كان الخليفة عمر ابن الخطاب رضى الله عنه، هو أول من أعاد جمع المسلمين لأداء صلاة التراويح -قيام الليل- فى جماعة داخل المساجد خلال شهر رمضان، وهى الصلاة التى بدأت فى عهد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يواظب عليها خشية أن تُفرض على أمته فيعجزون عنها، وبعد وفاته وانقطاع الوحى لم يعد هناك داع للخوف من فرضها، فأعاد ابن الخطاب جمع الناس عليها وجعل أبى ابن كعب رضى الله عنه إمامهم.
ويقال إن عمر ابن الخطاب حين شرّع بصلاة التراويح، أمر بإنارة المساجد وتزيينها بالقناديل بدءاً من أول أيام شهر رمضان؛ حتى يتمكن المسلمون من أداء صلاتهم وإحياء شعائرهم الدينية، وأيضاً حتى تستقبل المساجد الشهر الكريم وهى فى أبهى حللها، وكان ذلك هو الشكل الأولى لزينة رمضان.
لكن هناك قول آخر، ذكره أحد علماء الأزهر الشريف فى مصر، أحمد المالكى، بأن الخليفة على ابن أبى طالب، رضى الله عنه، كان أول من زين المساجد بالأضواء فى شهر رمضان، بصورة أقرب لما نراه الآن فى وقتنا الحاضر.. وفى البداية كانت الجوامع تُضاء بالسروج البسيطة، التى هى عبارة عن وعاء يوضع فيه زيت له فتيل يشتعل بالنار، وبالتدريج تطورت حتى ظهرت القناديل المزخرفة والبلورية متقنة الصنع، وصولاً إلى الكهرباء فى هذه الأيام.
وبمرور الزمان، كان لكل عصر سماته وعاداته الخاصة في تزيين المساجد والشوارع احتفالاً بشهر رمضان، ومن تلك العادات ما أصبح موروثاً ثقافياً متأصلاً ولا يزال يُتبع حتى يومنا هذا، ومنها ما اندثر وبات فى طى النسيان.
من المظاهر والطقوس العديدة فى شهر رمضان المبارك، تزيين الشوارع والمساجد وتعليق الأضواء عليها بشكل جمالى، يظهر عظمة المبنى والتصميم، تلك العادة التى أصبحت طقسا مستمرا ليس مرتبطا بشهر رمضان فقط.
تزيين الشوارع والمساجد يأتى بتعليق سلاسل من اللمبات المضيئة بألوان وحركات ضوئية مختلفة لإضاءة المسجد من الخارج وتعليق بعض الزينة وأفرع النور فى الشوارع والميادين.
ومن خلال سلسلة «البداية فين» التى نقدمها كل يوم ونبحث فيها عن أصل العديد من العادات والطقوس الدينية والاجتماعية خلال الشهر الكريم، ونتحدث اليوم عن إضاءة وتزيين المساجد.
وبحسب كتاب « دليل الأوائل» للكاتب إبراهيم مرزوق، فإن أول من أضاء المساجد فى الإسلام كان الصحابى الجليل تميم بن أوس الدارى، وقد أضاء المساجد بقناديل يوضغ فيها الزيت وكان ذلك كل يوم جمعة.
كتاب «أبو بكر الجصاص: الإجماع دراسة فى فكرته» تحقيق الدكتور زهير شفيق كبى، أكد الاحتفال بالأعياد وشهر رمضان فى القرن الرابع وأوائل الخامس الهجرى، أى فترة تأسيس الدولة الطولونية اظهرت العديد من المظاهر مثثل إضاءة الساحات وتزيين الشوارع أثناء شهر رمضان والأعياد، وهى المظاهر التى انتقلت للشيعة.
فيما يذكر زياد سامى عيتانى، فى مقال له بعنوان «عادات رمضانية: زينة رمضان»، وبحسب ما تسجل كتب التاريخ أن أول من بدأ فكرة الإحتفال بقدوم شهر رمضان هو الخليفة عمر بن الخطاب، عندما قام بتزيين المساجد وإنارتها من اليوم الأول لرمضان حتى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية.
كما أشار الكاتب أيضا أن أول من إستخدم إنارة المساجد إحتفالاً برمضان فى الأستانة خلال العهد العثمانى كان السلطان أحمد سنة 1617 ميلادية، فأضاء أنوار المصابيح والمشاعل التى غطت مختلف مساجد اسطنبول حتى بدت كالنجوم النيّرات.
فيما ذهب أحمد المالكى، من علماء الأزهر الشريف، وعضو المكتب الفنى لمشيخة الأزهر،فى تصريحات تليفزيونية، إلى أن سيدنا على بن أبى طالب أول من قام بتزيين المساجد بالأنوار فى رمضان، موضحًا «وهذا ما نراه الآن فى الشوارع من الزينة».