أثارت موجة الضربات الليلية التى انطلقت من إيران باتجاه إسرائيل باستخدام المسيرات والصواريخ واستمرت حوالى 5 ساعات العديد من التساؤلات والاستفسارات.. وألقت الكثير من الأسئلة التى تحتاج الى إجابات منطقية. التحليلات أكثرها يدور حول إن أى ضربة إيرانية لإسرائيل مهما كان حجمها، فضررها النفسى كبير على الاحتلال الإسرائيلي، وان إسرائيل بدأت تسحب قواتها من غزة.. وأن ما حدث هو كسر حاجز مهم يحدث لأول مرة.. وهو رسالة للاحتلال أن معادلات جديدة تترسخ فى المنطقة بعد السابع من أكتوبر الماضي.. وربما تكون فرصة أن يلتقط الفلسطنيون فى غزه أنفاسهم ولو لأيام أو حتى ساعات.. الآراء كثيرة ومتعددة ما بين انها نجحت أو فشلت.. مسرحية أم حقيقةً؛ فيما أرى أن الأزمة الآن تدور حول هل ترد إسرائيل أم تسكت.. فإذا ردت تل أبيب فستتحول «العركة» إلى حرب، وإذا لم ترد فقد انهارت رواية الاحتلال من أن حربهم فى غزة حققت «الردع» ومنعت أى هجوم جديد ضدها.. «واتعلم عليها».
السؤال المهم الذى أخذت أبحث عنه كثيراً ليلاً فقد أجابت عليه صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية من إن قرار إيران استخدام عشرات المسيّرات لمهاجمة إسرائيل.. جاء لأسباب متعددة منها إن المسيّرات الإيرانية قادرة على إصابة أهدافها بدقة، ويمكن اطلاقها من مجموعة مختلفة من المنصات، كالسفن أو الشاحنات أو حتى الحاويات التى تستخدم فى النقل البحري. وتمتعها بالعديد من المواصفات التى تشجع على استخدامها.. فهى ذات حجم صغير، إذ يبلغ طولها عدة أمتار فقط، وعرضها لا يتجاوز المترين، كما أن وزن رأسها الحربى يصل إلى 40 كيلو جراما.. ورخيصة الثمن، ولها قدرة كبيرة على الطيران المنخفض على مدى طويل، وانه بإمكان هذه المسيّرات تغيير مسارها واتجاها على عكس الصاروخ ذو التكلفة العالية والذى يطير فى مسار محدد. وان استخدام المسيّرات الإيرانية خلال الحرب الروسية– الأوكرانية، بعد تطويرها، وتحسين مداها وقدرتها على المناورة وإصابة أهدافها بدقة فتحت الباب أمام إيران لجعل مسيّراتها الأكثر مبيعاً فى مناطق مختلفة من العالم.
أما أهم الأسئلة التى يطلقها الشارع العربى والعالمي.. فهو سؤال لماذا أعلن الحرس الثورى عن اطلاق المسيرات والصواريخ اتجاه إسرائيل رداً على قصف قنصليتها فى دمشق؟.. والإجابة بالتأكيد موجودة لدى إيران وأمريكا وإسرائيل.