بالماضى ينبغى أن يساق للعبرة وللإفادة منه فى صنع حاضرنا
الأمة التى لا تقرأ تاريخها لا تصوغ مستقبلها.. رغم المشقة التى يتعبها الصيام فى أنفسنا، ورغم الجوع الذى يأكل أحشاءنا ويضيق أنفاسنا، هناك قصص روائع تحكى لك عن عمق هذا الشهر المبارك العظيم، فى كل أمم، توجد تواريخ خالدة وأيام لا تنسى ولا تمحى من سفر حياتها لما كانت لها أهمية كبيرة فى توجيه مصيرها ومسارها، فللأمة الإسلامية أيام خوالد، وذكريات شواهد، حدثت فى عمق هذا الشهر المبارك، موسم الخيرات والبركات، وإن سمينا هذا الشهر العظيم بشتى الأسماء مثل شهر الأمة، أو بشهر المواساة، أو بشهر التراويح، فإنه هناك تراويح أراحت أفئدة المسلمين وأزاحت عنهم عبأ الهموم والأزمات، فحقا لهو شهر الانتصارات الكبيرة، التى غيرت وجه التاريخ وأجراه من جديد، بدءاً من غزوة بدر الكبرى وفتح مكة، ومرورا بفتح الأندلس ومعركة بلاط الشهداء، وفتح عمورية، والحطين وعين جالوت ونهاية بحرب أكتوبر العظيمة ونحن الان سننتصر بمنع التهجير من الأراضى الفلسطينية ولو حتى وقفت مصر لوحدها أمام العالم اجمع فجميع المواطنين فى مصر سيتحولون إلى مجاهدين فى سبيل الله للدفاع عن أرضهم وعرضهم.
فالجهاد فى سبيل الله ذروة سنام الإسلام، وبه تنال العزة فى الدنيا والآخرة، وهو من أفضل الأعمال وأجلِّ القربات، وما ذلَّ المسلمون إلا عندما تركوا الجهاد، وركنوا إلى الدنيا، فتكالب عليهم الأعداء، وتداعت عليهم الأمم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، والتذكير بالجهاد فى هذا الشهر المبارك، تذكير بماض مشرق، نحن أحوج ما نكون إلى الاسترشاد به، لنخرج من أزمة طال أمدها، وبعد زمنها، حتى صرنا فى مؤخرة الأمم، وأصبحنا مع كثرتنا غثاءً كغثاء السيل، فنـزع الله المهابة من قلوب أعدائنا لنا، وقذف فى قلوبنا الوهن وحب الدنيا وكراهية الموت.، فالتذكير بالماضى ينبغى أن يساق للعبرة، وللإفادة منه فى صنع حاضرنا، ورسم صورة مشرقة لمستقبلنا.
فنجد فى غزوة بدر، كان عدد المسلمين الذين شاركوا فى الغزوة، يتراوح بين 313 إلى 317 مسلمًا. كانوا مواجهين لجيش المشركين، الذى كان يتكون من حوالى 900 إلى 1000 مقاتل.
ورغم أن العدد كان يصب فى صالح مشركى قريش، إلا أن المسلمين حققوا النصر فى تلك المعركة بفضل إيمانهم وثقتهم فى الله.. وسيكون بإذن الله النصر حليفا لمصر والمصريين ما دام يؤمنون بالله وقضيتهم وسننتصر على الجميع فى هذا الشهر المبارك.
ولذلك يجب علينا كمسلمين فى مصر ان نصطف صفا واحدا خلف قيادتنا السياسية الحكيمه فيما تتخذه من قرارات من أجل رفعة وطننا مصر الغالية والمسلمين فى كل مكان.