المصريون ودّعوا العيد.. فى الحدائق والمتنزهات
فى جو من البهجة والمرح والأمل، ودع المصريون عيد الأضحى المبارك فى الحدائق والمتنزهات والمزارات السياحية، حيث تجمعت العائلات وافترشت البساط الأخضر.. وانطلق الشباب فى مجموعات فى رحلات نيلية وترفيهية رغم حرارة الشمس المرتفعة.. ساحات القاهرة الفاطمية تحولت إلى لوحة بديعة تزينها البسمة والفرحة ومشاعر الهدوء والأمان..
استقبلت حديقة الأزهر والحديقة الدولية آلاف الزوار فى آخر أيام عيد الأضحى المبارك حيث فضل المواطنون قضاء آخر أيام العيد وسط المساحات الخضراء فى أجواء عائلية واجتماعية مفعمة بالحب والضحك رغم ارتفاع درجات الحرارة إلا أن الحماس لم يفتر فقد احتشدت العائلات من مختلف انحاء القاهرة محملين بوجبات الطعام والمرطبات وألعاب الأطفال لينسجوا معا لوحة جميلة الذى تميز المصريين فى الأعياد.
بدأ التوافد إلى الحديقتين منذ الصباح الباكر وارتفعت أعداد الزوار تدريجيًا حتى بلغت ذروتها ظهيرة اليوم الأخير من العيد.
وشهدت بوابات الدخول إقبالاً كبيرًا خاصة فى الحديقة الدولية التى تعد من أبرز الوجهات الشعبية لسكان القاهرة الكبرى خلال الأعياد والمناسبات.
أما فى حديقة الأزهر التى تطل على أحياء القاهرة الفاطمية القديمة فقد تحولت مساحاتها الواسعة إلى لوحات بشرية من البهجة حيث انتشرت العائلات على المساحات الخضراء بينما استمتع الأطفال بالألعاب المتاحة فى حين جذبت الزهور والنافورات عدسات محبى التصوير.
فى البداية تقول لبنى عبدالسميع منذ بداية أيام العيد وأنا اصطحب أولادى كل يوم فى فسحة مختلفة وقررنا جعل آخر يوم مميز فذهبنا إلى حديقة الأزهر للاستمتاع بجمالها ونظافتها ومنظر القاهرة الفاطمية الخلاب الذى يمكن رؤيته من أى مكان فى الحديقة.
تضيف أسماء على ربة منزل ــ أنها جاءت مع أسرتها من منطقة عين شمس إلى الحديقة الدولية فى فسحة تكلفتها بسيطة واستمتاع الأطفال بالمساحات الخضراء واسترجاع الذكريات لأننى كنت أزورها منذ طفولتي.
يقول أنور عبدالله ــ رغم انه معروف أن آخر أيام العيد يشهد زحامًا فى حديقة الأزهر لكنها عادة أحرص عليها منذ الصغر أنا وأصدقائى فهى من أفضل الأماكن الخاصة بالتصوير.
ويؤكد محمد أسامة أن العيد يعنى «الحديقة الدولية» حيث النظافة والنظام بالإضافة لأسعار المشروبات فى المتناول وانتشار رجال الأمن فى كل مكان.
ويقول زكريا سلامة اصطحبت أولادى لقضاء آخر أيام العيد بحديقة الأزهر قبل الدخول فى أجواء امتحانات الثانوية العامة بعد العيد والاستعداد النفسى والمعنوي.
نزهة ترفيهية وثقافية
كانت قلعة صلاح الدين من أهم الأماكن السياحية بالقاهرة التى تشهد إقبالا كبيرًا طوال العام خاصة أيام الاجازات والاعياد خاصة بعد التجديدات التى تمت حولها من حدائق وزراعة أزهار بألوان زاهية بالإضافة لإزالة المساكن العشوائية واستبدالها بفندق ومحال تجارية.
التطوير أيضا امتد إلى ترميم المتحف الحربى ومتحف الشرطة وتجديد مسجد محمد على وإعادة تنظيم الساحات والطرق وتحديث أساليب الإضاءة ووجود عربات لتسهيل تنقل الزوار مما أدى لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية.
ومن أجمل ما رصدته عدسة «الجمهورية» حفل زفاف ملوكى لمحمود وآية حيث فضل العروسان اقامة حفل زفافهما فى ساحة مسجد محمد على بقلعة صلاح الدين وتزينت الساحة بالورود البيضاء وتلألأت الأنوار الملونة لتضفى بهجة العيد للزفاف وسط فرحة الأهل والأقارب.
وخلال الجولة بمسجد محمد على كان هناك مجموعة من طلاب الأزهر من دولة بنجلاديش الذين أعربوا عن سعادتهم بزيارة المسجد وانبهارهم بالنقوش والزخارف والرسم على الزجاج بقبة المسجد.
اصطحب خالد هاشم أولاده لزيارة القلعة للمرة الأولى فى حياتهم كما فعل والده معه وهو صغير وحفرت صورتها فى ذاكرته وقد انبهرت ابنته الكبرى سجى بالمتحف الحربى وتماثيل زعماء الأمة مثل إبراهيم باشا على حصانه وأحمد عرابى وصلاح الدين وعبدالناصر والسادات وغيرهم من قادة الأمة.
يشاركه الرأى سيد عبدالعال فى أنه أحب أن تكون فسحة العيد هذا العام تثقيفية ويرى أبناؤه الفترات التاريخية التى يتم دراستها فى المدارس مجسدة أمام أعينهم وترتبط القصة التاريخية بالصورة.
توافدت الأسر المصرية والعربية والأجنبية للاستمتاع بآخر أيام العيد فى أحضان الأهرامات كفسحة استثنائية تمتزج فيها المتعة بالدهشة والتاريخ بالحاضر باعتبارها واحدة من الوجهات السياحية الأكثر جدبًا وفرصة رائعة للأطفال والكبار للتعرف على تاريخ الفراعنة والتعرف على انجازاتهم المعمارية وذلك وسط تشديد للإجراءات الأمنية وتنظيم مرورى مكثف لتسهيل حركة الزوار.