ستظل الصحافة القومية المحرك الأكبر للرأى العام باعتبارها الأكثر مصداقية وارتباطا بوجدان الشعب المصرى فى ظل حالة الانفلات الاعلامى لمواقع عديدة غير موثوق فيها وانتشار الشائعات على منصات التواصل الاجتماعي.. وتلعب الصحافة القومية دورا وطنيا كان ومازال وسيكون المؤثر والمساند الأول للدولة وشعب مصر العظيم وتكوين الوعى الحقيقى للمواطن المصرى مهما مرت بأزمات أو فترات تراجع نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا ومئات المواقع الالكترونية.. لأن الصحف القومية ببساطة المصدر الرسمى والحقيقى والواقعى للمعلومات والقضايا فى مواجهة الشائعات والاكاذيب والفتن التى تجتاح وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع المجهولة والتى يصعب مراقبتها او معرفة التوجهات الخبيثة من وراء المعلومات المتداولة ويستغلها اعداء الوطن لذلك لا يمكن الوثوق بها بالشكل الكامل.
نعم الصحافة القومية فى حاجة للتطوير والتحديث باستمرار وهذا ما تتبناه الهيئة الوطنية للصحافة بالتعاون مع رؤساء مجالس الادارات والتحرير سواء للصحف الورقية أو الالكترونية لتواكب العصر والتقدم التكنولوجى الهائل.. لتظل الداعم الاصيل للقضايا الوطنية والشعبية.. فلا يمكن الغنى عنها والدولة والحكومة والمجلس الأعلى للاعلام والهيئة الوطنية للصحافة يقومون بدعم ومساندة المؤسسات الصحفيه القومية بشكل اكبر لتستطيع تقديم رسالتها الوطنية خاصة مع الأزمات والأعباء المادية الصعبة التى تتعرض لها حاليا بسبب ديون متراكمة منذ عقود سابقة ليس لهم ذنب فيها عند جهات حكومية أخري.
الدولة تدرك أنه لا يمكن أن نعتبر المؤسسات الصحفية القومية هادفة للربح ومعاملتها كمشروع استثمارى وانما هى خط الدفاع الأول فى مواجهة الشائعات والفتن ومصدر الوعى وتوجيه الرأى العام بما فى صالح الوطن.. ولو تعاملت على أنها مؤسسات ربحية ستخرج عن أهدافها الحقيقية.
خاصة أن الادارات الحالية ليس لها ذنب فيها ونتيجة الأزمات الاقتصادية العالمية والحروب وارتفاع أسعار الخامات والورق والطباعة وأزمات اقتصادية اخرى جعلت هناك مطالبات حتى من الجهات الحكومية الاخرى بمستحقات وديون قديمة اثرت بالسلب على المؤسسات الصحفية القومية والعاملين بها.. لذلك أصبح المطلوب سرعة التحرك لازالة الأعباء من على كاهل الصحف القومية وتدخل رئيس الوزراء ووزير المالية لوضع تصور واقعى ومنطقى لحل الأزمة من جذورها بدلاً من الحلول المؤقتة حتى تستطيع مواصلة دورها الوطنى والتاريخى وتقديم رسالتها السامية خاصة مع ما تتعرض له الدولة من مؤامرات خارجية وداخلية تحتاج الى تكاتف الجميع.
المؤسسات الصحفية القومية يمكن أن تمرض قليلا لكنها لن تموت أبداً.. فهى مثل الأهرامات كلما مر الزمان تزداد قيمة وتأثيرا.. لكنها تحتاج الدعم والمساندة بشكل أكبر من ذلك وضرورة اسقاط الديون.