اليونيسيف: أطفال لبنان ضحايا مذابح «تل أبيب» المستمرة
قال المبعوث الأمريكى عاموس هوكستين، أمس، إنه أجرى محادثات «بناءة للغاية» مع رئيس البرلمان اللبنانى نبيه برى فى بيروت، وإن هناك «فرصة حقيقية» لإنهاء الصراع بين جماعة «حزب الله» وإسرائيل.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتى استقبل هوكستين فى إطار مساعى وقف إطلاق النار، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
أضافت أن ميقاتى جدد التأكيد على أن «الأولوية لدى الحكومة هى وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان، وحفظ السيادة اللبنانية على الأراضى اللبنانية كافة، وكل ما يحقق هذا الهدف له الأولوية».
أشار ميقاتى إلى أن الشاغل الأساسى لدى الحكومة هو عودة النازحين سريعاً إلى قراهم وبلداتهم ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية، والتدمير العبثى الحاصل للبلدات اللبنانية، وتطبيق القرارات الدولية الواضحة، وتعزيز سلطة الجيش فى الجنوب.
وصل هوكستين إلى بيروت وسط تقديرات بوجود فرصة تزيد عن 50٪ للتوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل.
من جهة أخري، نقلت شبكة «سى إن إن» عن مصدر إسرائيلى مطلع تشكيكه فى احتمال التوصل إلى اتفاق وشيك بشأن لبنان، مؤكدا أن رفض حزب الله طلب إسرائيل بضربه حال انتهاك وقف إطلاق النار قد يعرض المفاوضات للخطر.
تتوسط الولايات المتحدة – حليفة إسرائيل الأوثق – للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين تل أبيب وحزب الله، لإنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي.
يتضمن المقترح الأمريكي، بحسب هيئة البث الإسرائيلية «التزام الطرفين «إسرائيل وحزب الله» بقرار مجلس الأمن 1701، مع ضمان حق الدفاع عن النفس».
كما يقضى المقترح بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبنانى فى الجنوب، ومنع الحزب من إعادة إقامة مواقع بالمنطقة، ومنع نقل السلاح عبر سوريا إلى الحزب، وفق إعلام عبري.
لكن إسرائيل تريد الاحتفاظ بامتياز مهاجمة «حزب الله» فى لبنان حتى بعد الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشدة.
فيما يشدد «حزب الله» على أن تفاوضا غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.
من جهة أخري، قال المكتب الإعلامى لجماعة «حزب الله» اللبنانية، إن الأمين العام نعيم قاسم أجّل كلمة كان سيلقيها، أمس، إلى موعد لاحق.
جاء الإعلان عن إلقاء الكلمة ثم تأجيلها بعد دقائق من تصريح عاموس هوكستين بأن هناك «فرصة حقيقية» لإنهاء الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
على الصعيد الإنساني، أفادت منظمة الأمم المتحدة للأطفال «يونيسيف» بمقتل أكثر من 200 طفل وإصابة 1100 فى لبنان خلال الشهرين الماضيين.
على الصعيد الميداني، استمر التصعيد ليوم جديد، بين الجيش الإسرائيلى وحزب الله فى لبنان، حيث تجددت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى مدينة صور جنوب لبنان.
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعي، أمس، إن غارة جوية أودت بحياة قائد منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى لجماعة «حزب الله» اللبنانية، على توفيق الدويك، فى منطقة كفر جوز فى النبطية بجنوب لبنان.
ذكر أدرعى فى حسابه على منصة «إكس» أن الدويك كان يتولى قيادة منظومة القذائف الصاروخية متوسطة المدى منذ سبتمبر الماضى «خلفا لقائد المنظومة السابق الذى تمت تصفيته».
من جهة أخري، قالت مصادر رسمية إسرائيلية إن ألف عسكرى إسرائيلى أصيبوا منذ بداية العملية البرية فى جنوب لبنان، مطلع أكتوبر الماضي.
كان الجيش الإسرائيلى أقر بإصابة 11 جنديا إسرائيليًا فى معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة.
من جانبها، أعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية أمس إصابة 7 أشخاص فى الاستهداف الصاروخى وسط إسرائيل، فى حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 5 جنود، حالة اثنين منهم خطيرة، فى استهداف موقع عسكرى بمسيرة أطلقت من لبنان صباحا.
بينما قال الجيش الإسرائيلى إنه رصد عشرات الصواريخ أطلقت من لبنان باتجاه الجليل ومناطق الوسط، أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية التابعة للجيش بإطلاق صفارات الإنذار فى نتانيا وكفر سابا شمال تل أبيب.
من جانبه أعلن حزب الله فى بيانات منفصلة اليوم قصفه مدينة صفد وقاعدة تدريب للواء المظليين فى مستوطنة كرمئيل وتجمعا للجنود فى مستوطنة كفار بلوم وغيرها من المواقع الإسرائيلية.
تأتى الهجمات الجديدة بعد يوم من استهداف صاروخى من لبنان على مناطق فى تل أبيب الكبري، مما أسفر عن سقوط 6 مصابين بجروح بين خطيرة ومتوسطة فى منطقة رمات غان، كما أسفر أيضا عن اندلاع حرائق فى المنطقة، فى حين أعلن حزب الله اللبنانى استهداف «نقاط عسكرية حساسة» فى المنطقة.
من ناحية أخري، قال أندريا تيننتى المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان «اليونيفيل»، إن الأرجنتين أبلغت بعثة حفظ السلام فى لبنان بسحب ثلاثة عسكريين.
أضاف تيننتى رداً على سؤال حول تقرير نشرته صحيفة بهذا الشأن: «صحيح، لقد طلبت الأرجنتين من العسكريين التابعين لها العودة».
رفض المتحدث التعليق بشأن سبب سحب العسكريين، وأحال السؤال إلى حكومة الأرجنتين.
فى السياق ذاته، نقلت رويترز عن اليونيفيل تأكيدها أن قدرتها على المراقبة محدودة للغاية بسبب الصراع المستمر والأضرار التى لحقت بأبراجها.
تتعـــرض هــذه القوة الأممية – التى تضم نحو 10 آلاف جندي- لضغوط متزايدة نتيجة الحرب الإسرائيلية على لبنان، والتى تصاعدت بشكل كبير منذ بداية العدوان علي قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.