أثارت زيارة الرئيس الفرنسى ماكرون إلى القاهرة ردود أفعال واسعة بين المصريين والفلسطينيين خاصة أن هذه الزيارة حملت رسائل سياسية ودبلوماسية عميقة تعكس قوة العلاقات المصرية الفرنسية وتدعم موقف مصر من القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
حالة من الفخر انتابت المصريين بعد اصطحاب الرئيس السيسى نظيره الفرنسى فى جولة بخان الخليلى قلب القاهرة النابض ــ والمشى وسط المواطنين الذين التقطوا الصور مع الرئيسين فى الشارع والمترو ومستشفى العريش ومعبر رفح.
إنها رسالة مصرية للعالم أجمع بأنه رغم التحديات والظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة فإن مصر آمنة وعظيمة بحضارتها وشعبها وقوة جيشها.. هى رسالة طمأنينة حول استقرار مصر كوجهة للسياحة.. هى رسالة رغم استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة إلا أن مصر تلعب دوراً محورياً فى الوساطة لإعادة الهدنة ووقف اطلاق النار.. مصر تسعى لحشد دعم دولى لوقف الحرب ورفض التهجير من هنا جاءت تصريحات ماكرون إيجابية من على متن الطائرة الرئاسية للاعتراف بدولة فلسطين.
زيارة ماكرون للقاهرة ساهمت فى تعزيز الشراكة فى مشاريع الطاقة الخضراء والغاز والنقل والصناعات التحويلية والتعليم.
<<<
وما بين تصريحات سياسية من على متن الطائرة الفرنسية والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة تكمن رسالة إستراتيجية يسعى ماكرون لتوجيهها إلى أوروبا والعالم فى الوقت الذى تزداد فيه التعقيدات فى المنطقة وفى وقت تتعدد فيه الضغوط على الدول الكبرى لتغيير مواقفها من إسرائيل وفلسطين تأتى رسالة ماكرون لتشير إلى دور فرنسى متزايد فى قيادة مواقف الاتحاد الأوروبى وأن فرنسا ستظل تواصل الضغوط من أجل السلام الشامل.
<<<
كانت السياسة الفرنسية تميل إلى الحياد فى قضايا الشرق الأوسط واليوم نجد تحولاً جذرياً فى الموقف الفرنسى تجاه القضية الفلسطينية… البرلمان الفرنسى شهد نقاشاً حاداً حول الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وهو ما يعكس تحولاً عميقاً فى السياسة الفرنسية وبداية تغيير حقيقى فى المواقف الأوروبية تجاه الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.