انطلاقًا من رؤية تهدف إلى تحقيق الرفاهية وتوفير أرقى مستويات الرعاية الصحية للمصريين، يولي البرنامج النووي السلمي اهتمامًا خاصًا بتطبيقاته في المجال الطبي.
وفي هذا السياق، يأتي التعاون المثمر مع شركة روساتوم المنفذة لمشروع الضبعة، لتزويد مصر بأحدث التقنيات العلاجية، حيث يبرز جهاز “تيانوكس” كإضافة نوعية وغير مسبوقة لمنظومة الرعاية الصحية، مُبشرًا بمستقبل أكثر صحة وتقدمًا.
جهاز “Tianox” – تيانوكس – وهو ابتكار طبي حديث يحظى باهتمام متزايد داخل الأوساط العلمية والطبية. و يميّز هذا الجهاز عن غيره كما يقول الدكتور مصطفى هلال، المدير العام السابق لإحدى شركات الأدوية هو ابتكار طبي فريد..
يُعد هذا الجهاز تطورًا مهمًا في مجال العلاج بأكسيد النيتريك، حيث يعمل على توليد أكسيد النيتريك الطبي مباشرة من الهواء المحيط، دون الحاجة إلى أسطوانات غاز أو معدات إضافية، ما يجعله من أكثر الحلول كفاءة وتطورًا في مجاله.

ويُستخدم الجهاز بشكل رئيسي في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي لدى البالغين والأطفال، بما في ذلك حديثو الولادة، كما يُوظف أيضًا في معالجة عدد من أمراض الرئة والقلب. ومن أبرز مزاياه التقنية المتقدمة:
- خفض كبير في تكاليف التشغيل، إذ لا يحتاج إلى شراء أو استبدال أسطوانات الغاز كما هو الحال في الأنظمة التقليدية.
- سهولة الاستخدام والنقل، بفضل واجهته المبسطة وعدم الحاجة إلى بيئة تشغيل خاصة.
- تقنية فريدة من نوعها في السوق المصري، تتيح جرعات دقيقة يتم التحكم بها على مستوى أجزاء الميكروثانية لضمان علاج فعال ومستقر.
- يوفر الامان الكامل للمرضى والطاقم الطبي، وفقًا لأعلى معايير السلامة الطبية المعتمدة.
- فعالية مثبتة في علاج مجموعة واسعة من الحالات، منها: ارتفاع ضغط الدم الرئوي، مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، الانسداد الرئوي، مضاعفات ما بعد جراحات القلب، الالتهاب الرئوي الفيروسي، الجلطات الدماغية، وانسداد الشرايين.
ويكمل هلال يُساهم تيانوكس في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي و أثبت تفوقه على العلاجات التقليدية، كما
أظهرت الدراسات السريرية أن العلاج بأكسيد النيتريك يُحدث تأثيرًا إيجابيًا وفعّالًا في تحسين وظائف الجهازين التنفسي والقلبي، لا سيما في حالات الرعاية المركزة. ومن أبرز النتائج المسجلة، تقليل الاعتماد على تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم مما يحد من تعقيد الإجراءات العلاجية ومخاطرها.
ويشير إلى أنه على مستوى القلب والأوعية الدموية، يساهم أكسيد النيتريك في تنظيم توتر الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى استرخاء العضلات الملساء وتحسين تدفق الدم.
أما على المستوى التنفسي، فيعمل على توسيع الشعب الهوائية، ويمنح تأثيرًا مضادًا للالتهاب، ويحد من نمو الخلايا غير الطبيعي. كما أثبتت الدراسات أن أكسيد النيتريك يُعد سامًا للبكتيريا والطفيليات داخل الخلايا، مما يجعله فعالًا في مقاومة العدوى والالتهابات التنفسية الحادة.
وقد أكدت التجارب السريرية كفاءة الجهاز ، مما يعزز مكانته كواحد من أبرز الابتكارات الواعدة في طب الرعاية الحرجة وأمراض الجهاز التنفسي.
يُعد التعاون بين مصر وروسيا في مجال التقنيات الطبية المتقدمة، لا سيما مع “روساتوم”، نموذجًا ناجحًا للتكامل بين القدرات البحثية والتقنية للجانبين.
فقد أتاح هذا التعاون الجمع بين الخبرة الروسية في تطبيقات أكسيد النيتريك في الطب، والمعرفة الميدانية المصرية، مما ساهم في تقديم حلول مبتكرة تتماشى مع احتياجات السوق المحلي.
مكتب روساتوم في القاهرة نقطة تحول استراتيجية في توسيع آفاق التعاون الطبي. و حلقة وصل محورية إلى القارة الإفريقية، من خلال تعزيز الشراكات مع المؤسسات المصرية.