شهر البهجة والسكينة والروحانيات والنفحات العطرة، بالفرحة يستقبل المسلمون شهر رمضان، كل عام والأمة الإسلامية والشعب المصرى بخير وسعادة وطمأنينة.
شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن، شهر الاستمتاع والتأمل والتحلى بكل الفضائل الكريمة التى تحصن أنفسنا جميعاً لمواظبة ومواجهة باقى شهور السنة، ولأنه شهر العبادة والتدبر فى هدوء وسكينة وأخذ قسط كاف من ضجيج الحياة بالتوجه والتقرب إلى الله تبارك وتعالى بالصيام والقيام وقراءة القرآن والزكاة والصداقات، فلنعلم جيداً أننا فى أشد الحاجة إلى الصيام عن كل شيء، ليس الصيام عن الأكل والشرب فقط ولكن الصيام عن كل فعل أو قول يؤذى الناس، ولنبتعد عن الحقد والغل لنحصن قلوبنا ونزينها بمكارم الأخلاق التى تعود علينا جميعاً بالخير والحب وراحة البال، ويجب أيضاً فى ذلك الشهر الفضيل أن ننشر البهجة والابتسامة بين الناس بكل الطرق لنسهل علينا العيش وتكملة الحياة ومواجهة الضغوطات اليومية بكل سلاسة ويسر.
تأتى النيه السليمة أولى خطوات تحصين القلب وتدريبه على حسن الخلق، ولدينا فرصة بدخول شهر رمضان لنعقد النية على حب الخير والتقرب والتوجه إلى الله تعالى بقلب سليم، فنظرة رضا من المولي– عز وجل– تدخلك الجنة، كلمة حسنة طيبة تريد بها وجه الله تبارك وتعالى تدخلك الجنة، تنشر الاحسان فى القول والفعل يدخلك الجنة، تعقد النية على عدم إيذاء الخلق أو تجريحهم وتدع الخلق للخالق أفعال تزيد من حسناتك وترضى الله سبحانه وتعالى عنك.
نحن فى رحلة الحياة نستقل قطاراً سريعاً للغاية، سرعان ما ينتهى بنا، ونجد أنفسنا بين يدى الخالق– عز وجل– ونتمنى فى هذه اللحظة لو أننا قدمنا فى حياتنا الاحسان فى القول والفعل للآخرين وتركنا إرثاً طيباً، ونؤكد أن الجنة تفتح أبوابها ويدخلها بسلام كل سهل، هين، لين، قريب.
فى الختام فهنيئاً للفقير الراضى المبتسم، وللغنى المتصدق، ولذوى سلطة متواضع، ولصاحب الكلمة الطيبة، فكلها من مكارم الأخلاق، فأهم من تجهيز البيوت بالآكل والشرب والتكاتل على شراء ما يستهلك بأجوافنا، يجب علينا أن نجهز قلوبنا ونحصنها بحسن الخلق تحت مظلة نعمة الرضا واستشعار النعم ونزع الحقد والغل من قلوبنا فهذا هو التزين الحقيقى لاستقبال الشهر الكريم.