زمان كانت البدانة رمز الجمال النسائى وعلامته المسجلة.. كان الشعراء يتغنون بالشحوم المتراكمة فى أجسام النساء، ويعتبرون البدانة دليل عز وجاه وصحة وعافية.. وخصوبة أيضا، وكانوا يرون فى الرشاقة دليل بخل وجوع، مرض واعتلال، ضعف وهزال.. والغريب أن ذلك لم يكن سلوكا عربيا بل عالميا.
اليوم اختلفت الصورة تماما، اختلفت قواعد وضوابط اختيار الرجل لشريكة الحياة، أصبحت رشاقة عارضات الأزياء هى المقياس الأول للجمال وهى الهاجس الذى يؤرق النساء.. وفى كل الأحوال نلمح تناقضا غريبا. عندما كانت البدانة سر الجمال وعنوانه، كانت عزيزة نادرة، كان العثور على زوجة من الوزن الثقيل صعبا.. وعندما صارت الرشاقة هى البديل، تفشت البدانة بشكل مخيف.
التجاذب الروحى أكذوبة، الموضوع أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، هكذا يؤكد العلماء فى ضوء نتائج دراسة طريفة أخضعوا خلالها أذواق الرجال فى اختيار شريكات العمر للدراسة والتحليل.. عن طريق طرح تساؤلات غريبة من نوع: لماذا يفضل بعض الرجال الارتباط بالمرأة البدينة، لماذا يفضل البعض المرأة النحيفة، لماذا يفضلها البعض طويلة والبعض الآخر قصيرة، وهل لذلك علاقة بالشخصية؟.
الدراسة انتهت إلى أن الرجال الذين يختارون المرأة البدينة هم عادة غير مستقرين عاطفيا، اهتماماتهم قليلة بالتحصيل الأكاديمى والأمور الجمالية.. أما معتدلة الحجم فإن اختيارها يدل على أن الرجل يتمتع بالشعور بالمسئولية الاجتماعية، ويميل عادة إلى التقليل من شأن نفسه، ويهتم كثيرا بمشاعر الآخرين، أما الذين يميلون للإناث ضئيلات الجسم، فإنهم يتصفون بعدم الثبات فى عاداتهم الشخصية وفى عملهم.
الدراسة انتهت كذلك إلى أن الرجل الذى يسعى للارتباط بالمرأة ذات السيقان الضخمة يتمتع بشخصية هادئة ويشعر بالمسئولية .. وتستطرد الدراسة مشيرة إلى أن من يفضل المرأة ذات السيقان الصغيرة الناحلة.. فإنه عادة يتمتع بميل جمالي، ويجد مشقة فى مواجهة الضغوط.. الغريب أن أصحاب هذه الدراسة لم يكتفوا بتحديد العلاقة بين مكونات جسم الزوجة وبين صفات ومواصفات شخصية الزوج وإنما وضعوا رؤية علمية معملية للمواصفات القياسية للزوجات.. فالزوجة «القياسية» من وجهة نظرهم هى من كانت قامتها متوسطة ووزنها متناسبا مع الطول.. وكتفاها أضيق من الحوض.. وساقاها منحنيتان (ليست مصابة بالكساح بالتأكيد).. وعظامها عريضة قليلا.. وأنسجتها الشحمية أكثر من عضلاتها (هكذا).. وصوتها صاف رخيم وشعرها طويل وبشرتها ناعمة نضرة.. شفتاها صغيرتان وعيناها براقتان وأسنانها بيضاء لامعة.. وصدق أو لا تصدق.. هذا الكلام المليان كلام فارغ .. نتيجة دراسة علمية جدا.