شهدت الأوساط التعليمية ومواقع التواصل الاجتماعى خلال الـ 24 ساعة الماضية انقسامًا بين أطراف العملية التعليمية حول مشروع تطوير الثانوية العامة الجديدة وتحويلها لنظام «البكالوريا» بداية من العام القادم والذى أعلن عنه وزير التعليم خلال اجتماع مجلس الوزراء.
أجمع الخبراء والمعلمون وأولياء الأمور على أن تغيير المقترح يحتاج لمزيد من الشرح لتفاصيله والأهم من ذلك تحديد آليات التنفيذ، موضحين أن المشروع المقترح يتضمن العديد من المزايا التى تشمل وجود أكثر من فرصة أمام الطلاب لخوض الاختبارات مما يخفف من الأعباء النفسية على الأسر والطلاب أثناء الامتحانات علاوة على إضافة مادة التربية الدينية للمجموع مما يساهم فى تأهيل الطلاب مجتمعيا وإخراج مجتمع صالح.
لكن العقبات التى يمكن أن تواجهه تشمل شغل المدارس لمدة 4 شهور فى السنة بأعمال الامتحانات والتكلفة التى ستتحملها الدولة، وجعل مادة الحاسب الآلى مادة لا تضاف للمجموع وهو ما يتعارض مع اتجاه الدولة لدعم ونشر استخدام برامج الذكاء الاصطناعى ورقمنة التعليم .
أساتذة الجامعات اختلفوا فيما بينهم فمنهم من يرى أن نظام البكالوريا الجديد يلبى احتياجات عصر التكنولوجيا ويتماشى مع التطورات العالمية ويجعل الطلاب يتقنون مهارات المستقبل والتعامل مع سوق العمل إضافة إلى تعميق الانتماء بجعل تعليم اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة ركيزة أساسية فى المرحلتين التمهيدية والرئيسية مما يقضى على مشاكل الثانوية العامة الحالية.
قال الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس إن نظام البكالوريا بديل عن الثانوية العامة التقليدية ويتفق مع متطلبات العصر ببناء إنسان جديد يمتلك مهارات فكرية ونقدية وينتقل من ثقافة التخزين والحفظ والتلقين إلى التفكير والابداع حيث إن فلسفة البكالوريا المعاصرة جاءت استجابة لتوجهات الدولة بوضع التعليم المصرى فى إطار المنافسة العالمية بمعنى أن تكون البكالوريا المصرية معترفاً بها دوليا وتتفق مع مثيلاتها فى الدول المتقدمة تعليميا وتوفر تقييمًا مستمرًا متعدد التخصصات بتقسيم المواد الدراسية لمرحلتى الاولى التمهيدية فى الصف الأول الثانوى والعام القادم والرئيسية بالصفين الثانى والثالث الثانوى.
أضاف شحاتة أن البكالوريا المصرية تساعد على إتقان المواد الاساسية والمؤهلة لمهن المستقبل سواء فى مجال الهندسة أو الحاسبات أو الطب أو البيولوجى والاحياء المتقدمة وهذا الاهتمام بالمواد والبرامج الجديدة يتيح النجاح والتفوق فى الجامعات الجديدة الدولية التى تربط بين التعليم وسوق العمل.
أشار إلى أنها تفتح الطريق لتمكين الطلاب من مهارات سوق العمل المستقبلية موضحا أن الوزارة عند طرح هذا النظام الجديد قامت بإجراء دراسة له فى مراكز المناهج والمواد التعليمية والمركز القومى للتنمية والمركز القومى للامتحانات والتقويم.
أوضح شحاتة أنه تم البدء فى إعداد مواد ومناهج دراسية للصفين الاول والثانى وإعداد طريق واسلوب الامتحان فى المرحلة التمهيدية العام المقبل للبناء عليها للمرحلة الرئيسية بالصفين الثانوى والثالث الثانوى ويمكن الاشارة إلى أن البكالوريا الجديدة المصرية تعمق الانتماء القومى بجعل تعليم اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة ركيزة أساسية فى المرحلتين التمهيدية والرئيسية.
