
كشفــت كلمات
الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده ورئيس وزراء اليونان الأربعاء الماضى بالعاصمة «أثينا» مجموعة من الحقائق والثوابت فى مقدمتها أن الدولة المصرية ملتزمة برعاية كل مكوناتها الثقافية والحضارية، وأن هذا منهج راسخ للدولة وركن أصيل فى منهجها وعقيدتها السياسية.
شدد الرئيس على أنه لا يمكن المساس بدير «سانت كاترين»، مؤكدًا أن هذا التزام الدولة والتزامه الشخصى.
كلمات الرئيس حملت مجموعة من الرسائل المهمة
< أولا: احترام التنوع
فى النسيج الإنسانى
قال الرئيس: موضوع دير سانت كاترين كان ممكن اكتفى بكلام دولة الرئيس، لكن اسمحوا لى أقول خلال العشر سنين اللى فاتوا كنا بنؤكد على نقاط محددة لدى الرأى العام فى مصر وخارج مصر وهى احترام شديد جدًا للتعدد والتنوع الموجود فى النسيج الإنسانى.
أضاف قائلاً: هذا لم يكن طرحًا، ولكن قمنا بممارسات تؤكد كده، وانزعجت بشدة عندما تم تناول موضوع «سانت كاترين» وإن مصر قد تقوم بأى إجراء سلبى، مش علشان مكانة الدير ولكن ده يتعارض مع ثوابت السياسة المصرية.
< ثانيًا: رعاية كل دور العبادة
قـــال الـرئـيس: لمــا حـــــرق المتطـــرفـون 65 كنيسة فى مصر قمنا بإعادة بنائها مرة أخرى، ونقوم بإنشاء دور عبادة للمسلمين والمسيحيين فى التجمعات الجديدة، لو عندى مواطنون يهود هعملهم معابد.
< ثالثًا: الاهتمام بالدير
واحترام مكانته التاريخية
قال الرئيس: العلاقة التاريخية وحجم المودة بين الشعب المصرى واليونانى خفت، وجالى قلق شديد إن الأمر يتم العبث بهذه المودة من خلال موضوع حساس زى ده، وده مش هيحصل، وأى حد يسمع كلام تانى غير كده متصدقوش، التزام الدولة المصرية وأنا شخصيًا، التعاقد بين دير سانت كاترين ده تعاقد أبدى لا يمكن أحد يمسه، وأى حاجة مرتبطة بالدير مستعدين بكل المودة نعملها لأن ده أمر يحمل بين طياته وفاة قديسة منذ أكثر من 1500 سنة موجودة فى مصر، وأى حد بيزور مصر بنقول لهم تعالوا شوفوا دير سانت كاترين لقديسة عظيمة كانت مؤمنة فى وقت مكنش فيه إيمان. شعبنا فى مصر واليونان شعب واحد يسمعوا منى ومحدش يسمع بكلام التواصل الاجتماعى.
مشروع التجلى الأعظم
حديث الرئيس يؤكده ويؤيده الواقع العملى الذى يشهد على اهتمام الدولة بمنطقة «سانت كاترين»، حيث أطلقت مشروع «التجلى الأعظم» وهو مشروع تطويرى يهدف إلى إحياء المكانة الروحية والدينية لمدينة سانت كاترين، ويرتكز على إعادة تخطيط المدينة بالكامل والحفاظ عليها كمحمية طبيعية، من خلال إبراز البُعد الجمالى والطابع البدوى التراثى لأهالى سانت كاترين، مع وضع معايير التنمية المُستدامة فى الاعتبار عند تنفيذ أعمال التطوير.
يشمل المشروع إنشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس، لتكون مقصداً للسياحة الروحانية والجبلية والاستشفائية والبيئية على مستوى العالم، بجانب توفير جميع الخدمات السياحية والترفيهية للزوار، وتنمية المدينة ومحيطها، مع الحفاظ على الطابع البيئى والبصرى والتراثى للطبيعة البكر.
ويتضمن المشروع إنشاء مركز الزوار الجديد فى مدخل المدينة بموقع ميدان الوادى المقدس، بجانب إنشاء ساحة للاحتفالات الخارجية، ومبنى عرض متحفى متنوع، بالإضافة إلى مسرح، وقاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وغرف اجتماعات فى مبنى تحت الأرض؛ لعدم التأثير على البيئة الطبيعية للمنطقة.
ويشمل المشروع فندقاً جبلياً يتمتع بإطلالات متعددة على دير سانت كاترين، وهضبة التجلى، ووادى الراحة، مع حديقة جبلية خلفية ذات تكوينات صخرية نادرة.
كما يتضمّن تطوير منطقة «وادى الدير» وهى إحدى أهم مناطق سانت كاترين التى أُنشئ بها دير سانت كاترين الذى يظلّ مزاراً روحانياً وأثرياً على المستوى العالمى.
تراهن مصر على المشروع لتنشيط السياحة، حيث أوضح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أن الدولة بجميع وزاراتها وأجهزتها المعنية بذلت جهوداً كبيرة لتحويل هذه البقعة المقدسة التى شرّفها المولى -عز وجل – بالتجلى فوقها، وذلك من أجل تقديمها إلى الإنسانية وشعوب العالم أجمع، على النحو الذى يليق بها، تقديراً لقيمتها الروحية الفريدة التى تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية الثلاثة.
خطاب رجل دولة
الشاهد فيما قاله الرئيس السيسى أننا أمام خطاب رجل دولة بكل معنى الكلمة، خطاب رئاسى ملتزم ومنضبط يدرك القيمة الحضارية والإنسانية للدولة المصرية التى تحتضن كل مكوناتها وتعتبر التنوع دليل قوة والعكس غير صحيح.
خطاب الرئيس السيسى يتحلى بأعلى درجات الوضوح والمصداقية، ويتميز بالانفتاح على الرأى الآخر، والاستعداد للحوار والاستماع لأى ملاحظات تخص عملية تطوير الدير ومنطقته الأثرية، والمؤكد أن الخطاب الرئاسى يقدم نموذجًا لأداء إعلامى راق يقدم الحقائق ويقطع الطريق أمام «زيف منصات التواصل الاجتماعى». والأهم أنه يحافظ على مسار الدولة المصرية ومسيرتها نحو التنمية الحقيقية والمستدامة.