> لعبت التجارة الدولية على مدى التاريخ دوراً مؤثراً فى تنشيط الاقتصاد بين الدول وكذا اشاعة التنمية المستدامة.. وفى مصر منذ عصر الفراعنة كانت الدولة المصرية القديمة مثار الإعجاب بين قريناتها حيث امتد حضارتها فى كثير من النواحى وخاصة الجانب الاقتصادى حيث اعتبرت مصر آنذاك سلة غذاء العالم.. وكانت حركة التجارة المصرية سواء عبر البحار أو النهر العظيم محط إعجاب الجميع.. وكانت ترسانات البحرية المصرية من ابرز ترسانات العالم فى مجال صناعة السفن.. وظلت أوضاع مصر كذلك حتى جاء عصر محمد على «1805» الذى واصل تدشين المشروعات العملاقة لبناء مصر الحديثة ثم اكمل بعده قادة ثورة يوليو 52.. البناء والتعمير فكانت مشروعات الثورة فى بناء السد العالى.
> ثم كان الحدث الأبرز فى مجال بناء «مصر الجديدة» خلال العقد «2014 – 2024» شهدت أم الدنيا خلاله ثورة فى كل شيء من أجل إعادة مصر إلى وضعها الطبيعى على الخريطة العالمية.. فكان أن انتظمت البلاد طولاً وعرضاً بالمشروعات القومية العملاقة.. وقد تناولنا فى هذه الزاوية بالحديث عن الكثير منها واليوم نكمل حديثنا بتناول أحد مشروعات النقل المهمة والتى تمت مع الجانب الإيطالى واعنى به هنا خط «الرورو» المصرى – الإيطالى والذى سوف يسهم فى تعزيز قدرة مصر على ان تكون منطقة لوجستية مركزية بين مصر وأوروبا فضلاً عن زيادة فرص التجارة ودعم الصادرات المصرية من المنتجات الصناعية والحاصلات الزراعية.
كذلك أيضاً يعزز هذا الخط البحرى الجديد الاستفادة من الخبرة الأوروبية فى مجال النقل البحرى ويساعد على خفض تكاليف الشحن وزمن وصول البضائع وبالتالى زيادة تنافسية المنتج المصرى فى أسواق دول الاتحاد الأوروبى.
على الجانب المقابل فإن الــ «رورو» كما ذكر السفير الإيطالى بالقاهرة – سوف يمكّن المنتجات الإيطالية من النفاذ بسهولة ليس إلى السوق المصرية فحسب بل وإلى الأسواق الأفريقية والشرق الأوسط عبر البوابة المصرية.. وأيضاً سوف يسهم تدشين هذا الخط الجديد فى زيادة حركة الحاويات بين موانئ المتوسط بنسبة تصل إلى 3.5 ٪ سنوياً.
> إن ما يحدث فوق الأرض المصرية – لا شك – يؤكد بما لا يدع مجالاً لشك ان الدولة المصرية تسير فى الطريق الصحيح نحو الاصلاح الاقتصادى رغم جميع التحديات التى توجد أمامها.. لذا فإن الدعم الكبير للتوسع فى المشروعات المختلفة ما هو إلا رسائل طمأنة من القيادة السياسية.. ودليل على السعى الجاد نحو الدخول فى عالم التجارة الدولية بحيث تصبح الموانئ المصرية فى البحرين الأحمر والمتوسط مناطق لوجستية عالمية.
ولعل تدشين هذا الخط الملاحى المصرى – الإيطالى هو نقطة البدء نحو هذا المشروع العملاق.. الذى سوف يجعل مصر واحدة من نمور الاقتصاد البازغة.. وهو ما نأمل تحققه فى القريب العاجل.. وعندها سوف نتردد معاً «فعلاً مصر بخير».