تصدرت المشهد مؤخرا أخبار المنصة الرقمية «إف بى سى» والتى مارست النصب على أكثر من مليون مواطن بمبالغ مالية كبيرة ثم اختفت المنصة فجأة بعد أن أوهمت الجميع بأرباح خيالية مقابل مشاهدة فيديوهات وإعلانات أو الترويج لتطبيقات أو غير ذلك .. مع وعد بمضاعفة الأرباح الخيالية فى حالة دعوة المزيد من المشاركين عن طريق كل المشتركين فكلما أدخلت الكثير من الاعضاء زادت أرباحك بشكل أكبر وبالطبع كان الجميع يسارع لإدخال أصدقائه وأقاربه وجيرانه فالعامل المشترك بين الجميع هو الرغبة فى الحصول على ربح سريع مقابل بعض اللهو على الموبايل ليحصد بعدها أرباحا مضاعفة تتزايد بشكل غير طبيعى يدفعك دفعا للتفكير ألف مرة فى هذا السفه حتى تدرك أن الأمر فى النهاية مجرد عملية نصب تمكن النصابون عن طريقها بجمع الملايين بكل سهولة ودون عناء .. وكان ما حدث هو أن من حصل على المال مرة بمبلغ صغير زاد طمعه فى مبالغ أكبر حتى وجد نفسه وقد أصبح ضحية لأكبر عملية نصب إلكترونية وقع فيها باختياره وبرغبته وبطمعه..
فجأة اختفت المنصة بشكل كامل وتم الإعلان عن أنها تعرضت لهجوم سيبرانى وتم اختراقها من قبل مجهولين فى حين أن المجرمين كانوا يخططون للهرب بالحصيلة التى استولوا عليها من الضحايا ليكتشف الجميع أنها مجرد منصة احتيالية للنصب دون أن تكون معتمدة من أى جهة رسمية للاستثمار سواء محلية أو دولية .. وليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بأى جهة رسمية أو لها علاقة بعمليات الاستثمار سواء داخل مصر أو خارجها .
الشركة النصابة روجت لنفسها على منصات التواصل بأنها تعمل بشكل رسمى وأنها ستفتح مجال الاستثمار بشكل غير مسبوق .. وكانت النتيجة أن عملية النصب تمت أيضا بشكل غير مسبوق وإن كانت هناك عمليات مماثلة وقعت بمصر من قبل أقربها لذاكرة المصريين عمليات توظيف الأموال التى انتهت بكارثة يتذكرها المصريون فهناك من تم النصب عليهم بمبالغ كبيرة لم يحصلوا على عائدها بل وضاعت أصول الأموال أيضا وهناك من توفاه الله ولم يحصل على أى أرباح ..
وتكررت عمليات توظيف الأموال فى محافظات متفرقة من مصر وكان القاسم المشترك الأكبر فى كل عمليات النصب هو الطمع الذى يجعل الضحية يستجيب لعملية النصب وهو مقتنع تماما أن الأمر غير طبيعى لكنه يسعى بكل قوة للحصول على الأرباح الأكبر وبدون مجهود حتى أن النصاب حصل على لقب « المستريح « وكأنها السخرية من تقديم الضحايا أنفسهم للنصاب بكل سهولة والاقتناع بما يقدمه من مسوغات للنصب بكل أريحية وتلقائية ليجد الضحايا تتساقط أمامه يختار منهم من يشاء ..
وزارة الداخلية كعادتها نجحت فى القبض على التشكيل العصابى الذى يدير المنصة الرقمية الدولية ويتزعمه ثلاثة من الأجانب ويرتبط هذا التشكيل بتنظيم أجنبى يمارس عمليات النصب بزعم استثمار الأموال مقابل أرباح خيالية .. وتم ضبط مبالغ كبيرة من الأموال ومازال الموضوع قيد التحقيق .. لكن يظل العامل المشترك فى كل عمليات النصب هو الطمع الذى يدفع الضحايا للبحث عن النصاب والسقوطة بكامل رغبتهم فى قبضته ثم يبكون بعدها حيث لا ينفع الندم.
الأكثر غرابة أن العنصر الذى تم التوصل إليه بمحافظة البحيرة وتم القبض عليه كان بداية الخيط للكشف عن جميع أعضاء الشبكة كان سائق توكتوك .. ولا تعليق ..