وكشف أن النظام الجديد يقضى على مشاكل الثانوية العامة الحالية التى تواجه الآباء فى الحفظ والتلقين والمساعدة على التفكير وامتلاك مهارات النقد فلابد من توعية أولياء الامور بطرح قضية البكالوريا على المجتمع لتوعية الآباء والمعلمين والطلاب ونجاح مشروع البكالوريا مرهون بوعى الآباء والمعلمين والطلاب بمزايا النظام الجديد وهو يقضى على الدروس الخصوصية لأن المواد التى تقدم به جديدة ترتبط بسوق العمل وتتطلب التدريب الميدانى أكثر من الحفظ والتلقين.
يختلف معه فى هذا التوجه الدكتور عادل أبوزيد أستاذ المناهج وطرق التدريس الذى يرى أن البكالوريا الجديدة هى شكل من أشكال الثانوية العامة ولكن مع تغير المسمى وهى من وجهة نظر الدكتور أبوزيد أنها اعتراف دولى فقط وهى شكل من أشكال الثانوية العامة وبها دروس فهى ثقافة مجتمع وكل اهتمام الأسرة دخول الطالب الجامعة والالتحاق بها وإذا أمكن تحويل المرحلة الثانوية بمساراتها المتعددة ما بين فنى وصناعى وتجارى وفندقى إلى فرص حقيقية فى سوق العمل وتغيير ثقافة المجتمع لمجتمع عامل ومن هنا سوف تنتهى مشاكل التعليم وأكبر مثال هو وجود «كاشير» خريج كلية تجارة أو خدمة اجتماعية أو موظف أمن من خريجى الحقوق.
أضاف أبوزيد أن الوزارة منذ نشأتها حتى تاريخه كل محاولات التطوير التى قامت بها لا تؤدى للتطوير بالمعنى الحقيقى فهى تكرار لنفس المبادئ وترسيخ لنفس القيم مع تغير مسمى المرحلة.
قال الدكتور تامر شوقى الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس إن نظام البكالوريا المصرية المقترح يشير إلى وجود العديد من المميزات وفى الوقت نفسه وجود اشكاليات قد تعيق التطبيق والتنفيذ من ناحية أخرى.
أوضح أن المميزات تشمل تعدد المسارات فى الثانوية العامة لتشمل 4 مسارات وليس تخصصين فقط، هى الطب وعلوم الحياة، والهندسة وعلوم الحاسب، والاعمال، والآداب والفنون؛ مما يتيح فرصة أكبر للطالب لاختيار ما يتوافق مع ميوله وقدراته، والتركيز بدرجة أكبر على علوم المستقبل والمرتبطة بسوق العمل.
أكد شوقى أهمية نظام البكالوريا فى إتاحة فرص «التقييم المستمر» وتوافر أكثر من فرصة للطالب لدخول الامتحانات مما يقلل من الضغوط الواقعة عليه، علاوة على قصر عدد المواد فى سنتين يتيح للطالب التعمق فيها ويخفف من ضغوط الدروس الخصوصية، وإتاحة فرص تدريس مواد متكاملة من كافة التخصصات، وتسمح بالاعتراف الدولى لشهادة الثانوية العامة.
أشار إلى أن العام القادم سيشمل تطوير مناهج الصف الثانى الإعدادى والعام الذى يليه تطوير مناهج الصف الثالث الاعدادى، يليها تطوير مناهج الصف الأول الثانوى. وعدم وضوح التصور بكافة تفاصيله، أو التمهيد لوجود هذا المقترح، بالإضافة إلى أن سرعة تغيير نظام الثانوية العامة يثير الربكة والأمر يحتاج إلى استقرار أكبر.
