تهب نسائم السادس من أكتوبر كل عام على وطننا الغالى لتذكر أبناء شعبنا بملحمة الكفاح وتجيب على السؤال المهم كيف عبرنا من اليأس إلى الرجاء وانتصرنا على جيش زعم قيادته أنه لا يقهر؟، ما أحلى عبق النصر الذى تفوح منه قصص الأبطال لترسم «روح أكتوبر» فى ربوع مصرالصابرة الصامدة منذ آلاف السنين، لتضيء الطريق لشباب الأمة وتصبح سلاحاً للشعب من أجل الحفاظ على مقدرات دولتهم الناهضة، من منا طاوعه قلبه فى نسيان خطاب الرئيس السادات أمام مجلس الشعب الذى أكد فيه أن قواتنا المسلحة أفقدت العدو توازنه فى ست ساعات، أولا يشعر بالفخر بهذا اليوم المجيد الذى لا يزال يعزز قيم المواطنة والانتماء ويفجر ينابيع الأمل فى قوبنا التواقة إلى البناء والتنمية والتقدم لصون الوطن ضد محاولات الكارهين الذين يسعون إلى إسقاطه عبر الحروب النفسية والشائعات التى لا تتوقف لضرب الاستقرار الذى تنعم به بلدنا فى منطقة تشتعل بالحروب والصراعات التى لا تتوقف على حدودنا من كل اتجاه؟
إنها مصر التى لم ترفع راية الاستسلام فى يوم من الأيام أمام أعدائها الذين هاجموها من كل حدب وصوب منذ اَلاف السنين طامعين فى أرضها وثرواتها، يتلاحم الشعب وقت الأزمات تحت راية واحدة، ويضحى من أجل أرضه وعرضه حتى أصبح له بعد حرب أكتوبر درع وسيف، وها هى ذى يحتفل شعبها وقواتها المسلحة بالذكرى الـ 51 بالانتصارات التى سجلها التاريخ بحروف من نور عام 1973، لتحقيق النصر الذى انتظره المصريون طويلاً ودفعوا ثمناً غالياً من دمائهم الطاهرة ليستردوا أرض الفيروز «سيناء» إلى حضن الوطن الذى انطلق بعدها إلى العمل والبناء، يعد الانتصار الذى صار شاهداً على ما قدمته القوات المسلحة من ملحمة دونها التاريخ، بعد أن حرروا أسماءهم بأحرف من نور بفضل عزيمتهم التى لا تلين وإراداتهم الصلبة التى تحطمت عليها أحلام الطغاة، اقتحموا خط بارليف الحصين وحرروا أرض سيناء العزيزة ودمروا أسطورة الجندى الذى لا يقهر بعد أن أثبتت قواتنا المسلحة قدرتها على الدفاع عن الوطن ضد الغزاة الطامعين.
فى الوقت الذى تحتفل فيه مصر بحرب أكتوبر، تزداد الحرب فى غزة ولبنان اشتعالاً بعد الضربة الإيرانية لإسرائيل.
وأقول لكم إن الوقت قد حان لتلاحم عربى اقتصادى وسياسى وعسكرى للتعامل مع أى تهديدات متوقعة خلال الفترة المقبلة لتكون جاهزة لكل السيناريوهات، على أن تنسى الدول العربية خلافاتها وتبدأ من الآن التنسيق فيما بينها لأى احتمالات مقبلة فى ظل توقع توسعة نطاق الحرب.