الأبناء نعمة من نعم الله تبارك وتعالى علينا، فهم زينة الحياة لقول ربنا تبارك وتعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)، ولكى يكون الأبناء نعمة وزينة يجب أن نهتم بهم ونحسن إليهم ونرعى مصالحهم، ولذلك يجب أن نقدر ثقافة تنظيم النسل والوعى الدائم منا بضرورة الحفاظ على كيان الأسر من الإنهيار بسبب كثرة الإنجاب، فمن الأولويات التى تجعلنا نستطيع أن نحافظ على بناء طفل سوى فى كل شئ معافى صحياً، وجسدياً ونفسياً هى أن نختار أن يكون عدد أطفالنا على قدر ظروفنا الصحية والمالية والاجتماعية، فقد أعطانا الله عز وجل الطفل لإكرامه وليس لإهانته.
وكثرة الإنجاب يمثل عائقاً كبيراً على جميع المستويات، إذ مازال البعض يعتقد أن كثرة الأولاد عزوة وسند وتباه إلا أنها تعد فى وقتنا الراهن قنبلة موقوتة، إذ إن كثرة الأولاد يمثل خطورة على المجتمع بما تجنيه من أبناء غير متوفر لهم الحماية الصحية والتعليمية والاجتماعية اللازمة لعدم قدرة الآباء على الصرف والتربية والتعليم والمحافظة على النعمة التى أعطاه الله عز وجل إياها.
يمثل أكبرعائق من نواحٍ عديدة أهمها، إنه مسئولية مضاعفة على الأسرة بالكامل، يكون سبباً رئيسياً من تزايد العبء والضغط وكثرة المتطلبات مما يؤدى إلى انتشار عادات سلبية خطيرة (كالانحراف والجريمة) تؤثر على الأسرة بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام، عدم القدرة المؤكدة من جانب الوالدين على السيطرة وحسن التربية على أبنائهم، التأثير النفسى على الأسرة، وعدم العدل بين الأولاد فمن الطبيعى أن تختلف درجات الاهتمام بينهم فلا يستطيع شخص أن يعتنى بأكثر من طفل أو طفلين على الأكثر ويضع فيهم أسس وقواعد التربية السليمة.
وفى الختام يجب أن نعلم جيداً أن الأولاد ليس بكثرتهم وإنما بما يكون معهم من تربية حسنة وعلم نافع وعمل صالح فيكون بمثابة خير وفير للأسرة والمجتمع.