قال إن العقبة الثانية تتعلق بالامتحانات فى المدارس التى سوف تكون مشغولة لمدة 4 شهور فى السنة مايو ويونيو ويوليو وأغسطس، وقصر اللغة الأجنبية الثانية على الصف الأول الثانوى «خارج المجموع» واستبعاد علم النفس تماما، وجعل البرمجة والحاسب الآلى مادة غير مضافة للمجموع رغم التأكيد على أهميتها كمادة أساسية وهو أمر غير ممكن بالوضع الحالى.
.. والمعلمون يؤيدون:
يخفف الأعباء عن الطلاب
أيد المعلمون المقترح الخاص بتغيير الثانوية العامة من أجل القضاء على النظام التقليدى الذى يعتمد على الحفظ والتلقين واعطاء عدة فرص لدخول الامتحانات بديلا عن ثانوية الفرصة الواحده مما يخفف من الاعباء على الطالب وولى الأمر اضافة إلى السماح للطلاب باختيار مجموعة متنوعة من المواد الدراسية التى تتماشى مع ميولهم واتجاهاتهم .
قالت عواطف محمد موجه العلوم فى القاهرة بصفة مبدئية أنها تؤيد المقترح الخاصة بتغيير الثانوية العامة حيث إن الأصل فى التطبيق القضاء على «بعبع» الثانوية هو وجود أكثر من فرصة أمام الطلاب لدخول الامتحان وهو ما سوف يتوفر فى النظام وإنهاء المعاناة والتوتر النفسى الذى يصاحب الطلاب مما أدى إلى العديد من حوادث الانتحار خلال الأعوام الماضية.
بالنسبة لمسألة التوقف عن دراسة مادة التخصص لمدة عام أكدت أنها لن تكون مؤثرة على الطالب لأن أى مادة علمية يدرسها سيكون استرجاعها سهلاً فى مرحلة التعليم الجامعى.
أوضح أشرف بدوى كبير معلمين أن نظام البكالوريا يعمل على تنوع المناهج حيث يسمح للطلاب باختيار مجموعة متنوعة من المواد الدراسية التى تتناسب مع اهتماماتهم وتوجهاتهم الأكاديمية، مثل الأدب، والعلوم، والفنون.
أضاف أن التقييم فى البكالوريا يعتمد على اختبارات متعددة على مدار العام، بالإضافة إلى مشاريع وأبحاث، مما يعزز تطوير المهارات العملية والنقدية.
قال ياسر عكاشة مدير عام إدارة الصف إن النظام يتيح التركيز على المهارات الشخصية حيث يولى اهتماماً بتطوير المهارات الحياتية مثل التفكير النقدى، والتحليل، والعمل الجماعى مشيرا إلى أنه يُعد الطلاب للالتحاق بالجامعات العالمية ويمنحهم فرصًا أكاديمية متنوعة.
أوضح على السيد معلم خبير رياضيات أن نظام البكالوريا بديل حديث أكثر تنوعاً ويتيح للطلاب اختيارات أوسع فى المواد الدراسية التى يمكنهم دراستها، بالإضافة إلى تشجيع التفاعل بين المواد وتحقيق تكامل بين المعرفة الأكاديمية والممارسة العملية.
10 معلومات عن شهادة البكالوريا المصرية الجديدة
> يبدأ تطبيقها العام القادم.
> 4 مسارات تؤهل لدخول الجامعات.
> 4 مواد أساسية تدرس لجميع الطلاب.
> 100 درجة المجموع الكلى لكل مادة.
> فرصتان لتحسين المجموع كل عام.
> الدخول مجانا فى الفرصة الأولى.
> 500 جنيه رسوم دخول المادة بالمرة الثانية.
> يجوز دراسة مواد إضافية بحالة الرغبة بتعدد المسارات.
> 3 مواد أساسية تدرس بالصف الثانى ومادة تخصصية.
> مادة أساسية و3 تخصصية تدرس بالثالث الثانوى.