وجدتنى استعيد واتأمل كلمات وعبارات وأحاديث الرئيس عبدالفتاح السيسى المتكررة على مدار أكثر من 10 سنوات عن دور الشعب فى حماية الوطن والدولة سواء فى داخل مصر أو خارجها.. ووجدتنى أيضاً أصل إلى نتيجة محددة وواضحة فى قراءة لما حدث خلال العقدين الأخيرين وتأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن السر الحقيقى والسبب الرئيسى فى الحفاظ على الأوطان هو الشعوب.. فما جرى من فوضى خلال السنوات الماضية وضياع وسقوط دول وتفكيك الدولة الوطنية فيها ومؤسساتها وجيوشها واستباحتها وتمكن الإرهاب والميليشيات المسلحة والمرتزقة منها هو نجاح الحملات الممنهجة لقوى الشر والمؤامرة لتزييف وعى الشعوب واحتلال عقولها وخلق حالة من السخط العام وعدم الوعى والفهم وبالتالى جاءت عملية تحريك الشعوب بالنسبة لقوى الشر سهلة بعد سيطرتها على وعى وسلوك الجماهير وربما يكون السبب الرئيسى فى تزييف وعى الشعوب ان المعركة كانت من طرف واحد وهو قوى الشر دون أدنى مقاومة أو محاولة لمواجهة حملات الزيف والأباطيل والأكاذيب وانقاذ الشعوب من احتلال عقولها من قبل حملات الأكاذيب والتشكيك.. من هنا فإن الدول مطالبة بإدراك أهمية بناء الوعى الحقيقى وعدم ترك الساحة لأبواق الشر والخلايا الإلكترونية الشيطانية للعبث بالعقول.. ولابد أن تنتهج هذه الدول إستراتيجية المصارحة والشفافية والصدق كما فعلت مصر والتلاحم مع الشعوب ومعالجة الأزمات والمشاكل المتراكمة على مدار عقود وتسببت فى معاناة المواطنين لأن وجود الأزمة والمعاناة دون مواجهة يسهل عمليات اختراق العقول.. وبالتالى لابد من رؤية ومشروع وطنى إصلاحى شامل يعالج نقاط الضعف والتغيرات والأزمات والمعاناة كما فعلت مصر أيضاً وبذل كافة الجهود لتوفير العيش الكريم للمواطنين والارتقاء بالخدمات أو على الأقل تحسينها من صحة وتعليم وسيادة القانون والمساواة والعدل وعدم التمييز والتعايش وهى الرؤية التى تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى وحققت نتائج عظيمة وأيضا الاستثمار المكثف والمتواصل فى بناء قوة وقدرات الدولة الوطنية ومؤسساتها وجيشها الوطنى وعدم الإنجرار إلى مستنقعات الاستنزاف والاضعاف وانهاك القدرات والموارد وهو ما يستلزم وجود قيادة حكيمة ترى بعين المستقبل وتدرك التحديات والتهديدات والاستعداد الجاد والقوى لدرء هذه المخاطر والاحتفاظ بكامل القوة والقدرة دون اهدار وهو أعظم ما تملكه الدولة المصرية فى قيادة سياسية وطنية شديدة الحكمة واستثنائية الرؤية واستشراف المستقبل.
الحفاظ على الوطن يتطلب أمرين.. الأول: وعى الدولة ذاتها بامتلاكها القدرة على توقع ورصد التحديات والتهديدات والمخاطر والاستعداد لها بشكل يفوق هذه التحديات والتهديدات وهو ما فعله بالتحديد الرئيس السيسى وواقع نعيشه وليس كلاماً ومن ينظر إلى ما لدى الدولة المصرية الآن من قوة وقدرة يدرك ذلك تماما.. الأمر الثانى فى الحفاظ على الدولة هو تعظيم عملية بناء الوعى الحقيقى لدى الشعب وترسيخ الاصطفاف الوطنى وأن يفهم المواطن كل ما يدور حوله ويحاك ضد وطنه حتى يصل إلى الدرجة التى لا يمكن ان تخيل أو تنطلى حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه ويعى مغزاها وأهدافها ولديه حصانة منها بسبب ما يتلقاه من وعي.
