هل ننتظر حتى 02 يناير المقبل كى نرى تغييراً إيجابياً وملموساً لما يجرى فى منطقة الشرق الأوسط من حروب وصراعات عندما يمارس دونالد ترامب سلطاته رسميا كرئيس لأمريكا؟.. ما يدفعنى إلى هذا التساؤل هو أن الأوضاع فى المنطقة لاتزال ملتهبة ولم يطرأ أى تغيير يذكر رغم مرور ما يقرب من الأسبوعين على إعلان فوز ترامب.. فالوحشية الإسرائيلية لاتزال مستمرة فى غزة المدمرة أصلا والقصف متواصلا بين جيش الاحتلال وحزب الله فى جنوب لبنان وأذرع المقاومة فى اليمن والعراق وسوريا تواصل مناوشتها بينما توقف القصف المتبادل بين إسرائيل وإيران رغم إعلان الأخيرة أنها تجهز لرد «ساحق ومؤلم».
لقد وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بوقف الحرب فى الشرق الأوسط لكنه لم يفصح عن كيفية حدوث ذلك وما هو الحل السحرى الذى عجزت إدارة سلفه بايدن عن تنفيذه.. وهل يضمن ترامب موافقة إسرائيل على هذا الحل؟.. وهل تشاور مع قادة الدول العربية ماإذا كان هذا الحل سيضمن إحلال السلام فى المنطقة من عدمه؟.. وهل هذا الحل يلبى المطالب الفلسطينية واللبنانية ويضع فى الحسبان الموقف الإيراني؟.. أسئلة عديدة ليس لها أجوبة إلا عند ترامب هو وحده القادر على أن يعلن للعالم عن تصوره لإنهاء الصراع وإحلال السلام فى المنطقة فهل ننتظر حتى يمارس سلطاته ويفصح عن خططه وخطته ونواياه؟.
ترامب خلال فترة رئاسته الأولى كشف عن خطة لتحقيق الســلام بيــن الفلسطينيين والإسرائيليين والتى تعرف بـ «صفقة القرن» التى تضمن السيطرة الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية وبقاء القدس عاصمة لإسرائيل وتواصل إسرائيل حماية الأماكن المقدسة وضمان حرية العبادة لكافة الأديان ويحتفظ الأردن بمسئولياته على المسجد الأقصى مقابل تحسين حياة الفلسطينيين على المستوى الاقتصادى بينما لا تضمن الصفقة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقوبلت صفقة ترامب برفض فلسطينى وعربى حيث أعلن وزراء الخارجية العرب رفضهم لصفقة القرن خــلال اجتمــاعهم بالجــامعة العـــربية فى فبــراير 2020 وهو ما يعنى أن هذه الصفقة التى تجاوزاتها الأحداث وتجاوزها الصراع أصلا لا يمكن أن تؤدى لوقف الحرب فى المنطقة فضلا عن أن اختيارات ترامب لأعضاء إدارته الجديدة شخصيات داعمة وعاشقة لإسرائيل لا يبشر بأى خير.
سؤال منى شخصياً للرئيس المنتخب دونالد ترامب: هل تعلم سيادة الرئيس وبمعنى أصح هل وضعت فى حسبانك أن منطقة الشرق الأوسط بعد عملية «طوفان الأقصى» ليست كما كانت قبل السابع من أكتوبر؟.. لقد وصلت صواريخ المقاومة وإيران إلى قلب إسرائيل لأول مرة وأصبح هذا الكيان لا ينعم بالهدوء والصراع أصبح ملتهباً على أكثر من جبهة ولقد وعدت سيادة الرئيس ترامب بإنهاء هذا الصراع.. بالله عليك أخبرنى كيف؟.. فى انتظار ردكم الكريم.