يستحق الفنان سامح حسين أن يكرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى ويستمع الى تجربته الناجحة فى تقديم رسائل إعلامية هادفة ليكون ذلك دعما لكل صاحب رسالة وفكر مستنير.
يستحق سامح حسين أن نوجه له التحية، ليس لأنه قدم أداء مميزا وسهلا وبسيطا وهادفا جذب إليه الملايين خلال شهر رمضان المبارك فحسب.. بل لأنه نسف مفاهيم خاطئة حاول تجار الفن الهابط الترويج لها واقناعنا بها لسنوات طويلة من بينها: «الجمهور عايز كده» و«الفن يجب أن يعكس قاع المجتمع»، و«العمل الفنى الناجح يحتاج انفاقا ضخما» وغير ذلك من المفاهيم التى نسفها تماما سامح حسين ببرنامج بسيط غير مكلف، بثه على قناة يوتيوب لا يشاهدها الا القليل من المهتمين بأعماله، بعد أن فشل فى تسويقه.. واذا به ينتشر بين المصريين والجماهير العربية، ويلقى قبولا جماهيريا كبيرا يفوق كثيرا البرامج التى أنفقت عليها أموالا ضخمة، وعرضت من خلال قنوات فضائية شهيرة، بعد حملات إعلانية كبيرة ومكثفة.
اعتقد ان المكسب الذى عاد على المجتمع كله من وراء برنامج «قطايف» هو الأكبر والأهم، ويجب أن يكون مقدمة لمبادرات أخرى من فنانين آخرين لتقديم رسائل إعلامية هادفة تفيد المجتمع وتعود عليهم شخصيا بمكاسب حقيقية.. فالسمعة الطيبة للفنان أهم كثيراً من الأموال التى يربحها من وراء عمله الفنى.. وفى حياتنا المعاصرة فنانون كثر لديهم أموال طائلة، لكنهم فى أمس الحاجة إلى مراجعة ضرورية وتصحيح صورتهم فى عيون الجماهير
>>>
لقد أكد لنا سامح حسين ببرنامجه البسيط أن الفن رسالة وليس تجارة.. وأن صدق الأداء وسمو الهدف هو الذى يعود بالمنافع الحقيقية على الفنان.. فالأموال زائلة، والشهرة الحقيقية تكتسب بالأعمال الفنية الهادفة التى تصل إلى قلوب الناس بصدقها وسمو أهدافها، وحرصها على بث القيم والأخلاق الفاضلة.
لقد ارتبط شهر رمضان المبارك فى حياة المصريين والعرب ببرامج وأعمال فنية كثيرة وضخمة خلال عقود مضت، لم يبق منها فى ذاكرة المشاهدين إلا أقل القليل، لأنها كانت مجرد أعمال تجارية تستهدف الربح وخلى معظمها من المصداقية والموضوعية.. بل جلب بعضها انتقادات حادة للقائمين عليها والمشاركين فيها بسبب ما بثته من قيم سلبية فى نفوس الكبار والصغار.
لذلك.. تعددت انتقادات كبار علماء الإسلام ومعهم عدد كبير من الفنانين لتحويل شهر رمضان المبارك إلى مهرجان فنى غير هادف، وشغل الأسر المصرية فى هذا الشهر الكريم بأعمال فنية وبرامج تبث قيما سلبية، وتشغل كثيرا من الناس عن عباداتهم وواجباتهم الاجتماعية والإنسانية فى شهر يعد فرصة ذهبية ينبغى أن يستفيد منها المسلم دينيا وأخلاقيا واجتماعيا ليصحح علاقته بدينه وبكل من يتعامل معهم.
لا ينبغى أبدا أن يتحول شهر رمضان المبارك الى مهرجان فنى سنوى زاخر بمسلسلات وبرامج تبث قيما سلبية مثل العنف والبلطجة والكذب والتحايل والسرقة وتجارة المخدرات..
الرسائل الإعلامية التى تقدم للجماهير فى شهر رمضان يجب أن تكون أخلاقية وراقية وهادفة ومفيدة لكى تتفق مع جلال الشهر الفضيل ولكى يستفيد منها المشاهد فائدة حقيقية، وأن تكون عونا له على برمجة حياته على فضائل وقيم أخلاقية راقية فى ظل انتشار قيم سلبية كثيرة فى واقع الحياة تحتاج الى مواجهة ويجب أن يكون للإعلام عموما وللفن دور فى مواجهتها.
>>>
بعد نجاح سامح حسين فى بث قيم أخلاقية جيدة من خلال برنامجه البسيط ننتظر من القائمين على الانتاج الاعلامى والفنى أن يقدموا مبادرات جيدة لا تقتصر على شهر رمضان وحده.. بل تنتشر فى وسائل إعلامنا طوال العام لتؤدى رسالتها الأخلاقية فى نفوس المشاهدين عموما وخاصة فى نفوس أطفالنا وشبابنا الذين يواجهون طوفانا من السلوكيات المرفوضة دينيا واخلاقيا ويحتاجون الى حماية حقيقية.
>>>
ننتظر مبادرات جيدة من عدد من الفنانين والمثقفين المصريين بعد نجاح تجربة سامح حسين التى غيرت كثيرا من المفاهيم التى يروج لها تجار الفن فى الوقت الحاضر.
ننتظر دعما حقيقيا من رجال أعمال ومستثمرين ومؤسسات دينية وثقافية لاستنساخ سامح حسين وتقديم رسائل إعلامية وثقافية هادفة ليس فى رمضان وحده ولكن طوال أيام السنة فشبابنا فى أمس الحاجة الى من يأخذ بيده الى الطريق الصحيح.