لم يكن غريباً أن يكون التحذير من التكفير موضوعاً لخطبة الجمعة الأولى بمسجد مصر الكبير بالمركز الثقافى الإسلامى بالعاصمة الإدارية امس بعد قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بنقل تبعيته لوزارة الأوقاف، فالمسجد والمركز الثقافى شعارهما الذى انشئ من أجله هو التأكيد على الفكر الإسلامى الوسطى والاعتدال والرحمة كجزء من عقيدة الشعب المصري، واكبر خطر على هذا المجتمع هو سلاح التكفير، ولهذا جاءت كلمات الدكتور نظير عباد مفتى الجمهورية خلال خطبة الجمعة لتؤكد على هذا المعنى وأن الفكر التكفيرى من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين، ويهدد استقرارها ونموها وتقدمها، ويسعى فى تدمير حاضرها ومستقبلها.
كما أن الفكر المتطرف عقبة خطيرة قد تؤدى إلى هلاك البلاد والعباد، المفتى أشار إلى أن الانسان لا ينبغى أن يحكم عليه بالكفر إلا ببرهان ساطع وقرينة واضحة ويكون ذلك من خلال العلماء وهذه المشكلة تعد داء لكل أمة.
المفتى قال إن هؤلاء المفسدين فى الأرض قد أجرموا ــ بالتعدى على آيات القرآن الكريم وأحاديث نبى الرحمة الأمين ــ صلوات ربى وسلامة عليه ــ يقتطعونها من سياقها، وينزلونها على المعنى النفسى الظلمانى الذى يملؤه الاستئثار والأنانية، ويدخلون الفروع فى الأصول بلا بصيرة من علم أو فهم، مشيراً إلى أن الفهم المغلوط منهجهم، وحمل السلاح وسيلتهم، وإذاقة المجتمع ويلات الدمار والشتات غايتهم.
ووصف المفتى التكفير بأنه فى حقيقته، سمت نفسى منحرف، ومزاج حاد ثأرى عنيف، وأن سر خصومة التكفيريين مع بنى الانسان هو الأنانية والكبر، وأن تاريخهم ملوث بتكفير الصحابة والعلماء والأتقياء، وسفك الدماء، وانتهاك الحرمات، والتعدى على بنيان الإنسان، وحاضرهم شاهد بالحرق والذبح وقطع الرقاب، فى مشاهد لم تجن منها الأمة إلا الخراب.
من جانبه قال وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى فى كلمة بعد خطبة الجمعة التى شهدت حضور عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وشباب الجامعات أن الاوقاف تسعى لتحويل مسجد مصر إلى منصة علمية وسياحية متميزة تؤكد رؤية القيادة السياسية فى دعم الوسطية ونشر الفكر المستنير، وسيتم اطلاق الخطاب الدعوى المنير.
أكد وزير الأوقاف أن اعتناء الرئيس السيسى بمساجد آل البيت ومسار العائلة المقدسة، يعبر عن رسالة مصر إلى العالم، لنشر الوسطية والتعايش والسلام.. ويضم مركز مصر الثقافى الإسلامى مسجد مصر الذى يعد واحداً من أكبر المساجد فى العالم، من حيث الطاقة الاستيعابية ويتميز بتصميم معمارى فريد كما يتضمن «دار القرآن» الفريدة من نوعها فى العالم.