قبل أن نودع الشهر الكريم لابد أن ننظر حولنا وننظر إلى نتائج السلوكيات التى مارسناها فى استقبال رمضان وانشغال البعض بشراء السلع وتخزينها، هذه الظاهرة السيئة التى ينتج عنها أزمات حقيقية تضر بمصلحة الناس أجمعين، مثل ارتفاع الأسعار وحرمان السوق من السلع الضرورية لحياتنا اليومية، لابد أن نتخلص من هذه الممارسات فى أسرع وقت حتى نتوافق مع الدروس المستفادة من هذا الشهر الفضيل الذى ننتظره من العام للعام.
للأسف الشديد إن القائمين على مثل هذا السلوك يرتكبون أخطاء كبيرة بقصد أو بدون، لكنها فى النهاية تضر بمصلحة المجتمع وتخالف قيم ومبادئ الإسلام.
ما سبق من حديث لابد أن نركز فيه ونتعمق فى تفاصيله قبل إنتهاء الأيام المباركة للشهر الكريم، نجد أن الأيام السابقة منه مضت بسلام واستقرار دون ضجيج أو اختناقات فى السلع كما كان يتوقع البعض وتسابقهم على تحويش أكبر قدر من السلع، لكن الواقع بحمد الله كان غير ذلك تمامًا وكل الخيرات كانت متوفرة بشكل كبير من خلال منافذ الدولة والقطاع الخاص فى كل مكان، ولم يكن هناك داع لتخزين السلع بهذه الكميات وحبسها عن السوق لتعوق التدوال بالعرض والطلب، ونحمد الله أن الشهر الكريم يمر الآن فى استقرار تام.
القناعة الكاملة ببركة رمضان تمنعك تمامًا من انشغالك بتخزين السلع واحتكار احتياجات الصيام، فقط يجب أن تشغلك بالعبادة والتقرب إلى الله، علينا ونحن فى هذه الأيام المباركة أن نسعى ونجتهد ونترك الباقى على الله، وأن نترك كل السلوكيات الضارة التى تأخذ من رصيدنا ولاتضيف لنا فى الوقت الذى نتمنى ونرجو فيه أن تكون ليلة القدر من نصيبنا.
فى الختام.. لابد أن نؤكد أن الاستقرار الرمضانى المشهود يرجع لفضل ربنا ثم الإجراءات الاقتصادية الأخيرة التى اتخذتها الدولة بتوجيهات القيادة السياسية الحكيمة.