لا أضيف جديداً إذا قلت أن «إسرائيل» هى الخطر الوجودى الذى يهدد كل من يتحدث بلغة «الضاد».. تهديداً مادياً ومعنوياً.. سياسياً واقتصادياً.. اجتماعياً وعسكرياً.. كل من له موطئ قدم فوق ذلك «الوطن الكبير» الممتد «من المحيط إلى الخليج» لا يوجد خطر يهدده مثل الخطر الذى تمثله «إسرائيل».. والآن بالتحديد!!
النظرة «الصهيونية الإسرائيلية التوسعية» لا تفرق بين الفلسطينى وبين «أى جنسية عربية أخري».. الكل فى «نظر إسرائيل» عرب.. وما دمت أنت عربياً فيجوز قتلك وإبادتك وسحقك ومحوك.. لأنك إما مثلما قال وزير دفاع «الاحتلال» الحالى يوآف جالانت فى بداية الحرب على غزة عندما وصف الشعب الذى يقوم بإبادته بأنهم «حيوانات».. أو مثلما قال الحاخام الأشهر مائير كاهانا إنهم مجرد «حشرات».
إن ما تقوم به إسرائيل فى غزة والضفة الغربية وفى لبنان وما تحاول فعله فى اليمن وسوريا.. كل ذلك يؤكد «هذا الخطر».. إن مصطلح «إبادة» لا يمكن أن يصف بدقة ما وصل إليه الإجرام الإسرائيلى فى غزة.. والذى يربط الأحداث و»المشاهد» يمكن أن يصل بسهولة إلى معرفة الصورة «الأكثر خطراً» والتى تسعى إسرائيل إلى جعلها «الوجه الجديد» لخريطة المنطقة.. يبدو أن «الملل» قد أصاب أعين العالم من مشاهدة المجازر المروعة التى تنفذها إسرائيل «كل ساعة»!!.. لم يعد العالم متفاعلاً ومتعاطفاً مع ما يجرى للفلسطينيين بالقدر الذى يليق بحجم الكارثة.. وإذا كان الملل قد أصاب أعين العالم فإن إسرائيل لن تمل أبداً من الذبح والإبادة والسحق بكل أنواع وأشكال الإجرام.
يحدث هذا فى كل مرة.. فعندما تقدم إسرائيل على حرب أو مجزرة أو مذبحة يحدث فى بداية الأمر أن العالم و»الأمم المتحدة» وكافة الهيئات والمنظمات الأخرى تنهال على إسرائيل بكافة أشكال الإدانة والشجب.. لاتعير إسرائيل كل ما يقال أدنى اهتمام وتواصل حروبها ومجازرها.. يحاول العالم ثانية «وثالثة وعاشرة» لكن إسرائيل كأنها لا تسمع شيئاً وتستمر فى تنفيذ ما تريد.. تكون المحصلة النهائية هنا هى أن العالم «يتحدث» وإسرائيل «تفعل».. العالم «يشاهد» وإسرائيل «تذبح وتبيد».. العالم «يشعر بالملل» وإسرائيل «تحقق الهدف».. نعم إنه عندما يفقد جسد العالم «قشعريرته» التى هزته فى «المجزرة الأولي» وتصير مشاهدة كل مذبحة وكأنها «عادة يومية».. فاعلم حينئذ أن هذا هو «قمة النجاح» للفاشية الصهيونية!!
أمام إسرائيل «هدف واضح محدد» ترى أن تحقيقه يعد «واجباً مقدساً».. إسرائيل الكبري.. لا تفريط ولاتهاون فى إنجازه بأى طريقة من الطرق لأن كل الطرق عندها مشروعة.. وإذاحدث ذات يوم أن إسرائيل أعطت للعالم انطباعاً غير ذلك.. فاعلم أن ذلك ماهو إلا مناورة أو انسجام مع «طبيعة مرحلة» سرعان ما يتبدد كله وتستأنف إسرائيل استكمال «مشروعها المقدس»!!
وجدت بعض الوثائق والحقائق التاريخية المهمة فى كتاب «أزمة ورجال فى إسرائيل» والذى ألفه الإسرائيلى روبرت أساراف وقام بترجمته والتعقيب على ما جاء فيه السفير الدكتور حسين شريف.. هذه الوثائق والحقائق التى أسردها اليوم بإذن الله سبحانه وتعالى تشرح وتوضح «بشكل عميق» ما تقوم به إسرائيل «اليوم» من حروب ومجازر وكيف أن ذلك ماهو إلا استكمال لما بدأه «المؤسسون الأولون» لدولة الاحتلال من أجل «إسرائيل الكبري».
