التصعيد لا يتراجع، والنيران لا تنطفئ، والأطماع تتزايد، وبريق الانتصارات السهلة يلمع فى عيون قوى الشر، والإصرار على المؤامرة يتصاعد، والأوهام تتنامي، الأمور تزداد تعقيداً.. فشلت كل الجهود المخلصة والنوايا الصادقة فى الحيلولة دون الصدام، «رقعة الشطرنج» باتت شديدة السخونة.. بعزف لحن «البقاء للأقوي».. هذا هو حال الشرق الأوسط والعالم.. لكن بؤرة الصراع، وجذوة النيران فى المنطقة العربية.. هى أهم الأهداف، ومفتاح السيطرة والهيمنة على العالم، وصمام الأمان لقوى الشر لاستمرار النظام العالمى القائم.. فالقادم يحمل الأسوأ والأصعب فى حاضر ومستقبل المنطقة.. من يتلحف بالموالاة للمشروع «الصهيو – أمريكي» سيكون ضحية لا محالة مهما تأخر دوره لضمان دعمه ومساندته للمؤامرة والمخطط.. فالأحداث متسارعة.. واللعب «بات ع المكشوف»، وتفاصيل مخططات الأدراج على سطح الطاولة.. بل تتمدد على أرض الواقع.. نرى نتائجها فى فلسطين ولبنان، وسوريا.. ويجرى حالياً الإعداد للمرحلة الثانية فى المنطقة.. لكن سيفوز وينتصر من استعد مبكراً وأعد العدة بقدر ما استطاع.. إيماناً بمقولة «العفى محدش يقدر ياكل لقمته».. النصر هنا للشرفاء.. الذين حصنوا أوطانهم بالقوة والقدرة والحكمة، وعدم الإنجرار أو الاستجابة للاستدراج.. لم يغامروا بأوطانهم.. لأنهم أدركوا أن الطوفان قادم لا محالة، ولذلك لم تتعرض دولهم للاستنزاف.. أو السقوط فى فخ التوريط، ولم يبتلعوا الطعم.. فالاحتفاظ بكامل القوة والقدرة فى مواجهة «الغول» هو الرهان الحقيقي، وصمام الأمان.
اللعب الآن فى المنطقة على المكشوف، والأمور تقترب.. لم يعد لدى قوى الشر خجل.. بل يجاهرون بعد أن غسلوا أياديهم من دماء دول محبطة، وأخرى تتقاتل، وثالثة تلعن نفسها حسرة على ما ضيعته فى بلادها، وهناك من ذهب فريسة على طاولات الذئاب، وأخرى لن تقوم لها قائمة.. لذلك تبقى مصر العظيمة العصية.. هى الأمل وصمام الأمان، بشعب ينتفض كالمارد عندما يستشعر الخطر على أعز ما يملك وهو الوطن، وقيادة اتخذت من الحكمة والطموح والشموخ منهاجاً وعقيدة، وجيش تسلح بالإيمان بالله والوطن، وأعلى درجات القوة والقدرة والجاهزية.
اللعب على المكشوف، والمؤامرة والمخطط على عينك يا عالم، لم نعد فى حاجة إلى شرح أو تفصيلات، نعيش فى طوق النار يخرق العيون، لا مجال فيه للإنكار، والاستعداد، بالاصطفاف والوعي، والصبر والحكمة، والقوة إذا استدعت.. هو الأساس والمطلوب.. القوة والقدرة الشاملة بدأناها قبل عشرة أعوام.. لأن هناك قيادة استثنائية، أدركت، واستشرفت المستقبل وقرأت قائمة التهديدات، وبنود المخطط قبل أن تبدأ حلقاته.. بل ندرك منذ فجر التاريخ أن هذا الوطن مستهدف، ويخشونه ويصنفونه أنه الجائزة الكبري.. لكن هناك فترات لم تنتبه فيها بعض الأنظمة لحتمية الحكمة والقوة والقدرة.
