قررت عروس أسترالية، مطالبة ضيوف حفل زفافها، بدفع ثمن وجبتهم، بدلا من شراء هدية لها، فى سبيل توفير بعض مصاريف الزفاف، وكتبت العروس، التى كانت تبحث عن أفضل نصائح للتوفير، «فكرت فى مطالبة الضيوف بدفع ثمن وجبتهم، بدلا من تقديم هدايا، هل هذا أمر مقبول؟»، وقالت إنها وخطيبها فى الثلاثينات من عمرهما، ولا يهتمان بالهدايا.
وانتقد البعض الفكرة، وجاءت بعض ردود الفعل غاضبة من اقتراح العروس وقالوا إذا كنت تدعين أشخاصا للحضور، فيجب عليك إطعامهم، فمن المؤكد أن الطلب من الضيوف دفع ثمن وجبتهم، ليس بالأمر الجيد، ربما يكون من الأجدى الادخار فى مجال آخر، بينما أعرب كثيرون عن إعجابهم بالفكرة ويرون أنها مقبولة تماما، وعلى من يرفض فلا داعى لحضوره، فيما شارك طرف ثالث طرقا ومقترحات للتوفير فى حفل الزفاف، منها تقليل عدد المدعوين، واستئجار فستان الزفاف، والاحتفال فى مطعم بدلًا من الفندق.
وعموما تختلف مراسم الزواج فى مختلف دول العالم، حسب العقائد والعادات والتقاليد، وهناك من يحتفلون بطرق تتسم بالغرابة، ففى رومانيا، إذا اختفت العروس قبل الزفاف، فهذا لا يعنى أنها هربت، بل هى لفتة رومانسية، من تقاليد تتبعها العائلات الكبيرة، ويجب على العريس أن يدفع فدية لهم، بينما من طقوس حفلات الزفاف فى كينيا، أن يبصق الأب على فستان ابنته فى عادة يعتقدون أنها تجلب الحظ السعيد، ويعتبر البصق على شخص ما عند بعض القبائل بمثابة إظهار لاحترامه.
وفى الهند، يخلع العريس حذاءه، وتبدأ الطقوس بقيام صديقات العروس وأقاربها بسرقة الحذاء، ومن أجل استعادته، عليه رشوة النساء بالمال لإعادته قبل انتهاء الحفل، وفى الهند أيضا، تختبر العروس عريسها بوضعه فى امتحان قاس، تصحبه إلى الغابة وتشعل النار وتكوى ظهره، فإذا تأوّه أو تألم من الكيّ ترفضه وتفضحه، وإذا تحمل الألم تعتبره جديرا بالحب والزواج.
وفى بعض الأماكن فى الصين، تتدرب العروس على البكاء، فقبل شهر من الحفل، تجتمع العروس مع والدتها وجدتها ليبكوا سويا، وتعود هذه الطقوس، إلى عصر الممالك المتحاربة فى الصين عندما انهارت والدة أميرة تشاو بالبكاء فى حفل زفافها، وفى مناطق بالصين تتم الخطبة دون أن يرى العروسان بعضهما، فإذا تم الاتفاق يقوم أهل العروس بتزيينها ويقابلون الزوج خارج البلدة، فإذا أعجبته أخذها إلى منزله وإذا لم تعجبه يردها إلى اهلها.
أما فى مالاوى، إذا أحب رجل فتاة فإنه يمكث فى بيتها، ويعيش معها عامين دون أن يمسها، فإذا راقت له خلال هذه الفترة التجريبية ووافقت عليه يتزوجان، أما إذا كان مخلا بالأدب فإنها تطرده، وفى الريف الدنماركى، يذهب العريس ليلة الزفاف إلى منزل عروسه ويجرها من شعرها، إلى أن يوصلها إلى مكان الاحتفال.
وفى إسكتلندا تبدو العروس فى أقبح صورة لها، وتقوم صديقاتها بإلقاء القمامة والبيض عليها حتى تظهر فى أبشع صورها، والمغزى من هذا الطقس الغريب أنها إذا كانت قادرة على تحمل كل هذه الأشياء فإنها تستطيع أن تتحمل مسئوليات الزواج.
وإن كانت هذه المظاهر تستهدف الفرحة والسعادة فى الاحتفال بالزفاف، فإن الأمر عندنا معكوس، بتعقيد الأمور من المغالاة فى المهور ونفقات الزواج والمبالغة فى كل شىء بما يزيد الحياة الزوجية تعقيدا وصعوبة قبل أن تبدأ وتثقل كاهل الشباب وتعجزهم عن تحمل مسئولية الأسرة الصغيرة التى يتم تكوينها.
ولم يقف التعقيد عند التشديد والتشدد فى الأثاث والمفروشات والأجهزة الكهربائية وأطقم المطبــخ والملابس وزيادة التكاليــف، فاختــلق الناس فى بلادنا عادات ما أنزل الله بها من سـلطان، منها ما تتحمـــله العروس ويســمى بـ «عشاء أم العريس» عبارة عن كميات الطيور المطبوخة من اللحوم البط والأوز والرومى، والمحاشى، والمكرونة البشاميل، والزيت والسمن والخضروات.
وكى تنال رضا «حماتها»، تقدم العروس «الصباحية»، من ملابس وذهب وأطعمة أخرى، فى تصرف أصبح يأخذ منحى وشكلا آخر، حتى أطلق عليه البعض «رشوة أم العريس» !.