تشكل النساء بعددهن نصف سكان الكرة الأرضية تقريبا.. وتعد المرأة جزءاً لا يتجزأ من المجتمع ومشاركا رئيسيا للتنمية المستدامة ويعد دورها كأم من أكبر وأهم ما تقوم به وما تواجهه من تحديات فى حياتها من بين أدوارها الاجتماعية الأخرى تتحملها دون مقابل.. عبء ومسئولية الأسرة.. بدءاً من تربية الأبناء وتنشئتهم والإدارة الاقتصادية للمنزل.. وتقديمها الحب والعطف لجميع أفراد الأسرة وقد عظم الإسلام من دورها حيث ورد بالسنة «قال رجل يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة… قال أمك.. ثم أمك.. ثم أمك.. ثم أبوك».
ومجد الشعراء والأدباء دورها فى المجتمع فقال عنها شاعر النيل حافظ إبراهيم:
«الأم مدرسة إذا اعددتها … أعددت شعبا طيب الأعراق»
وإذا كان هذا هو حال المرأة بصفة عامة فى عالمنا المعاصر.. والتى نالت فيه الكثير من الحقوق.. التى لم تكن تحلم بها أمهاتهن وجداتهن من قبل فماذا عن المرأة الفلسطينية التى تعيش فى ذات الوقت والتى تعيش فى هذا العصر وعلى مرأى ومسمع من العالم كله اسوأ معيشة إنسانية لم تكن أيضاً أمهاتهن وجداتهن يدور فى خلدهن ويتخيلن ان حفيداتهن سوف يعشن هذه المعيشة غير الإنسانية فهى حاليا تحت الاحتلال الإسرائيلى الغاشم أما ان تكون شهيدة أو ابنة لشهيد أو أسيرة أم معاقة.. وإما ان تكون والدة أو شقيقة أو ابنة لشهيد أو أسير أو معاق أو مبعد قصرياً.
ورغم معاناتها المضاعفة والمتنوعة ومتعددة الأشكال هذه وما لحقها من عنف وقهر وتهجير وتشريد وقتل واعتقالات وحصار ظالم نتيجة ممارسات الاحتلال وسياساته القمعية وانتهاكاته ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.. فانها رغم كل هذه الآلام والمعاناة التى تعيشها إلا أنها تقف جنباً إلى جنب مع الرجال.. فى جميع ميادين الحياة وتشاركهم البناء والنضال من أجل تحرير فلسطين وتحقيق أهداف الشعب فى العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ومازالت المرأة الفلسطينية تعتبر رمزا للسيادة والصبر والتحدى والصمود. وكانت وستظل القدوة لكل نساء العالم.. وستبقى القادرة على تحمل الصعاب.
ويكفيها فخرا ا نها رغم كل معاناتها مازالت تنجب وتربى وتعلم وتنشيء أبناءها على مبادئ العزة والكرامة.. فالمرأة فى كل مكان فى العالم لها التحية والتقدير سواء كانت أما أو زوجة أو ابنة أو شقيقة وبالذات ونحن نحتفل فى هذا الشهر مارس بكل أعياد المرأة سواء يوم المرأة العالمي.. أو يوم المرأة المصرية أو يوم عيد الأم.. فهو شهر المرأة ولكننا نهدى التحية الخاصة للمرأة الفلسطينية الصامدة الصابرة والمناضلة التى تقدم كل ما تملك للوطن وبالذات تحملها لفقد أو أسر أو تهجير لأعز وأغلى من فى حياتها ابنها وزوجها وأخيها.. وأبيها أيضا.
كلوديا ويبا عضو البرلمان البريطانى
يجب وقف استخدام النساء كأسلحة فى الحروب لا يوجد أى تطرف فى المطالبة بوقف قتل النساء والأطفال فى يوم المرأة العالمى.. لن نصمت ولن تكمم أفواهنا. سنرفع أصواتنا من أجل السلام.