لا شك فى أن وجود ثنائى مثل ميسى ورونالدو أثرى جدا الكرة العالمية وجعل الأجيال الحالية تعيش حالة من التوهج الكروى كل لحظة من لحظات الإثارة والمتعة على مدى 20 عاما كاملة، لذلك لا مجال للتقليل من أحدهما رغم المقارنات التى تمت بينهما على مدى سنوات طويلة ومحاولات كل طرف من أطراف مؤيديهما لتفضيل أحدهما على حساب الآخر.
ولكنى هنا أتناول ظاهرة كروية بحتة عندما أتحدث عن أدوار رونالدو مع منتخب البرتغال فى بطولة أوروبا الحالية بعد 4 مباريات لعبها جميعا وبدأ فى التشكيلة الأساسية وهو يقترب من الأربعين.
الحقيقة التى لا اتوارى عنها طوال حياتى الصحفية والإعلامية هى أن أى لاعب مهما كانت قدراته وتاريخه وإمكانياته هو جزء من الفريق يؤدى داخل منظومة كبيرة قد يكون أهم ترس فيها ولكنه فى النهاية ليس كل الماكينة، وبالتالى فأنا لا أعترف مطلقا بأن يكون أى لاعب هو المسيطر على الفريق والمتحكم فى مصيره أو يتجاوز الخطوط فى محاولة لوضع التشكيل أو تفضيل لاعب على حساب آخر بتعليمات منه للمدير الفني، وأخيرا فإن اللاعب لا يجب مطلقا أن يبحث عن أرقامه الشخصية أو إنجازاته على حساب منتخب يحمل اسم بلده، وتلك حالة رونالدو التى أناقشها لاحقا.
لذلك فأنا لا أؤيد أى لاعب يعتبر أنه صاحب الفريق أو مالكه وبالتالى فبإمكانه التحكم فى كل شيء فى الفريق، حتى أننى تناولت كل تلك القضية مع نجمنا الأسطورى محمد صلاح ووجدت أن الجماهير بالفعل لا تحب اللاعب الذى يستأثر لنفسه بكل شيء فى الفريق وكأنه صاحب الكرة الذى لا يوجد قبله أو بعده، والحقيقة ان صلاح لم يكن يوما اللاعب الذى يريد أن يستأثر بكل شيء والدليل أنه مثلا لم يسدد فى ركلات الترجيح أمام الكاميرون ثم السنغال فى قبل نهائى ونهائى كأس الأمم الأفريقية 2022 فى الكاميرون رغم أنه المتخصص الأول فى هذه الركلات فى منتخب مصر وناديه الإنجليزى ليفربول.
وأعود إلى رونالدو، فقد قرر مارتينيز المدير الفنى للفريق إراحة كل اللاعبين فى المباراة الثالثة أمام جورجيا بعد ضمان الفريق للتأهل لدور الـ 16 وكذلك قمة المجموعة، إلا أن رونالدو طلب لعب المباراة حتى يتسنى له زيادة عدد مبارياته الدولية التى يتصدر بها بالفعل قائمة كل لاعبى العالم الآن وحتى يتاح له أيضا تسجيل أول أهدافه فى بطولة أوروبا فى سادس مشاركة له باعتبار أن جورجيا منتخب سهل المنال، ولكن ما حدث ان رونالدو لعب ولم يسجل وفريقه خسر بهدفين نظيفين وخرج من المباراة غاضبا وقام بركل زجاجة خارج الخطوط، ولكن الأهم لمنتخب بلاده أنه أجهد نفسه فى هذه السن فى مباراة لا طائل منها من أجل مصالحه الشخصية وعلى حساب منتخب بلده الذى كان سيستفيد منه أكثر لو حصل على الراحة الكافية.
ثم جاءت مباراة سلوفينيا التى كان مصرا فيها على تسديد كل كرة من ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء حتى أنه سدد الركلات الثمانى التى احتسبت لمنتخب بلاده، ورغم أنه لم يكن موفقا فى تسديد كل الضربات الحرة وكلها سددها بنفس الطريقة، إلا انه أصر على تسديدها جميعا ليسجل حتى ولو على حساب الفريق، وكان الأحرى أن يكون للمدير الفنى دور فى تعديل أسلوب تنفيذ الركلات التالية، وبعدها أهدر إنفرادا تاما بالمرمى قبل أن يتصدى لضربة الجزاء فى المباراة قبيل النهاية ويهدرها.
ولولا أن القدر كان رحيما برونالدو عندما أهدر شيشكو لاعب سلوفينيا إنفرادا تاما فى الدقائق الأخيرة ولو سجلها لخرجت البرتغال من البطولة بسبب انانية رونالدو وبحثه عن مصالحه على حساب الفريق.
نعم تصدى رونالدو لأول ركلة ترجيح ولكن النجم الأول لها كان الحارس البرتغالى العملاق دييوجو كوشتا الذى تصدى لثلاث ركلات لسلوفينيا.
نعم رونالدو أسطورة ولكنه ليس صاحب الفريق الذى يحول كل شيء من أجل مصالحه وأرقامه حتى ولو على حساب الفريق!!