«مصر جاهزة لجميع السيناريوهات» تلك كانت رسالة مصر التى حذرت فيها إسرائيل من عمليتها العسكرية فى رفح الفلسطينية واعتبرته تهديداً خطيراً وهى رسالة شديدة الوضوح أدرك معناها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ومجلس حربه ولعل هذا ما دفع المتحدث باسم نتنياهو ليؤكد أن إسرائيل تدرك الحساسية المتعلقة بإجراء عملية عسكرية قرب الحدود المصرية لافتا إلى أن تلك العملية مركزة ومحدودة ولا تخالف معاهدة السلام مع مصر.
تصريحات المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية تلمح إلى أن إسرائيل حريصة على الحفاظ على معاهدة السلام مع مصر بإعتبارها المعاهدة الأهم بالنسبة لها مع أكبر وأقوى دولة عربية فى المنطقة كما أنها المعاهدة الأقدم التى مر عليها أكثر من أربعين عاما ظلت خلالها تحظى باحترام الطرفين وبناء عليه تعمل إسرائيل ألف حساب وحساب لأهمية هذه المعاهدة عند القيام بأى عمل عسكرى داخل نطاق رفح الفلسطينية لأنها تدرك جيدا «اللاءات» المصرية والخطوط الحمراء التى وضعتها مصر حفاظا على أمنها القومي.
ويمكن القول أن إسرائيل لن تقوم باجتياح برى كامل وموسع لرفح الفلسطينية لعدة أسباب أهمها الحفاظ على العلاقات مع مصر التى حددت موقعها بحسم ووضوح فى هذا الأمر وثانياً الموقف الأمريكى الرافض لمثل هذا الاجتياح والذى أكد حسب مسئولين أمريكيين أن إسرائيل لن تتخطى الخط الأحمر الذى حددته إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن فى عملية رفح فضلا عن أن بايدن نفسه أعلن عدم تزويد إسرائيل إذا شنت اجتياحا كبيرا لرفح الفلسطينية وثالثا الموقف الدولى الرافض لهذا الاجتياح ورابعا أن إسرائيل لم تغلق باب التفاوض من أجل التوصل لهدنة وتبادل الأسرى والسجناء.
وفى الواقع نتنياهو وجد نفسه فى مأزق كبير بعد أن هدد أربع مرات على الأقل خلال الشهرين الماضيين باقتراب اجتياح رفح وعندما شعر بقرب التوصل لاتفاق تهدئة كان لزاما عليه أن ينفذ تهديده إرضاء لليمين المتشدد فقرر دخول رفح الفلسطينية بشكل رمزى فى خطوة دعائية الهدف منها حفظ ماء وجهه وأيضا للسيطرة على معبر رفح الفلسطينى من الجانب الفلسطينى وثالثا للضغط على المقاومة الفلسطينية لتقليل سقف مطالبها.
الخلاصة أن مصر تعمل على كافة الأصعدة وتواصل جهودها ليل نهار من أجل التهدئة ووقف التصعيد ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى الشقيق وقد حذرت مصر مرارا من خطورة التصعيد وعواقب عمليات إسرائيل العسكرية فى رفح الفلسطينية تجنبا لتوسيع دائرة الصراع وحرصا على استقرار المنطقة ولذلك تحرص مصر على استمرار التشاور مع كافة الأطراف لحل النقاط الخلافية والتوصل لاتفاق يبدو قريبا لتتحول رفح من المشكلة إلى الحل.