تبهرك حالة الوعي والفهم عند «الكبار» أقصد هنا «العواجيز» يربطون الماضي بالحاضر وتخرج من أفواههم حقائق ورسائل عظيمة تلخص ألف كتاب ومقال وبرنامج جمعتني صحبة في قريتي بسوهاج التي زرتها لمدة أسبوع بعد سنوات من الغياب.. شملت الشباب وكبار السن.. لاحظت ان الشباب يريد ان يسمع ويعرف الحقائق ويفهم ما يدور والكبار لديهم سعة صدر وفهم وخبرات ودروس تضاهي الخبراء والمتخصصين.. لكن الجميع اتفق علي حقيقة واحدة وبالنص مصر زي الساعة ماشية في الطريق الصحيح لا ينقصها أي شيء.. الدنيا اتغيرت واتطورت والقرية لم تبق علي حالها القديم مثل الاهمال والتجاهل بل تشهد اهتماماً غير مسبوق.. الطرق والمواصلات والأمن والأمان والاستقرار وقالها أحد العواجيز.. «شوف الدنيا حوالينا عاملة إزاي.. الدول بتاكل في بعض والشعوب في الدولة الواحدة .. يتقاتل بعض ،واحنا عايشين في نعمة والناس بتهرب من العذاب والموت وبتيجي عندنا، والرئيس السيسي بيبني بلد ومصر دولة قوية وعفية محدش يقدر يجي ناحيتها وفيها خير كتير وفيه اهتمام بالناس».
مصر زي الساعة.. لا ينقصها شيء إلا حاجة واحدة فقط.. هي الأسعار و»الغلو» بنفس اللفظ البسيط الصعيدي والكيماوي غالي.. يقصد السماد بتاع الأرض.. وعملوا لنا مستشفيات جميلة بس محتاجين دكاترة «مفيش» ويا ريت وحدة غسيل كلوي علشان العذاب اللي بيشوفه المرضي في السفر إلي المحافظة أو المركز وكمان سيارة اسعاف علشان حالات الطوارئ في الليل المتأخر.. الجلطات والذبحة وغيرها نأخذ المريض في تاكسي أو سيارة ملاكي أو ندور في الليل المتأخر علي عربية تكون الحالة تدهورت.
الناس لديها فهم وادراك ان مصر في الطريق الصحيح، اللي اتعمل في السنوات الماضية من مشروعات وإنجازات واضح أثره علي الناس.. غالبية الشباب سافر إلي أسوان أو القاهرة أو الإسكندرية أو توشكي أو العاصمة الإدارية يعملون في هذه المشروعات العملاقة ومنهم من قام بشراء معدات ثقيلة بالمشاركة مع بعضهم البعض من خلال أسهم لتعمل هذه المعدات في المشروعات المختلفة وتدر عليهم دخلاً جيداً.
الناس مدركة أهمية ما حققه الرئيس السيسي خاصة الأمن والأمان والاستقرار وعارفين اللي بيحصل حوالينا.. لكن العجيب ان أحد العواجيز قال عبارة مهمة جداً بالنص «بيحاربوا مصر والرئيس السيسي علشان بيبني.. ومصر لو طلعت محدش هيقدر يقف أمامها.. هم عارفين كده.. ومصر واقفة في طريقهم وبقت دولة قوية».. رد آخر.. قائلاً: «هما عاوزين سيناء.. الحرب علي مصر بسبب رفض الرئيس السيسي التفريط في أرضنا.. مبيحبوش الرئيس القوي اللي بيحب وبيبني بلده وعاوزها تتقدم.. خاصة مصر والتاريخ مليان» هذا الحديث ذكرني بمقولة الرئيس السيسي «كلما سعت مصر إلي التقدم حاولوا كسر قدميها» من هنا أقول للحكومة الجديدة ان المواطن فاهم وواع ومقدر الظروف وعارف اللي بيواجه مصر وما يحاك ويخطط لها من قوي الشر حتي ولو بصورة غير ما لدي النخب لكنها نفس المعني والمغزي والرسالة.. لابد ان تعمل الحكومة وجل أهدافها هو المواطن وهو التحدي الأخطر والأهم وحسناً فعل الوزراء والمحافظون بالنزول والتواجد في الميدان والشارع والتعرف علي مطالبهم ومشاكلهم ومعاناتهم علي أرض الواقع خاصة المنشآت الخدمية التي تتعامل مع الناس.. المستشفيات والمخابز وغيرها وكما رأينا كم من العقبات والروتين أنهاه الفريق كامل الوزير في تراخيص المصانع والمشروعات