«وثائق التأسيس» تكشف حقائق «الاحتلال» المنسية
«اقتل صديقك فى سبيل الصهيونية».. شعار مناحم بيجين قبل «النكبة»
رئيس الوزراء الأسبق شارك فى قتل البريطانيين وتفجير فندق «الملك داوود»
بن جوريون: «الترهيب والترغيب» للسيطرة على المنظمات والقرارات الدولية
جابوتنسكى: سفك الدماء يجبر العالم على احترام اليهود
الوثيقة أو الحقيقة الأولى التى أوردها السفير الدكتور حسين شريف خلال تعقيبه على ما ذكره روبرت أساراف مؤلف كتاب «أزمة ورجال فى إسرائيل».. الوثيقة أو الحقيقة الأولى تتمثل فى تلك «القاعدة» التى تقدسها الصهيونية وينطلق منها كل عمل دموى إجرامى إرهابى صهيونى فى كل زمان وفى كل مكان منذ عام «1948» وإلى أن يقضى الله أمراًً كان مفعولاً.. هذه القاعدة الصهيونية والتى تعتبر هى أساس تكوين وتشكيل الشخصية الإسرائيلية تنص فى مقدمة بنودها على أن «مسئولية وعمل كل يهودى بأن يبذل جهده لمنع القوة والملكية عن باقى الأمم حتى تستمر السلطة والقوة لليهود وحدهم وحتى لا يتحول اليهود إلى أسرى أو منفيين لأن اليهود شعب مقدس فوق كل الشعوب».. وجاء فى أحد بنود القاعدة أيضاً أنه «لايجب على اليهود أن تأخذهم شفقة بغيرهم من الشعوب.. وأن اليهود لهم حق استعباد أبناء الشعوب الأخري».. وتزعم الصهيونية أن «الرب الساكن فى صهيون يطالب بالدماء.. وأن هناك أمراً مقدساً بإهلاك أهل المدينة من رجال ونساء وأطفال وشيوخ ودواب وأن يتم احراق المدينة بما فيها إلا الذهب والفضة وآنية النحاس والحديد تدخل خزانة بيت الرب».
هناك وثيقة أو حقيقة أخرى تتحدث عن قيام الشخصية القيادية الإسرائيلية على أسس «إرهابية» تبرر كافة جرائم القتل والإبادة فى حق كل من ليس يهوديا.. وتذكر الوثيقة فى ذلك بعض أسماء المؤسسين لدولة الاحتلال مثل بن جوريون ومناجم بيجين واسحق شامير وشارون وجمعهم تولوا المناصب القيادية العليا فى «إسرائيل».. جاء فى الوثيقة أن «مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق.. خلال عمله بإحدى المنظمات الإرهابية الصهيونية.. قبل قيام إسرائيل.. حدث أن مناحم بيجين قام بقتل ضباط وجنود بريطانيين فى فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني.. كما أن بيجين شارك أيضاً فى تفجير فندق الملك داوود بالقدس فى تلك الفترة أيضا من أجل قتل عدد من قادة الجيش الإنجليزي.. كان مناحم بيجين ومن خلفه العقيدة الصهيونية يرى أن هذه الجرائم الإرهابية ضرورة من أجل اجبار بريطانيا على الخروج من فلسطين وتمكين اليهود من إقامة دولة هناك»!!.. وتروى الوثيقة أن «بن جوريون أحد أبرز وأشهر مؤسسى دولة الاحتلال كان يشرف على العمليات الإرهابية التى تنفذها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين وضد كل من تراه الصهيونية عائقاً أمام «قيام إسرائيل» سواء داخل فلسطين أو خارجها.. وأن بن جوريون كان يتمسك بما جاء فى الفصل السابع من التلمود ويردده بالقول بإن على كل يهودى أن يبذل الجهد لإبقاء السيطرة لليهود وحدهم.. وكان من رأيه ضرورة السيطرة على الأمم المتحدة وتنظيماتها واتباع كل أساليب الترغيب والترهيب من أجل دعم النفوذ الصهيونى وإتاحة الظروف للتأثير على القرارات الدولية».
أما الوثيقة أو الحقيقة الثالثة التى وردت فى الكتاب فهى ما جاء على لسان الحاخام مائير كاهانا زعيم حركة «كاخ» والذى يعد واحداً من أهم رموز اليمين الإسرائيلى والذى آخذ فى التنامي.. يقول كاهانا وفقاً لما ذكره فى كتاب أسماه «الفكرة اليهودية»: إن أسلوب العنف هو الأفضل فى التعامل مع العرب.. وإن وجود العرب على «أرض إسرائيل» يلوث جوهر اليهودية ولذلك فإن طردهم ضرورى من أجل الخلاص.. كذلك أدعو إلى ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل كضرورة «توراتية».. ويضيف الحاخام.
