يتواصل الحديث عن القيم النبيلة التى يفترض أن تسرى فى المجتمع ويكون لها تأثيرها الفاعل فى رفعته وتقدمه
وقناعتى إنه إذا ما تحلى الانسان منا بموفور القيم النبيلة سالفة الذكر فإن اتقانه للعمل يعد من لوازمه التى لا تنفك البتة عنه فيبذل قصارى جهده ويتحرى الدقة فى أدائه لينتج نتاجاً يرتضيه ومن ثم يكابد على أن يضيف إليه ليصبح أكثر جدوى مما نتوقعه بل يؤدى به لسبل ومسارات الابتكار المنشود بما يحقق الثقة بالنفس ويعلى من الهمة والعزيمة فتستثمر الطاقات بالصورة الصحيحة التى تحفظ على الانسان النعم وتزيل عنه النقم وتعد المؤسسة التعليمية إحدى الروافد التى تغذى نسقنا القيمى النبيل فلا يتوقف دورها عند حد إمداد أو إكساب الفرد بمجموعة من الخبرات الخاوية من ماهية النسق القيمى النبيل الذى يتبناه المجتمع وتقوم أركانه عليه فالقاعدة جلية وتبدو فى مقدرتنا على تضمين القمى والخلق الحميد فى كافة ما نقدمه للمتعلم من خبرات بغض النظر عن طبيعة التخصص ومجاله والدليل على ذلك ما نذكره من أهداف تتعلق بوجدان الفرد ليتحلى بخصال طيبة نبيلة نشجعه عليها ونعزز السلوكيات المتمخضة عنها بل ويتوجب علينا رصدها وقياسها ليتسنى لنا تقويم المعوج من القول أو الفعل على السواء.
ودعونا نؤكد على أن جل المناهج التعليمية التى تتبناها مؤسساتنا بسلمها المختلف وتنوع انماط التعليم بها تحظى بمحتويات ثرية الدلالة على القيم والاخلاق الحميدة والتى فى جملتها تشكل وتبنى النسق القيمى الذى ننشده وما علينا إلا ان نؤكد عليها من خلال أمرين الاول إيضاح الهدف منها والثانى ممارسة النشاط المؤكد والمعضد والمعزز للقيمة فى نفوس المتعلمين بصورة مقصودة ومخططة وهنا نرى أن الاهتمام بقياسها صار أمر مهماً للغاية إذ نضمن أو نتحقق من اكتساب المتعلم لهذه القيم النبيلة الحميدة ونقدم من العلاجات اللازم منها حينما نرصد اخفاقاً حيال اكتسابها.
ومن الروافد التى تغذى نسقنا القيمى النبيل دور العبادة التى تعمل بكل جهد كى تغرس مزيد من الحب والولاء والانتماء فتلك قيم مهمة تجعل لحياتنا معنى ومغزى فالاصل فى الخليقة قائم على ما هية المحبة وتبادلها بين بنى البشر أجمعين ولاجدال بأن رقى الانسان مرهون بهذا الامر المفضل به عن سائر المخلوقات قاطبة ويبرهن ذلك ملاقاة الانسان لاخيه عند الحاجة وفى المواقف الصعبة والعصيبة وعند الاستنجاد وطلب العون فلايتردد لمد يد العون وإيصاله لبر الامان والسلامة وتلك متعة لايقابلها نظير.
ولدور العبادة دور فى التنشئة المجتمعية الوسطية التى تقوم على القيم النبيلة بما يعول عليها بناء فكر صحيح يصاحبه خلق قويم يعين الانسان بعد خروجه فى دور العبادة أن يستمد القوة والطاقة التى يمتلكها فى دروب الخير وعمل المعروف واجتناب كل منكر حيث يستظل بشعاع النور الروحانى المشفوع بمعرفة وعلم عقدى يوجه السلوك فى إطاره الصحيح ويصوب الخطأ الذى قد ينزلق إليه الفرد فى حالة الضعف أو الجهل وتلك هى التربية الايمانية العميقة التى تؤصلها دور العبادة فى نفوس قاصديها وروادها فى أوقات فى الغالب محدودة ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.