خلال ساعات ظلت حبيسة الادراج ربما لسنوات وشهور طويلة من موظفين متقاعسين يعشقون الروتين وتعذيب الناس في وقت تحتاج فيه مصر لكل مشروع صناعي سواء لسد احتياجات المصريين أو التصدير وكلاهما أمر حيوي وضروري.. كما ان جولات المسئولين خاصة المحافظين ونوابهم لابد أن تصل إلي القري للتعرف علي أرض الواقع علي مطالبهم وأوجه النقص والمعاناة والقصور في الخدمات.. لك ان تتخيل مجموعة من القري تضم عشرات الآلاف من الناس والمواطنين في حاجة إلي وحدة للغسيل الكلوي وسيارة اسعاف والدولة توفر كل شيء.. المهم ان تعرف المطالب والنقص في الاحتياجات وتقوم علي الفور بتلبيتها.. تخيل ما هو تأثير توفير هذه الوحدة وسيارة الاسعاف علي الناس.. انها سعادة لا يمكن وصفها وتوفير لرحلة معاناة طويلة في ظل ظروف صعبة حتي ان بعض البسطاء الذين يعانون من الفشل الكلوي قاموا ببيع بضعة قراريط لتوفير مصاريف الرحلات الأسبوعية إلي المستشفيات ووحدات الغسيل الكلوي في المحافظة أو المركز والسيارة تؤجر من 200 إلي 250 جنيها في المرة الواحدة.. ناهيك عن المطالب والاحتياجات الأخري.. لذلك فإن جولات وزيارات المسئولين والمحافظين أمر بالغ الأهمية للتعرف علي أرض الواقع علي معاناة الناس.. فهم لا يطلبون المستحيل والدولة لا تبخل وربما فاعل خير يستطيع ان يوفرها.. لكن فقدان التواصل وعدم المعرفة هو الخطر الحقيقي والجلوس في المكاتب كارثة.. لذلك لابد ان نشجع وندعم المسئولين والمحافظين في جولاتهم وزياراتهم لتفقد أحوال المواقع الخدمية بدلاً من الهجوم عليهم في السوشيال ميديا وللأسف الشديد ان من يهاجم دون معرفة وعن جهل ربما يكون ضحية إذا غاب تواصل المسئول مع الجماهير والمواقع الخدمية.. لكن في اعتقادي ان من يقومون بهذا السلوك السييء من الخلايا الإلكترونية الإخوانية المعادية والمزايدة التي تقوم بتشويه أي سلوك صحيح.. كما ان المسئول لابد أن يمارس صلاحياته واختصاصاته في حدود سلطاته واللوائح دون ضجيج أو تجاوز.
من هنا أقول ان كلمة السر ومفتاح الرضا والاستقرار المجتمعي هو حل الأزمات التي تواجه المواطن والتي تتلخص في ترويض الأسعار لدعم البسطاء والمستورين والاطمئنان علي حسن سير العمل في المواقع الخدمية للمواطنين.. ووجود كافة الامكانيات ولماذا لا يكون هناك تعاون مع القطاع الخاص والمقتدرين والمجتمع المدني وتفعيل حقيقي لدور العمد في رصد المعاناة والابلاغ عنها.. (فالعمدية) ليست للوجاهة الاجتماعية ولكن لابد من دور فعال وعلي كل محافظ ان يجتمع مع العمد في القري ويطلب منهم وضع رصد كامل باحتياجات الناس الذين لا يستطيعون التواصل مع المسئولين أو كيفية التصرف.
الأمور بسيطة وليست صعبة علي الاطلاق.. لكن لابد ان تضع في عملها كحكومة ان الأولوية للمواطن.. تبحث عن كل ما يعانيه وتحل مشاكله وأزماته.. لأن المواطن هو أساس وعمود الجبهة الداخلية وهو الذي سيدافع عن مقدرات وأمن وأمان واستقرار ووجود هذا الوطن ولا نتركة فريسة لحملات الخونة وقوي الشر الذين يضخون الأكاذيب والتشكيك والتشويه في عقله علي مدار الساعة.. لذلك أقول إن الزيارات والجولات الميدانية المفاجئة لا يجب ان تتوقف أبداً.. ومكتب المسئول في الشارع وبين الناس.. وليكن المواطن هو هدفنا وكل ما نخطط له من أهداف مثل تطوير الصناعة وتشجيع القطاع الخاص وجذب وزيادة الاستثمارات يصب في خانة الوطن والمواطن.