كل مجتمع له قيمه وتقاليده وعاداته وفق أعراف تعارفوا عليها منذ سنوات طويلة وإذا أراد أحد المثقفين تعديل هذه الأعراف ربما احتاجت لوقت ليس بقصير.
معظم المجتمعات فى مصر سواء كانت الريفية أو البدوية أو الأحياء الشعبية حتى الأحياء الراقية يغلب على أهلها الوجاهة الاجتماعية فى كل المناسبات العائلية سواء فى حالات الزواج وأعياد الميلاد وحتى فى العزاءات كل مواطن يفضل أن يكون أفضل من غيره إن لم يكن مثله على الأقل وهذا ربما يسبب إرهاقاً مادياً وبدنياً وربما مخالفات شرعية لأن كل واحد يتمنى أن يكون هو الأفضل وهذا يدخل فى بند الإسراف والترف غير المحمود.
وظهرت بعض التقاليد حديثاً التى تقصم ظهر الوالدين فى مظاهر الزواج فأهل الزوجة يرهقون العريس مادياً فهم يشترطون عليه مكان الشقة ومساحتها وعدد الغرف وقيمة الشبكة والجهاز الفاره واختيار أماكن الشراء وسعر الجهاز لأن العروس ليست أقل من صديقتها وابنة خالتها وعمتها وعمها وخالها.. وأهل العريس يفرضون شروطهم على أهل العروسة شراء جميع الأجهزة الكهربائية وقيمة النيش وشراء بعض الغرف وكم المفارش والفوط والصينى والآواني– حتى يصير الأمر بمثابة «موت وخراب ديار» والنهاية ديون بالجملة.
من الأعراف السائدة عند شراء جهاز العروس إذا كان الأب غير قادر وهذا موجود فى بعض المحافظات المصرية يذهب الوالد البسيط إلى صاحب محل الأدوات المنزلية ويقول له أريد جهاز لابنتى مثل ابنة فلان أياً كانت التكلفة فما على صاحب المعرض إلا أن يجعله يوقع على شيكات بنكية وتنازل عن البيت الذى يسكنه وتسليم عقده حتى إذا عجز عن الوفاء ويقوم صاحب المعرض برفع دعوى طرد لصاحب البيت وهذه تكون أول الكوارث إما السجن أو الطرد والتشريد للأسرة كاملة، أليست كل هذه الأمور من التقاليد والأعراف التى تخرب وتدمر ولا تعمر.. وربما العروس لا تعمر فتطلق وهنا تكون الكارثة.. «موت وخراب ديار».
> معظم البسطاء حبيسو السجون بسبب هذه الزيجات وهو ما يطلق عليهم «الغارمون» سواء كانوا رجالاً أو نساءً يتعرضون للحبس بسبب تكاليف الزواج، والدولة تتحمل فى النهاية تكلفة العفو عنهم وسداد ديونهم ضمن المبادرة الرئاسية للعفو عن الغارمين علماً أن معظم هذه المشتريات لا تستعمل ولكنها تصبح زينة كأنها أشياء ثمينة فى متحف الأسرة يراه الزائرون ربما يوم الحنة أو الصباحية فحسب.. إلى متى يعود المجتمع إلى البساطة والوسطية التى تحافظ على كرامة الأسرة المصرية.
أولادنا ذكوراً وإناثاً فى خطر.. يحتاجون إلى فكر وثقافة تعيدهم إلى رشدهم فعلى المؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية دور لضبط هذه العادات حتى يعيش الناس جميعاً فى سلام مجتمعى حقيقى متوازن.