لا شك أن أهم المستجدات هو التحرش بمصر، تارة بالأكاذيب والأباطيل، ولعل لسان الكيان الصهيونى لا يتوقف عن محاولات الاستفزاز وإطلاق العنان لمزاعم وادعاءات أقل ما توصف به أنها وقاحة وعلى نفس الدرب الصهيوني، تمضى جماعة الإخوان الإرهابية فى ركاب المخطط «الصهيو – أمريكي» كأداة مأجورة، وقد زرعت قبل 96 عاماً فى جسد هذا الوطن.. لكنها طُردت شر طردة.. فى ثورة عظيمة فى 30 يونيو 2013 عندما انتبه المصريون إلى خيانة هذا التنظيم الإرهابى الذى يماثل الأفاعي.. التى تنفث بالحقد والكراهية لفكرة الوطن، تبث سمومها كذباً وتحريضاً وتشكيكاً وتشويهاً فى محاولات رخيصة وفاشلة لتزييف وعى المصريين لاستعادة سيناريوهات الفوضي.
لم يعد الواقع المحيط بنا يستطيع أن ينفى أن هناك من يُشعل المنطقة، ويرسم ملامحها من جديد.. فى محاولة مكررة لصياغة شرق أوسط جديد.. لذلك فإن مصر هى الهدف الأهم لدى قوى الشر، وإذا نظرنا فى كافة الاتجاهات، غرباً حيث ليبيا وشرقاً غزة، والكيان الصهيوني، وجنوباً السودان، وبحراً البحر الأحمر، وما يشهده من اضطرابات أثرت على موارد وعوائد قناة السويس بدرجة كبيرة، وكأن مصر هى المستهدف فى إطار الحصار الاقتصادى وصناعة أزمة لدى المصريين لتحقيق المطلوب فى ذهنية شياطين الشر، وأيضاً الشائعات والأكاذيب والأباطيل التى تستهدف ضرب السياحة، والزعم بعدم الاستقرار، وقبل ذلك كان الهدف هو تحويلات المصريين فى الخارج من الدولار والعملات الصعبة حتى جاء قرار البنك المركزى المصرى بتوحيد سعر الصرف.. ثم الصومال ومحاولات السطو على سيادتها وعلى أراضيها واحتلال منافذ بحرية على البحر الأحمر لإقامة قواعد عسكرية أيضاً تمثل ابتزازاً وتهديداً.
ملامح المشهد الإقليمي، تخبرنا أن القادم للمنطقة صعب، فى ظل حالة الانتشاء الصهيونية بعد نجاحات فى تدمير غزة، وجنوب لبنان، وسوريا بتدمير القدرات العسكرية والإستراتيجية السورية والتوغل واحتلال المزيد من الأراضي، كل ذلك أغرى المخطط «الصهيو – أمريكي» وأدواته بالتمادى والتركيز على الأهداف الكبري، بعد أن فرغت من الجزء الضعيف فى المؤامرة، لكن مصر تتعامل وتدير الأمور بمنتهى الذكاء والحكمة والاحترافية على «رقعة الشطرنج الملتهبة»، تتحرك بوعي، وتلعب بذكاء، وتناور بدهاء، وتقف على أرض القوة والصلابة، وتراهن على وعى وفهم شعبها العظيم.. فهو حجر الزاوية فى تحقيق الفوز والنصر، لأننا أمام دولة عظيمة وقوية قادرة على مجابهة أى تهديد خارجي، لذلك فالاصطفاف والوعى الوطنى أهم أسلحة العبور والنجاة من مخطط الشيطان، والجميع، جزء مهم فى بناء واستمرار الوعى الحقيقى المتوهج لدى المصريين، ولا استثنى أحداً، فنحن جميعاً على نفس السفينة، لابد أن نمارس مهمة بناء الوعي، والفهم، كل فى موقعه.. فالأشرار أغراهم الفوز على الضعفاء.. لذلك يديرون حرباً نفسية على المصريين، وأيضاً علينا بالحذر واليقظة فى أعلى درجاتها، فهناك من يعبث ويخطط فى الظلام، فالحذر واليقظة سلاحان فى غاية الأهمية.