من يقرأ أحاديث الرئيس السيسى على مدار أكثر من عشر سنوات ويجرى تحليلاً لها يجد فيها مفردات ثابتة فى قضية الحفاظ على الوطن وحمايته ويتأكد ان تركيزه وإيمانه على ان الشعب هو حصن الحماية والأمان للوطن.. ودعونا نستعيد بعض الأقوال الرئاسية فى هذا الأمر وهو جل ما يتحقق على أرض الواقع وفى حلقة أخرى من المقال نعرض الإجراءات والإنجازات والمشروعات التى استهدفت تغيير واقع وحياة المواطن إلى الحياة الكريمة وان هذا الهدف هو أساس وأبرز الأهداف التى ارتكزت عليها رؤية مصر فى البناء والتنمية والإصلاح على مدار العقد الأخير وشهدت تغييرات جذرية ومكاسب لصالح المواطن المصرى فى مجالات كثيرة.
الرئيس السيسى دائما يقول ان أى تهديد خارجى نحن قادرون عليه لكن المهم ان يكون المصريون على قلب رجل واحد ويشير بقبضته فى اشارة إلى الوحدة واللحمة والاصطفاف.. وتعالوا نقرأ هذه العبارة على أرض الواقع ويقول ان الدولة المصرية فى أعلى درجات القوة والقدرة والردع ليست فى القوة الدفاعية والعسكرية فحسب ولكنها القدرة الشاملة.. وقوى الشر تدرك ذلك فلا تقوى على المواجهة أو الصدام المباشر مع مصر القوية القادرة.. لذلك تستطيع ان ترصد الحجم المهول من الأكاذيب والشائعات والأباطيل والتشكيك والتشويه التى تدار ضد عقل المواطن المصرى بهدف تحريضه وتحريكه لهدم وطنه ومقدراته وما حققه من معجزة اقتصادية وتنموية ومستقبل واعد.
السبب الرئيسى والأساسى فى دمار وسقوط الدول هو نجاح قوى الشر فى تغييب وتزييف وعى شعوب هذه الدول وعدم اكتراث الدولة التى سقطت نفسها بمعالجة التغيرات والتصدى لحملات الأكاذيب وتبنى مشروع إصلاحى وبناء الدولة الوطنية.. وهنا نقرأ عبارة الرئيس السيسى «خلوا بالكم من أوطانكم» تجد فيها وعياً وإدراكاً رئاسياً لقيمة ودور الشعوب فى حماية أوطانها وانها هى ركيزة أمن واستقرار الدول.. ثم يقول فى عبارة أخرى «محدش هيحمى البلد دي- يقصد مصر- غير شعبها» مع الأخذ فى الاعتبار أهمية الجيش الوطنى القوى والشرطة الاحترافية.. ثم يقول الرئيس «أوعوا تهدوا بلادكم وان البلاد دى مستمرة بناسها».. ثم يقول الرئيس فى أكاديمية الشرطة «درع الدولة هو شعبها».. «درع مصر هو ناسها وشعبها».. «وأى دولة فى العالم درعها هو شعبها» ومن هذا المنطلق الحفاظ على اصطفاف ووعى وفهم وتماسك الشعب يستلزم إجراءات شاملة أبرزها الوعى والفهم والصدق والشفافية والعدل والمساواة والمواطنة وتخفيف الأعباء والحياة الكريمة والتشاركية فى تحمل مسئولية البناء والحفاظ على الوطن ومصر فيها حاجات حلوة كتيرة لا تعد.. شعب عظيم وقيادة وطنية وجيش وشرطة فى أعلى درجات القوة والقدرة وقدرة على التحدى والانتفاض دفاعاً عن الأرض والعرض والسيادة المصرية.