الشهير: إن الشعب اليهودى يرقى فوق مستوى بقية البشر وأنه شعب مكلف بتعليم باقى الأجناس الطهارة والقداسة!!.. ويقول كاهانا: إن إسرائيل لن تصبح دولة يهودية إلا إذا عاد إليها جميع اليهود فى العالم وخرج منها العرب.. ووصف كاهانا الفلسطينيين بأنهم «حشرات» وقال إن لم يخرجوا من فلسطين فسيتعرضون للقتل!!
الوثيقة أو الحقيقة الرابعة تؤكد مجدداً العلاقة الوطيدة بين «إسرائيل» وبين القوى الاستعمارية.. فقد جاء فى الوثيقة الرابعة التى تضمنها الكتاب أن «التنظيمات الصهيونية استطاعت.. قبل قيام إسرائيل وبعدها.. أن تقيم صلات وثيقة مع الدوائر الاستعمارية العالمية بحيث أصبحت الصهيونية مرتبطة عضويا بالاستعمار العالمى تعيش على قوته وأمواله وتقدم غطاء وخدمات لوجوده بحيث تصبح إسرائيل وأجهزتها ذراعاً طويلاً وغير مباشر للاستعمار خاصة «الأمريكي».. وأصبحت إسرائيل والصهيونية فى نظر الدول الاستعمارية لها دور مهم ومن مصلحة الاستعمار أن تبقى إسرائيل ويشتد ساعدها لتقوم بدور «رجل البوليس الاستعماري»
فى الشرق الأوسط».. وتشير الوثيقة إلى توثيق العلاقة ببن الولايات المتحدة الأمريكية وبين الحركة الصهيونية بسبب إعلان الرئيس الأمريكى الصادر فى عام 1947 والذى أطلق عليه «مبدأ ترومان».. حيث أرادت الولايات المتحدة أن يكون لها حليف قوى فى منطقة السرق الأوسط لمواجهة نفوذ «الاتحاد السوفيت» فى تلك الفترة.. فأشار بعض اليهود الأمريكان على دوائر صنع القرار بالولايات المتحدة بأن إقامة دولة يهودية فى فلسطين يمكن أن يحل المشكلة.. وتم إقناع الإدارة الأمريكية بذلك.. وهكذا إلتقت المصالح الأمريكية مع المصالح الصهيونية
فى الشرق الأوسط!!
الوثيقة أو الحقيقة الخامسة التى ورت فى كتاب «أزمة ورجال فى إسرائيل» تشير إلى «النواة»التى تكون منها «جيش إسرائيل».. جيش إسرائيل الذى فعل» وما زال يفعل»فى غزة من جرائم ومجازر وإبادة لم يفعلها أحد من قبل «على مدى التاريخ».. النواة التى تكون منها جيش إسرائيل هى تلك العصابات الإرهابية الصهيونية التى تولت تنفيذ أبشع أنواع المذابح ضد الفلسطينيين قيل عام 1948 تمهيدا لقيام «إسرائيل».. وعندما تم الإعلان عن قيام دولة الاحتلال حدث أن هذه العصابات الإرهابية مثل الهاجاناة وشتيرن وإرجون وغيرها اندمجت لتكون ما اطلقت عليه إسرائيل «جيش الدفاع» والذى يقول عنه رئيس الوزراء الحالى بنيامين نتنياهو «دون أدنى خجل» إنه الجيش الذى يحارب دفاعاً عن النور والحضارة ضد «البربرية العربية»!!!.
تشير الوثيقة الخامسة إلى «النظرة الخاصة» التى تنظر بها هذه العصابات إلى جرائم القتل والإبادة التى ترتكبها ضد كل من ليس يهودياً.. كل الجرائم والمجازر والمذابح «مبررة» طالما أن القتيل أو الذى يتم استهدافه «شخصاً كان أو شعبا» من جنس غير الجنس اليهودي.. من بين ما ورد فى هذه الوثيقة ما جاء على لسان زعيم إحدى هذه العصابات وهو إبراهام شتيرن .. قال شتيرن «إن الإنسان الذى يذهب مستهدفاً قتل إنسان آخر لا يعرفه.. يجب عليه أن يؤمن فقط بشيء واحد وهو أنه بهذا الفعل إنما سوف يغير من مسار التاريخ»!!.. وتعرض الوثيقة رؤية أو عبارة مهمة قالها الصهيونى الأشهر فلاديمير جابوتنسكى وصارت رؤية أو مقولة ملهمة يعتنقها جميع قادة إسرائيل.. يقول جابوتنسكى «إن العالم لن يحترم اليهود إلا إذا أثبتوا أنهم بالإرهاب وسفك الدماء يدافعون عن أنفسهم وكيانهم»!!.. فلاديمير جابوتنسكى هذا هو الذى أعلن نتنياهو أكثر من مرة أنه هو الأب الروحى له ولاتكاد تمر مناسبة إلا ويذكر نتنياهو الإسرائيليين بعظمة وعبقرية جابوتنسكـى.. فيلسوف الدم والإرهاب !!.
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.