نعم بدأت بشاعة رعب التكنولوجيا.. من فوق أرض لبنان.. بتفجير خمسة آلاف جهاز اتصالات «بيجر» وهو جهاز لاسلكى ووكى توكى فى حجم المحمول.. يستخدمه رجال جيش حزب الله فى التواصل بينهم وبين قياداتهم.. العجيب ان المخطط الملعون.. هدفه قتل وإصابة اكثر من خمسة آلاف فى دقيقتين على يومين متتاليين.. أى من نجا من اليوم الأول يصاب فى اليوم التالي.. حيث يغيب التوقع.. وتتضاعف المفاجأة.. فلا أحد يستطيع التوقع بتكرار سيناريو الأمس.. اليوم.. ومن هنا بدأ رعب بشاعة التكنولوجيا.. ومن المعروف أنه أصبح من السهل التجسس على الموبايل بالموبايل نفسه.. والأكثر من ذلك تحديد مكان حامله.. فقد أصبح الموبايل هو الجاسوس الأدق الذى لا يخطئ.. فهو الأصدق فى نقل كل تحركات حامله صوت وصورة بكل سهولة.. لكن إسرائيل توصلت إلى ابعد من ذلك.. إلى الشر نفسه.. إلى تطويع التكنولوجيا لتحقيق الموت والقتل والخراب.. تسارعت وسائل الإعلام العالمية فى البحث وراء هذه الجريمة.. ومعها جميع أجهزة مخابرات العالم.. إذاعة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.. انه بمجرد علم إسرائيل خبر رغبة حزب الله فى شراء أجهزة اتصال جديدة «بيجر».. حتى قررت إنشاء شركة وهمية باسم شركة «بى . ايه . سي» لاستشارات الاتصالات فى دولة المجر.. كوكيل لشركة جولد ابولو.. وهى شركة تايوانية تعمل فى تايوان.. وامعانا فى التضليل والبعد عن أى شبهة.. حصلت الشركة الأم «بى . ايه . سى « الوهمية.. على عدة توكيلات أخري.. وقامت هذه الشركة الوهمية بتصنيع آلاف الأجهزة لدول وجيوش مختلفة.. لتحصل على ثقة حزب الله.. ولابد أن أقول إن إسرائيل تمتلك احدث تكنولوجيا الاتصالات.. وأيضاً النانو تكنولوجي.. وقد توصلت إلى انتاج « خوذة « غطاء الرأس للجنود والضباط.. مزودة بجهاز لاسلكى « اتصال « صغير جدا.. وليس غريبا ان نعرف ان حجم مبيعات إسرائيل من أجهزة الاتصالات وهذه الخوذة يبلغ حوالى ثلاثة ملايين ونصف مليار دولار فى السنة الواحدة.. المهم نجحت شركة «بى . ايه . سى « المجرية فى تصنيع بطاريات خاصة لكل جهاز بيجر.. بطاريات حشوها بمادة « بى . أى . تى . ان « وهى شديدة الانفجار.. بل أشد وأقوى تفجيراً من مادة «تى . ان . تى « المعروفة بقوة تفجيرها.. انظروا ماذا فعلت الشركة المجرية المصنعة للبيجر.. أرسلت فى البداية جزءاً من هذه الشحنة سليمة بدون البطاريات الملغومة.. حتى يطمئن من يفحصها إلى سلامتها وسلامة باقى الشحنة.. وبعد ذلك أرسلت باقى الشحنة.. وكلها ملغومة.. ببطاريات جاهزة للانفجار.. وتسلم حزب الله خمسة آلاف جهاز.. قام بتسليمها لجنوده وضباطه وقياداته وفى المستشفيات للأطباء ومن يعملون بالتمريض.. وأيضاً على قيادات وكبار قادة الحزب.. ويبقى السؤال كيف انفجرت هذه الأجهزة فى ايدى مستخدميها.. المفاجأة.. تلقى كل جهاز رسالة من الخمسة آلاف جهاز.. رسالة من قيادته ..وهى رسالة مزيفة.. وبمجرد فتح الرسالة.. ينفجر الجهاز.. المؤسف ما أذاعته بعض المواقع.. من استمرار طلعات سلاح الجو الملكى الإنجليزى يومياً فوق غزة لمساعدة إسرائيل فى كشف وتحديد أماكن الأسرى اليهود الذين تحتجزهم حماس.. والمؤلم ان هذه المواقع ومنها موقع ديكلاسيفيد.. أشار إلى أن إسرائيل تقوم بتعذيب غير محتمل للمعتقلين الفلسطينيين لاجبارهم على الافصاح عن أماكن هؤلاء الأسري.. بالرغم من تأكيدهم بانهم لا يعلمون أماكنهم.. ويبقى السؤال الذى يدق الرءوس بعنف.. لماذا إسرائيل ؟! الإجابة ليست فى مؤتمر عام 1907 بلندن فقط الذى طالب بدعم إسرائيل بمختلف الوسائل.. لزعزعة استقرار الأمة العربية وجعلها فى حالة عدم توازن.. لكن الابشع من ذلك.. تمركز حاملات الطائرات الأمريكية وأحدث ما فى العالم من بوارج وغواصات وقطع من الأسطول الأمريكي.. أمام شواطئ لبنان وغزة.. ولابد ان نعترف بأن هذه القطع البحرية تحمل أحدث تكنولوجيا وما وصلت إليه أمريكا من ذكاء اصطناعي.. وهو العامل الرئيسى فى اغتيال إسماعيل هنية وبعده حسن نصر الله الذى اغتالوه بـ80 طناً من المتفجرات.. وهو متواجد تحت الأرض على عمق 14 طابقاً.. أقول إن رعب بشاعة التكنولوجيا الأمريكى الإسرائيلى بدأ.. ومعه اختفت الإنسانية.