40، وفقاً للنتائج.
من ناحية ذات صلة، كشفت بيانات حديثة عن تراجع ملحوظ فى أعداد الناخبين المسجلين للحزب الديمقراطى فى عدة ولايات رئيسية، مما قد يُشكل تحدياً كبيراً لهاريس فى سباقها نحو البيت الأبيض، ووفقاً لصحيفة «ذا هيل» الأمريكية، فإن هذا التراجع يُعد مؤشراً خطيراً لحملتها.
وأظهرت البيانات التى حصلت عليها «ذا هيل» انخفاضاً فى تسجيل الناخبين الديمقراطيين فى ثلاث ولايات رئيسية هى بنسلفانيا ونورث كارولاينا ونيفادا، وهى ولايات تعتبر ساحات معركة حاسمة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما يجعل هذا التراجع مصدر قلق كبير لحملة هاريس.
فى بنسلفانيا، على سبيل المثال، أشار ديفيد باليولوجوس، مدير مركز البحوث السياسية بجامعة سوفولك فى بوسطن، إلى أن ميزة تسجيل الناخبين الديمقراطيين انخفضت من حوالى 666 ألف ناخب فى عام 2020 إلى 354 ألف ناخب فى عام 2024.
وفى ولاية أريزونا، وهى ولاية أخرى محورية، زاد تسجيل الناخبين الجمهوريين بشكل كبير، إذ إنه وفقاً لباليولوجوس، تضاعف منذ عام 2020، ليرتفع من 130 ألف ناخب إلى 259 ألف ناخب.
هذا التحول قد يجعل من الصعب على هاريس الفوز بولاية فاز بها بايدن بهامش ضئيل فى عام 2020، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على استراتيجيات الحملة الانتخابية لكلا الحزبين.
فى سياق آخر، أصبحت العلاقة بين فريق هاريس والبيت الأبيض «جو بايدن» متوترة بشكل متزايد فى الأسابيع الأخيرة، وفقاً لما ذكره 10 أشخاص مطلعين على الموقف لموقع «أكسيوس».
ويريد فريق بايدن فوز هاريس فى الانتخابات، لكن العديد من كبار مساعدى الرئيس الحالى ما زالوا منزعجين بسبب دفعه للانسحاب من محاولة إعادة انتخابه ويحاولون التكيف مع كونهم فى دور داعم فى الحملة الانتخابية.
وقال أحد حلفاء هاريس المقربين عن فريق الرئيس: «إنهم متمسكون بمشاعرهم كثيراً»، وهو الشعور الذى يتقاسمه حتى بعض مساعدى البيت الأبيض.
ويقول البعض فى فريق هاريس إن كبار مساعدى البيت الأبيض لا ينسقون بشكل كافٍ رسائل بايدن وجدول أعماله بما يتماشى مع ما هو الأفضل لحملة نائبة الرئيس.