تواصل عروض الأفلام والمؤتمرات تألقها فى مهرجان كان السينمائى الدولى ودورته السابعة والسبعين.
ومازالت اراء النقاد متباينة بشكل الفيلم الذى يمكن ان يفوز بالسعفة الذهبية.
وهناك فيلمين اجتمعت حولهما الآراء وحصلا على اشادة جيدة جدا من النقاد الحاضرين المهرجان والمكلفين بتقييم أفلام المسابقة الرسمية تحديدا.
الأول هو «اوه كندا» للمخرج الكبير بول شريدر، البالغ من العمر 77 عامًا، والذى يواصل طريقه كمخرج بتقديم أفلام ليس عليها اى قيود فى صناعة أمريكية أصبحت أكثر تقييدًا من أى وقت مضي، وفيلمه الجديد ينتمى لهذه النوعية وهو ينافس على السعفة الذهبية فى المسابقة الرسمية، الفيلم مقتبس من رواية راسل بانكس، والتى اختار المخرج أن يكون بطله الرئيسى هو النجم الأمريكى ريتشارد جير.
فيلم «اوه كندا» مأخوذ عن قصة مقتبسة للمؤلف الأمريكى راسل بانكس، الذى توفى قبل أشهر، قبل بضعة أشهر فقط من بدء التصوير، وقام شريدر بكتابة السيناريو والحوار. ويذكر انه فى عام 1997، كان شريدر قد قام من قبل بتعديل إحدى روايات هذا الكاتب أثناء تأليفه لفيلم Afflictions والذى فاز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد.
الفيلم يقدم قصة حقيقية لرجل مسن هو ريستارت جير ارهقه المرض ويقوم بعمل اتفاق مع قناة تليفزيونية ليحكى ذكرياته، ويتم تنفيذ الفكرة بعرض هذه الذكريات على شكل ألغاز متناثرة ومتنوعة ، واسم الفيلم هو جزء من النشيد الوطنى لكندا، وهو يشير إلى أن هذه البلد مكان للحرية والفرص التى قد يكون لها أهمية بالنسبة للشخصية الرئيسية، وهو لاجئ معلن عن مقاومة التجنيد من الولايات المتحدة فى أواخر الستينيات، الذى يصبح مخرج أفلام وثائقية مشهورًا فى بلده المختار. ربما كانت فيتنام هى السبب الحقيقى لهروبه وربما لم تكن كذلك. هذه النقطة المركزية هى واحدة من أشياء كثيرة فى هذا الفيلم.
يذكر أنه تم تصوير هذا الفيلم فى 17 يومًا فقط، وقام المخرج الأمريكى باختيار ريتشارد جير، الذى عمل معه فى فيلم American Gigolo (1980)، وأوما ثورمان، التى لم تظهر على الشاشة الكبيرة منذ فيلم The House That Jack Build للمخرج لارس فون ترير. تم عرض الفيلم الروائى خارج المنافسة عام 2018.
اما ريتشارد جير فقدم دوراً جديداً عليه تمام، رجل عجوز جدا على فراش الموت، وتم تحويل شكله تماما باحترافية شديدة باستخدام الماكياج، وحينما سئل فى المؤتمر الصحفى عما اذا كان تجهيز وجهه ارهقه لأنه واضح جدا انه ماكياج ثقيل جدا ودقيق، كما اتضح بعد المؤتمر الصحفى ان استحضار الشخصية ومرضها واحتضارها لم يكن أمراً سهلاً عليه، حيث قام بتوجيه تجارب حياته الواقعية لتصوير رجل يعترف بحقائقه وهو يرى الموت أمامه.
وعلق ريتشارد جير على هذا الأمر ووضحه فى المؤتمر الصحفى فقال: «لقد توفى والدى قبل بضعة أشهر من مجيء بول شرايدر لى للقيام بهذا المشروع، كان على كرسى متحرك ومن الواضح أنه كان فى أيامه الأخيرة. لكن عقله كان يدخل ويخرج من العديد من الحقائق المختلفة والعديد من مستويات الوعي. أعتقد أن هذا ما ارتبطت به إلى حد كبير فى النص. أردت نقل هذه التفاصيل لهذا الفيلم
حتى الآن الفيلم حاصل على نقد جيد حتى الآن، ولا نعرف ربما الافلام التى ستعرض بعده تجعل مركزه يتغير، ولكن اذا لم يحصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم، فريتشارد جير مرشح ليحصل على جائزة أفضل ممثل.
أما الفيلم الثانى فهو «Kind of Kindness» للمخرج اليونانى الأمريكى يورجوس لانتيموس، ومعه النجمة الحسناء صاحبة جائزة الأوسكار أفضل ممثلة عن فيلم «لالا لاند»، ايما ستون، ومعهم النجم ويليام دافو، ،جيسى بليمون، ومارجريت كوالي.
يقدم الفيلم حكاية ثلاثية ، يقوم بها نفس الممثلين بادوار مختلفة فى كل قصة، الأولى عن موظف مطيع جدا (جيسى بليمونز) يسمح لرئيسه التدخل فى كل تفاصيل حياته، بدءًا مما يرتديه وحتى تعامله مع المرأة التى يتزوجها.
فى الجزء الثاني، يتولى نفس الممثل دورًا مختلفًا، حيث يلعب دور شرطى حزين على اختفاء زوجته. عندما عادت إلى الظهور (ستون)، كان أقل حماسًا ومتشككا واصابه شئ من الجنون ان من معه وتشاركه فراش النوم انسانة أخرى وليست زوجته.
والقصة الثالثة تتخلى امرأة (ستون) عن زواجها لتتبع زعيم طائفة غريب الأطوار (ويليم دافو) الذى أمرها بالعثور على معالج روحانى يشفى المرضي.
وطوال الثلاثة اجزاء تشاهد حباً ممزوجاً بالقسوة من خلال طلبات غير منطقية، ودائما أحد الشخصيات الرئيسية تكون تحت سيطرة هذا الحب وتريد اثباته باى طريقة، ووسط كل هذه العاطفة التى احيانا تترجم الى ازهاق روح اوالتضحية بالنفس او تقطيع اصابع،