اسمها يعنى الرائحة الذكية وهو اسم عربى اصيل ويقال انه البخورالمخصص للكعبة لكنها ريناد عادل تلك الطفلة الجميلة التى مابرحت تودع سنوات الطفولة البريئة وتستقبل المراهقة بكل تقلباتها وازماتها حتى شاء القدران تودع الحياة وتترك خلفها حزنا كبيرا وألما عميقا فى قلب كل من عرفها من اهلها وشجنا فى من اطلع على قصتها من ابناء الاسكندرية وبعد ان اصبحت قصتها حديث المدينة وبلغة العصرالتريند الذى يحتل التصفح فى منصات الفضاء الالكتروني.
صوت ارتطام قوى شق الصمت الذى يغلف شوارع منطقة جناكليس بعد ان انتهت حركة طلاب المدارس التى تملئ المنطقة بعودتهم بعد يوم دراسى طويل، تجمع حول الصوت عشرات من المارة بمن فيهم من نساء وفتيات من الجيران لتتصاعد بعدها صراخ وعويل حيث اكتشفوا ان صوت الارتطام كان اثرسقوط جارتهم الطفلة ريناد عادل الطالبة بالصف السادس الابتدائى بمدرسة نوتردام ديسيو بمنطقة جليم.
دقائق وكان المكان الذى اكتظ بالجيران والمارة والطفلة الراقدة على الارض ووالدتها تحتضنها والدموع تفيض من عينيها وصوتها بح من الصراخ وصغيراتها الاخرى فى حالة ذهول وصراخ تنادى على شقيقاتها ريناد لكن صوتها يذهب اصداء الرياح فلن تجيب عليها ريناد بعد اليوم.
وقف طاقم سيارة الاسعاف الذى اصطف بجانب سيارات الشرطة التى تقاطرت على المكان وكذلك النيابة التى امرت بنقل الجثة الى المشرحة وتحرير محضر بالواقعة.
لينتقل اسم ريناد من تلك الساعة من سجلات وزارة التربية والتعليم الى سجلات وزارة العدل والنيابة العام وقسم شرطة الرمل.
جاءت الاقوال غيرمكتملة وكان ذلك امرا طبيعيا امام جهات التحقيق فى مثل تلك الحوادث التى تفزع النفوس وتخلع القلوب لكن النقاط الرئيسية التى اتخذت كقاعدة لبناء هيكل التحقيقات عليها هو سقوط ريناد من شرفة منزلها بالطابق الثامن وكان اول ما اتخذته النيابة من قرارات هو انتداب الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة بعد ان كشف خبراء الادلة الجنائية اثناء مناظرتهم للجثة ان الوفاه بسبب تهشم وتحطم عظام الجمجمة وحدوث نزيف داخلي.
ليصدر القرارالثانى للنيابة بطلب تحريات المباحث حول الواقعة وطلب اهلها لسؤالهم والتصريح بدفن الجثة بعد انتهاء التشريح.
دخلت اجهزة البحث فى سباق مع الزمن لتحديد هل الواقعة هى سقوط وهل توجد شبهه جنائية ام انتحار خاصة وقد تردد ان الطفلة قد تركت لوالدتها رسالة تفيد انها قررت انهاء حياتها بسبب سخرية زميلاتها فى الفصل، من شعرها وتارة اخرى بسبب تنمرعدد من الزميلات عليها نتيجة ادراج اسمها فى كشف الطالبات اللاتى لم يقمن بسداد المصروفات.
تدخلت ادارة مدرسة نوتردام على خط التحقيقات بداية بأصدار نعى للطالبة ريناد وبيان طالبت فيه الجميع بتحرى الدقة فى المعلومات حول الواقعة حتى لا يضيفوا آلاما جديدة لكل محبى ريناد، ونفت المدرسة فى بيانها واقعة ادراج اسم ريناد فى كشوف الطالبات اللاتى لم يسددن المصروفات حيث اكدت ادارة المدرسة قيام ريناد وشقيقاتها بسداد المصروفات فى شهر نوفمبر الماضي.
وفيما يتعلق بتنمر وسخرية زميلات ريناد منها نفت احدى عضوات مجلس الاباء بالمدرسة تسجيل اى شكوى بذلك الامر من قبل والدة ريناد لدى مجلس الاباء او فى ادارة المدرسة.
استكملت نيابة الرمل التحقيقات فى الواقعة بعد ان تم دفن ريناد بمدافن برج العرب عقب الصلاة عليها بمسجد الصحابة بشدس.
واستمتعت لاقوال اهليتها ولم تظهر فى اوراق التحقيقات اى رسائل بخط الطفلة ريناد تفيد انتحارها نتيجة تنمر أو سخرية زميلاتها وامرت النيابة بصرف كل من استمتعت لاقوالهم من سراى النيابة.
وطلبت النيابة استعجال تقريرالطب الشرعى الخاص ببيان الصفة التشريحية وكذلك تحريات المباحث حول الواقعة وتقريرالادلة الجنائية لبيان وجود شبهة جنائية من عدمه.