بعرض عسكرى حضره لفيف من الرؤساء احتفلت روسيا أمس بالذكرى الثمانين لعيد النصر الذى يُحيى انتصار البلاد على ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية، وسط هدنة لوقف اطلاق النار فى أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام، أعلن عنها الكريملين، بمناسبة اقامة الاحتفالات بهذه الذكرى على مستوى البلاد.
وجرى الاحتفال وسط إجراءات أمنية مشددة تحسباً لهجمات قد تشنها أوكرانيا، التى تتحارب مع روسيا منذ حوالى ثلاث سنوات.
حضر العرض العسكرى عدد من زعماء العالم من بينهم الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسى والرئيس الصينى شى جى بينج، والبرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، خلال كلمته التى ألقاها أمام الحضور، ان روسيا تواصل السعى لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، مشددا على أن «الحقيقة والعدالة فى صف بلاده» فى الصراع القائم.
أضاف بوتين فى مقر الاحتفالات فى الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية موسكو، أن الجيش يواصل خوض المعارك الحاسمة على كافة الجبهات، مشيراً إلى أن «روسيا بأكملها» تدعم العملية العسكرية فى أوكرانيا، مؤكدا أن الشعب الروسى متماسك فى مواجهة التحديات.
شدد بوتين على أن روسيا كانت وستبقى سدا منيعا ضد النازية مؤكداً على وحدة بلاده فى الحرب والسلم، من أجل الوصول إلى الأهداف الاستراتيجية التى تحقق المصلحة الوطنية.
وتحتفل روسيا بيوم النصر فى التاسع من مايو كل عام من خلال تنظيم عرض عسكرى فى الميدان الأحمر، تقام فيه مراسم احتفالية تُردد فيها الموسيقى وتقام فيها العروض العسكرية التى تسلط الضوء على القوة الروسية.
تأكيداً لعمق الصداقة مع موسكو، قال الرئيس الصيني، الذى تخوض بلاده حالياً حرباً تجارية مع الولايات المتحدة، أن روسيا والصين ستعملان معاً على مواجهة الإجراءات الأحادية والاستقواء، وحماية سلطة الأمم المتحدة ومكانتها، والدفاع بحزم عن حقوق ومصالح الصين وروسيا وعدد كبير من الدول النامية، فضلاً عن تعزيز عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم.
وبالتزامن مع احتفال روسيا بيوم «النصر»، أكدت ألمانيا أنها لن تتردد فى فرض عقوبات جديدة على موسكو إذا رفضت اقتراحات وقف النار فى أوكرانيا.
قال المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، الذى أدى اليمين الدستورية أمام البوندستاج «البرلمان الألماني» أول أمس، أنه لن يتردد، إلى جانب الولايات المتحدة، فى مضاعفة العقوبات ضد روسيا إذا رفضت اقتراحات وقف إطلاق النار».
كما أضاف أنه أبلغ الرئيس الأمريكى دونالد ترمب مساندة بلاده اقتراحه بوقف إطلاق النار بين موسكو وكييف لفترة طويلة.
وبالرغم من وقف اطلاق النار القصير الذى أعلن عنه الكريملين لمدة ثلاثة أيام، قالت أوكرانيا التى تخوض حرباً واسعة النطاق مع روسيا، إن الجيش الروسى شن عدة هجمات على طول خط الجبهة مشيرة إلى انتهاك موسكو الهدنة مئات المرات.
أفاد متحدث باسم الجيش الأوكرانى بأن القوات الروسية واصلت مهاجمة جنود أوكرانيين فى الشرق رغم وقف إطلاق النار الذى أعلنته روسيا.
فى المقابل، أكدت القوات الروسية أنها «تحترم بصرامة» الهدنة، مؤكدة أنها تكتفى «بالرد» على الانتهاكات الأوكرانية.
وكان ترامب دعا مؤخراً، إلى وقف إطلاق نار «غير مشروط» بين روسيا وأوكرانيا لمدة شهر، مع فرض عقوبات على الدولة التى تنتهكه. وقال بمنشور على منصته تروث سوشيال بعد وقت قصير من تحدثه هاتفيا إلى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكى إن «المحادثات مع روسيا وأوكرانيا مستمرة».
كما أضاف أن «الولايات المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوما».
بدوره أكد زيلينسكى أن هدنة لمدة 30 يوماً ستعتبر «مؤشرا حقيقيا» على التحرك نحو السلام، مضيفا أن كييف مستعدة لتطبيقه على الفور.
كما اعتبر أن على موسكو أن تُثبت استعدادها لإنهاء الحرب، بدءا بوقف إطلاق نار غير مشروط.
وكانت موسكو رفضت فى مارس الفائت، وقفاً غير مشروط للنار لمدة 30 يوماً اقترحته كييف وواشنطن، معتبرة أنه يجب أن يكون مشروطاً وواضحا.