وماذا عن السودان؟ وتريللا أسيوط.. ومعاملة أطفال..!
ويجتمع قادة العرب فى قمة عربية طارئة تعقد اليوم فى قاهرة المعز.. يجتمعون بذكريات شهر رمضان الذى شهد أعظم الانتصارات العربية والإسلامية وآخرها انتصار رمضان العظيم فى أكتوبر من عام 1973 الذى ترجم التضامن العربى فى أروع صوره لتحقيق الانتصار الذى أعاد للعرب جميعًا شعورًا بالفخر والمكانة.
واليوم يجتمع القادة فى حوارلا يقبل الحوار.. لأنه ينبغى أن يكون حوار الاتفاق.. حوار الاصطفاف العربى بكلمة واحدة لدعم خطة العرب جميعًا فى تحديد مستقبل غزة ووقف خطط التهجير وطمس الهوية ومصادرة حق الشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة.. واليوم يجتمعون بدون النظر فى أمور شكلية ودفوعات غير مقبولة فى هذه المرحلة تتعلق بمحاولات صنع القرار أو التمهيد باجتماعات تشاورية مسبقة لصناعة القرار.. اليوم كل العرب يصنعون ويصدرون القرار.. والقرار المنتظر هو قرار واضح ومحدد.. قرار يركز ويؤكد أن العرب لديهم القدرة على صياغة وصناعة مستقبلهم.. أن الكلمة عربية خالصة عند الحديث عن شعبنا العربى الفلسطينى فى غزة.. وأن الكلمة العربية واحدة فى كيفية دعم خطة إعادة بناء وإعمار غزة دون تهجير أهلها.. والقرار يجب أن يكون معبرًا عن الاجماع العربى.. نحن لا ندق طبولاً للحرب ولا نعلن معاداة أحد، نحن أمة سلام تدعو إلى الحق والعدل والشرعية.. ولكننا أيضا أمة قوية لا تخضع للضغوط والإملاءات والسيناريوهات التى تهدد أمن واستقرار المنطقة.. ونحن شعوب العرب ننتظر كلمة الحسم من قادتنا.. ولا كلمة تقال إلا اننا جميعًا على قلب رجل واحد.. ولا شىء آخر.
> > >
وماذا عن السودان الشقيق؟ يؤلمنا فى هذا الشهر الفضيل أن تستمر المعارك بين أبناء الشعب الواحد على هذا النحو الذى أدى إلى تدمير قرى ومدن بأكملها ونزوح الآلاف فى رحلة البحث عن النجاة.. ويؤلمنا أن يكون الاهتمام العربى ضعيفًا بشأن ما يحدث فى السودان.. ويؤلمنا فشل كل محاولات ايجاد حلول لإنهاء الصراع الدموى الدائر الذى استمر لنحو عامين من الألم والمعاناة لشعب السودان الشقيق.. ويؤلمنا أن المعارك تستمر فى رمضان الكريم بدون هدنة أو توقف..!! ما يحدث فى السودان لا تفسير له.. نوع من الرياح الخبيثة أضاعت كل معالم الطريق.
> > >
وعودة إلى الشأن الداخلى.. عودة إلى نزيف على الأسفلت.. عودة إلى الحوادث المرورية القاتلة التى تظهر غيابًا فى الوعى.. وغيابًا فى احترام قواعد المرور ورغبات جنونية فى قيادة متهورة تنتهى بضحايا ومصابين وبكاء وأنين.
وما حدث صباح أمس على الطريق الصحراوى بأسيوط فى مركز الغنايم من دهس سيارة نقل «تريللا» لميكروباص فى حادث أودى بحياة 13 شخصًا لم يعد غريبًا ما دام أن قائد التريللا كان يقود سيارته عكس الاتجاه ليصطدم بالميكروباص.
والقيادة عكس الاتجاه جريمة بكل الابعاد ولكن الناس ترفض الاعتراف بذلك والناس تعشق ارتكاب المخالفات.. والناس تعتقد أن فى ذلك شطارة ومهارة ولا تدرك مقدار ما قد يعنيه ذلك من تعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر.
وأعجوبة العجائب أن هناك من يقود سيارته فى الاتجاه المعاكس فى «مطالع» الكبارى أيضا.. حيث يختلط الحابل بالنابل فلا تدرى لمن حق الطريق.. وأين الرقابة على الطرق.. وأين القانون..!
إن سائق التريللا الذى كان يعتقد أنه قد آمن العقاب وقاد سيارته فى عكس الاتجاه تسبب فى قتل 13 شخصًا قادهم حظهم العاثر إلى الموت لأن هناك مستهترًا لم يلتزم بقانون المرور وتعليماته..!
حادث أسيوط تكرر وسوف يستمر يتكرر لأننا لا نريد أن نستيقظ وأن نتعلم وأن ندرك أن العيب فى حقيقته هو فينا.. فى سلوكياتنا التى تحتاج إلى ثورة تصحيح.. وثورة تعليم.
> > >
ونذهب إلى رمضان وليالى رمضان وسهرات رمضان وأرزاق رمضان والناس التى اعتدنا رؤيتها فى رمضان.. هى نفس الوجوه.. فى المسلسلات وفى الحوارات.. وفى المقالب.. وفى البرامج.. وإذا لم يكن هناك مكان أو مساحة فى كل ذلك فإنهم يظهرون فى الإعلانات.. وهى التى تدفع الآن بسخاء.. وسخاء لا يوصف.. وكله بالعلاقات و«التربيطات» وبـ»الشللية».. وشيلنى واشيلك وكبرنى وأكبرك.. كله بيدلع كله وكلها ارزاق..!
> > >
ومحمد هنيدى.. ما الذى يريد أن يقوله فى مسلسل بعنوان «شهادة معاملة أطفال» هل يريد التقليل من شأن المحامين أم يتحدث عن مهاراتهم فى الدفاع عن موكليهم..! وهنيدى لن يواجه هجومًا من محام واحد هذه المرة ولا من النقابة وحدها.. هنيدى سيكون فى حاجة إلى محامى «شاطر» يثبت أنه يجب أن يعامل معاملة أطفال.. وتنتهى القضية..!
> > >
وفى مسلسل «معاوية» الذى اثار جدالاً لن يتوقف فإن أسوأ ما فى المسلسل مع بداياته هو بعض الممثلين الذين أسندت إليهم أدوار عن شخصيات تاريخية فقد أفسدوا كل شىء بأداء بارد.. وبدم «ثقيل جدًا»..!!
وأخيرًا:
> واللهم أيام تسر ورحمات تتوالى..!
> وأنت الذى لو مسنا ما مسنا تبقى الرحيم وأنت تجبر ما انكسر يا عظيم الشأن.
> وكى لا تزيد احباطًا لا تزرع الورود عند ناس لا تشم.
> وإذا بدأ والداك بمداراتك وانتقاء كلماتهما معك خوفًا من ازعاجك وغضبك فأنت عاق بدون أدنى شك.