اذا ما نظرنا على ما تشهده فلسطين سنقول: دمار ودماء وقتلى وارض تحترق وأطفال ونساء وشيوخ ابرياء عزل كل ذنبهم أنهم يدافعون عن أرضهم التى يعيشون فيها ولن يخرجوا منها مهما فعل المحتل لاسرائيلى أكثر من سبعة اشهر وهو يفعل كل شئ دون جدوى ومهما استمرت الحرب فلم ولن يخرج الفلسطينيون من أرضهم المحتلة بل وسيكون اعلان دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 قد اقترب للغاية عقب إعلان اسبانيا وايرلندا والنرويج الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يفتح الباب لمزيد من الدول للسير على نفس النهج ولن يكون الفيتو الأمريكى هو العقبة التى تعترض ذلك.
إسرائيل والولايات المتحدة.. أصبحا فى عزلة لما يفعلاه.. فالاولى تدمر والثانية تدعمها وتساندها بالسلاح بل والأدهى التناقض الغريب بأنها لن ترسل لها دعماً وفى اليوم الثانى ترسله لها من أموال وسلاح.. اين المصداقية من دولة عظمى يقال عنها انها تحكم العالم، ما فعلته وتفعله أدى لوجود حائط يقف بينها وبين من يدافعون عن فلسطين.
فى فلسطين نراهم يموتون ظلما دون أن تتحرك هذه الدولة لتقول لاسرائيل كفى ولكن مازالت حتى الآن تدعمها من أجل فعل المزيد، هل هذا هو عالمنا ينصف الظالم، ويجنى على المحق.. دماء تنزف تهز أرجاء العالم لإنقاذ ما تبقى من الارواح تكاد يشوبها الامل فهل من منقذ ام سيظل هذا العالم يقف صامتا متفرجا على ضياع الحقوق والأرواح التى يتم ابادتها وتجويعها، نحن أمام الاستقرار والسلام والتنمية أو التدمير والهلاك.
اسرائيل بما تفعله من ترويج للاكاذيب تجاه مصر لن تجدى، فمصر أصرت منذ بدء الصراع فى غزة على استمرار فتح معبر رفح، وأن 65 ٪ من المساعدات التى تم إدخالها عبر رفح كانت تبرعا من منظمات المجتمع المدنى والحكومة المصرية، كما سعت مصر بالتنسيق مع الشركاء الدوليين لإيجاد آلية تؤدى لدخول المساعدات بالكم الضرورى لاحتياجات الأشقاء الفلسطينيين فى غزة وعلى الرغم من الكثير من المعوقات المتصلة بالتفتيش ورفض كميات كبيرة من المساعدات، إلا أن مصر استمرت فى العمل مع الشركاء الدوليين لرفع كمية المساعدات.
وحذرت مصر مرارا وتكرارا من الأوضاع الراهنة وتداعياتها السلبية فى توسيع رقعة الأعمال العسكرية فى رفح، التى لجأ إليها أكثر من مليون و300 ألف فلسطينى، وما قد ينتج عن ذلك من زيادة حجم الضحايا من المدنيين، وحتى الآن راح ضحية الحرب ما يزيد على 35 ألفا وأكثر من 100 ألف مصاب، بالإضافة إلى دخول المصابين ومرافقيهم للعلاج فى المستشفيات المصرية، جهود مصرية لا يمكن إنكارها بل قامت الدول بتوجيه الشكر والاشادة بما تقوم به.
اقولها مرة أخرى: لا أحد يستطيع أن يزايد على الدور المصرى الذى نعلمه جيدا من خلال مواقفها الثابتة تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وفى ظل قيامها بدور الوساطة وتمسك مصر بضرورة تواجد عناصر فلسطينية بالجانب الفلسطينى من معبر ارفحب للموافقة على قيام مصر بتشغيله من جانبها، وعدم اعترافها بشرعية الاحتلال الإسرائيلى للجانب الفلسطينى من المعبر موقف مصر المتسق مع القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، بالانضمام إلى دولة جنوب أفريقيا فى الدعوى المقامة أمام محكمة العدل الدولية، ضد ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلى بقطاع غزة.
ودور مصر فى الوساطة لوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين بالقطاع والأسرى بإسرائيل، جرى بناء على مطالبات وإلحاح متكررين من إسرائيل والولايات المتحدة للقيام بهذا الدور، وبالتالى فإن مصر لا احد يستطيع ان يزايد عليها أو يروج الاكاذيب.