حراك مصر على المستويين الإقليمى والدولى هو الرد الحاسم على كل أكاذيب وضلالات قنوات ومواقع جماعة الإخوان الارهابية.. استقبال القاهرة لعشرات القادة ورؤساء الحكومات من دول أوروبا وآسيا وافريقيا لأجل وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ثم الضفة والجنوب اللبناني، دليل على أن مصر فى القلب من ادارة الازمة وأنه لا شيء يمر بدون موافقة ورؤية مصر.. أيضا وجود مصر فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وإجراء وزير الخارجية عشرات اللقاءات لأجل القضية الفلسطينية والقضايا العربية دليل آخر على أهمية مصر فى المحافل الدولية، كذلك وجود مصر ضمن تجمع «البريكس» وتصدر الرئيس السيسى المشهد مع رؤساء وفود روسيا والصين والهند والبرازيل والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا، دليل ثالث على أن مصر محل تقدير دول الشمال والجنوب بغض النظر عن الظروف التى تمر بها المنطقة والتعقيدات التى تواجهها على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية.
الرئيس عبدالفتاح السيسى هو القائد العربى الذى يتصدر اسمه وسائل الإعلام العالمية كل يوم، فلا يخلو يوم من لقاء مع قادة ومسئولين عرب ودوليين، ولا يمر يوم دون تصريحات تكشف الأوضاع الإقليمية والدولية وتناشد الجميع المساعدة فى وقف الحرب فى فلسطين ولبنان، وتحذر من غياب السلام واستمرار الصراع.. الرئيس السيسى كذلك هو القائد العربى الذى يحمل هموم أمته على أكتافه، يحاول جاهداً أن تنهض الأمة من كبوتها وأن تتوقف الحروب وأن تنتصر أهداف التنمية والسلام على مخططات الفوضى والاقتتال، الرئيس السيسى أيضا هو القائد العربى الوحيد الذى يحمل لبلده مصر رؤية شاملة مضمونها التنمية وبناء الانسان وهدفها تحقيق حلم الدولة العصرية الحديثة.
قبل أيام وأثناء الاحتفالات بنصر اكتوبر 1973 باستاد العاصمة الإدارية الجديدة، أشار الرئيس السيسى إلى الأوضاع فى مصر والمنطقة، وقال إنها تشبه مرحلة ما بعد هزيمة يونيو 1967، فى مقاربة حاول من خلالها الرئيس الكشف عن حالة التحدى التى تملكت كل المصريين وتسببت فى تحقيق نصر أكتوبر، وهى مقاربة واقعية جدا أراد الرئيس بها تذكير المصريين بـ «روح أكتوبر» والتى كانت وراء النصر المجيد، وكانت سبباً مباشراً فى عبور قناة السويس وخط بارليف الحصين وهى موانع اعتبرها الخبراء العسكريون فى هذا الوقت من المعوقات التى تعرقل عمليات عبور الجيش المصرى إلى الضفة الشرقية للقناة، بينما واقع الحال وبروج أكتوبر نجحت مصر والقوات المسلحة المصرية فى العبور وتحرير سيناء وتحقيق السلام.
وحقيقة فإن الحديث عن «روح أكتوبر»، بعد 51 عاما من النصر المجيد، يعبر عن الرؤية المستنيرة للرئيس السيسى فى إدارة المرحلة الراهنة وفى ظل الظروف المعقدة التى تمر بها المنطقة وآثارها السلبية على الاقتصاد المصري، خاصة وأن حقبة ما بعد 5 يونيو 1967 وحتى 6 أكتوبر 1973، شهدت أكبر ملحمة وطنية مصرية فى تحمل آثار الحرب والتبرع للمجهود الحربى وفى صبر المصريين وتحملهم لندرة بعض السلع وارتفاع الاسعار، وفى التكافل الاجتماعى والقناعة والرضا والهدوء الأمنى فى جميع محافظات مصر، فقد كانت كل قطاعات الدول تعمل فى اتجاه واحد مضمونه الأساسى توفير احتياجات المعركة وهزيمة العدو تحقيق النصر المبين، وهو ما قد كان.
لقد حرص الرئيس السيسى على تذكير المصريين بأعظم انتصاراتهم فى التاريخ وهو نصر أكتوبر 1973 والعبور والذى جاء وسط ظروف فى غاية التعقيد، بما يعنى امكانية تحقيق نفس المعجزة فى الوقت الحالى وعبور التحديات الحالية بما فيها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية والتضخم وارتفاع الأسعار، لأجل الحفاظ على الدولة المصرية ومنجزاتها ومواصلة مشروعها التنموى العملاق وغير ذلك من النجاحات التى تحققت خلال العشر سنوات الأخيرة، وتأثرت فقط بسبب الأزمات فى دول الجوار والعدوان الإسرائيلى على غزة وانخفاض إيرادات قناة السويس، وغير ذلك من التحديات التى يجب على المصريين وبـ «روح أكتوبر» التعامل معها واستيعابها لحين التغلب عليها وانتهائها.
الخلاصة هنا أننا أمام مرحلة مهمة وخطيرة تتطلب منا جميعاً ليس فقط استدعاء «روح أكتوبر» ولكن التحلى بالمزيد من الإرادة والوعى للتصدى لحملات الضلالات والتشكيك، التى تشنها جماعة الاخوان الإرهابية وكل الجهات التى تتآمر على مصر وتريد النيل من أمنها واستقرارها، وهو لن يحدث أبدا بفضل رعاية المولى سبحانه وتعالي، ثم بفطنة وذكاء المصريين.