بلغنى ايها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد ، صوت رخيم جميل حلقنا معه فى عالم الخيال والسحر والاساطير من خلال حكايات» الف ليلة وليلة» الاذاعية التى روتها بصوتها النجمة الراحلة زوزو نبيل وقدمها للإذاعة لاكثر من 26 عاما بابا شارو محمد محمود شعبان وصاغها الاذاعى الكبير طاهر ابو فاشا وهنا ادرك شهر زاد الصباح وسكتت عن الكلام المباح لنتكلم نحن عنها وعن زوزو نبيل الايقونة الرمضانية التى لا تنسي
صنعت زوزو اسطورتها فى الإذاعة بمسلسل «ألف ليلة وليلة» فى دور «شهرزاد».
ارتبطت زوزو نبيل بالشهر الكريم من خلال صوتها المميز عبر أثير الإذاعة، حيث لعبت دور شهرزاد فى مسلسل «ألف ليلة وليلة».
بدأت هذا الدور عام 1955 وتنوعت حكايات شهرزاد الإذاعية ما بين حكاية الملك لقمان ووزيره حسان، وسلامة والمغاربة الثلاثة، وحلاق بغداد، والملك خسروان، وحكاية جانشاه ومن عوامل نجاح المسلسل واستمراره كل هذه السنوات صوت زوزو نبيل المميز القوى وأدائها المميز الذى وصل إلى الجمهور دون الحاجة لأن يشاهد تعبيرات وجهها
وتبقى زوزو نبيل كفنانة جميلة برعت فى أداء كل الأدوار تجدها الشريرة والزوجة القاسية..
قدمت زوزو نبيل أعمالا رمضانية أخرى منها دور ريما، المرأة الشريرة، فى فوازير «كريمة وفاطيمة وحليمة» وحققت فيه نجاحًا كبيرًا أيضاً.
وولدت الفنانة زوزو نبيل عام 1920 فى المنوفية، واسمها الحقيقى عزيزة إمام حسين، وغيرته للانضمام إلى عالم الفن، وبدأت حياتها الفنية منذ الصغر عبر انضمامها لفرقة مختار عثمان المسرحية ثم انتقلت لفرقة الفنان يوسف وهبى ومنها إلى عالم السينما والتليفزيون، ومن أبرز أعمالها أفلام «سلامة»، «لواحظ»، «أنا حرة»، «الخرساء»، «رابعة العدوية»، «الجبان والحب»، «مصنع الزوجات»، ومسلسلات «هند والدكتور نعمان»، «غوايش»، «بكيزة وزغلول»، «يوميات ونيس». رحلت زوزو نبيل عن عالمنا عمر 76 عامًا فى عام 1996.
اشتهرت الفنانة الكبيرة زوزو نبيل، أو شهر زاد الفن بأدائها لهذه الشخصية، وحكاياتها فى «ألف ليلة وليلة»، وكان يلعب أمامها دور شهريار عبدالرحيم الزرقاني، وكان التأليف لطاهر أبوفاشا، وأذيع المسلسل فى ستينيات القرن الماضي، وامتاز بموسيقاه الكلاسيكية والتى أصبحت ماركة مسجلة لهذا العصر، ولأى مشهد يجمع بين شهريار وشهرزاد عشنا أجمل الذكريات جيلاً وراء الآخر حتى يومنا هذا ولولاها ما نجحت «ألف ليلة وليلة»، وحتى عندما أراد المخرج فهمى عبد الحميد، أن يعمل «ألف ليلة وليلة»، بالتليفزيون استعان بـ»زوزو نبيل».
اشتهرت بأدوار الشر خاصة مع مخرج الراوئع حسن الإمام الذى قدمت معه تاريخها الفنى الكبير فكانت إحدى أيقونات سينما حسن الإمام فى أفلام:»كأس العذاب، وأنا بنت ناس، وقلوب الناس، ووكر الملذات، وزمن العجايب، وأسرار الناس، وسجن العذراي، وفى شرع مين، وبين القصرين»،
لم تكن زوزو نبيل مجرد ممثلة بارعة الأداء فقط، بل أيضًا كانت أستاذة فى اللغة العربية والإلقاء، فقد تتلمذ على يدها كبار نجمات السينما المصرية فى الإلقاء مثل: فاتن حمامة، وشادية، وماجدة الصباحي، ونادية لطفي، وسعاد حسني، ولبنى عبد العزيز التى لم تكن تستطيع نطق اللغة العربية صحيحًا، واتعبت كل مدرسين الإلقاء الذين آتى بهم رمسيس نجيب لها، فكانت الست زوزو نبيل التى علمتها الإلقاء بطريقتها السهلة، حتى أن رمسيس نجيب قال لها: « إنتى ممكن تنطقى الأمريكان بالعربي».
تقلدت زوزو نبيل، مناصب قيادية فى مسارح الدولة، ففى الخمسينيات عملت كرقيبه لمدة 3 سنوات فى رقابة المصنفات الفنية بمصلحة الفنون، كما تولت إدارة المسرح الشعبى بوزارة الثقافة عام 1959، وبعدها عملت بمؤسسة المسرح بين عام 1962 إلى عام 1964، كذلك كانت تقوم بالتدريس لماده الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبد الوارث عسر، وفى الثقافة الجماهيرية حتى وصلت لدرجه وكيل وزارة وأصبحت فنانة بدرجة وكيل وزارة.
عكفت على حفظ القرآن الكريم، حتى أنهت حفظه، وعمرها جاوز الـ70 عامًا، وقامت بأداء فريضة الحج 8 مرات منها 4 مرات، لابنها الشهيد، ومرة عن ضرتها.
حصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة: التمثيل عن فيلم «أنا حرة»، وجائزة التمثيل الأولى فى فيلم «الخرساء»، مناصفة مع بطلة الفيلم سميرة أحمد.
كما كرمها مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى العام 1995، وأيضًا من مهرجان الأفلام الروائية، كما كرم من قبل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للعام 1996، ولكنها لم تستطع الحضور، لمرضها فى آخر أيامها وتسلّمت الجائزة بدلاً عنها زوجة ابنها.
وكانت تعتز بدرع أم الشهيد، كأفضل جائزة فى حياتها التى حصلت عليه من الرئيس السابق محمد أنور السادات.
توفيت فى 3 مايو 1996، إثر التهاب رئوى حاد، وعجز فى القلب، رحمها الله وكل امواتنا.