>> كان المشهد الرائع الذى شاهده العالم لعشرات الآلاف من سكان شمال غزة وهم يعودون إلى أرضهم سيراً على الأقدام من شارع الرشيد أكبر رسالة على تمسكهم بوطنهم رغم علمهم أن منازلهم تهدمت ومدينتهم تحولت إلى خراب ودمار وحطام!!
رسالة الفلسطينيين إلى العالم ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وكل الصهاينة: اننا عائدون ولن نترك ديارنا وأرضنا وبلادنا ولن تجبرونا على الهجرة والنزوح إلى خارج فلسطين.. وكما عدنا سيعود كل أهلنا إلى كل بقعة فى فلسطين فى القدس والضفة.. ولن نتخلى عن حلمنا فى إقامة دولتنا حتى يتحقق!!
محاولات اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وتشتيتهم فى دول العالم كلاجئين مازالت مستمرة.. وهو ما ثبت صحة موقف مصر من البداية التى رفضت أى تهجير قسرى لهم وإلا تم القضاء على القضية تماماً.. ورغم كل ما تعرضت له مصر من هجوم واتهامات إلا أن الحديث مجدداً عن التهجير يؤكد صحة رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى قرأ المشهد مبكراً وأعلنها صريحة وواضحة «ان تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر خط أحمر»!!
زحف الآلاف من أهالى غزة نحو الشمال والذى شبهه البعض بتوافد الحجاج يوم عرفة.. أدى إلى تعاطف عالمى كبير فقد أكد بيان للأمم المتحدة أن الإصرار على تهجيرهم خارج ديارهم بمثابة «تطهير عرقى».. أما الخارجية الألمانية التى دأبت على مساندة إسرائيل فى كل المواقف فقد هزها المشهد وقالت «لا يجوز لإسرائيل احتلال غزة أو إعادة توطين سكانها بشكل دائم».. ولم يعد هناك من يوافق إسرائيل سوى أمريكا.
ومع ذلك فشل نتنياهو فى تحقيق أهداف عدوانه على غزة بما فى ذلك الوصول للأسرى الإسرائيليين، فقد ظل يبحث عنهم منذ بدأ طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023 حتى تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى 15 يناير 2025.. ورغم كل جهود مخابراته التى تساندها مخابرات أمريكا وبريطانيا والعديد من الدول الغربية إلا أن المقاومة أخفتهم فى غزة التى دمرها جيش الاحتلال وقام بتمشيطها وبتسوية مبانيها بالأرض ومع ذلك فشلوا فى العثور عليهم وكأنهم ارتدوا «طاقية الإخفاء»!!
من الواضح أن نتنياهو لن يلتزم بتنفيذ مراحل اتفاق وقف إطلاق النار.. وسوف يعاود ضرب غزة فور الإفراج عن باقى الرهائن وربما قبلها.. وسيتحجج بأن «حماس» خرقت الاتفاق لأن هدفه إبادة الشعب الفلسطينى بدليل أنه بدأ فى اليوم التالى للاتفاق فى ضرب مدن ومخيمات الضفة التى تتبع السلطة الفلسطينية التى كثيراً ما تهادنه وتعادى الفصائل الأخري!!
لن يكتفى الجزار نتنياهو بسقوط 47 ألف شهيد وإصابة 110 من أهالى غزة أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن بخلاف من يكتشفونهم كل يوم تحت الانقاض.. ولن يعبأ بمن يقتلهم فى القدس والضفة على أيدى جنوده أو المستوطنين المتطرفين.. وسيحاول أن يحصل على ضوء أخضر من الرئيس ترامب خلال زيارته الغريبة لواشنطن ليستأنف القتال وللضغط على العرب لقبول تهجير الفلسطينيين وتسريع صفقات التطبيع وإعادة إحياء اتفاقيات إبراهيم.. والأهم تسويف حل الدولتين.
مطلوب من العرب التصدى لخطة «الجنرالات» الصهيونية التى تستهدف تهجير الفلسطينيين والقضاء التام على كل مقاومة للاحتلال واستكمال اتفاقيات «التطبيع المجانى».. والأهم العمل مع كل دول العالم لتسريع اغاثة أهالى غزة وتثبيت وقف إطلاق النار وبدء إعادة الاعمار الذى قد يستغرق أكثر من 5 سنوات ويحتاج إلى مئات المليارات من الدولارات لاعادة بناء كل شىء فى غزة من بنية تحتية ومساكن ومستشفيات ومدارس وطرق.. وكفى ما لاقاه أهالى غزة طوال 15 شهرا من معاناة وتشريد.. ولكنهم فى النهاية انتصروا وعادوا كما سيعود كل فلسطينى إلى أرضه ووطنه مهما طال الزمان!!
رحلات إجازة «نص السنة»!!
>> كانت إجازة نصف العام الدراسى فرصة لتنظيم رحلات لتلاميذ المدارس.. ومنذ أكثر من 30 عاما كان طلبة الابتدائى والاعدادى والثانوى ينتهزون هذه الفرصة للتنزه والخروج مع أصدقائهم ومعلميهم بعيدا عن الفصول ومشاهدة أماكن جديدة واكتساب معلومات مفيدة.
كانت السياحة الداخلية منتعشة.. ومن لم يذهب مع المدرسة يذهب مع أسرته وعائلته.. لمشاهدة الأهرام وأبوالهول أو إلى حديقة الحيوان أو التنزه على كورنيش النيل وركوب «الفلايك».
كانت هناك 3 رحلات سنوية لابد منها لكل مدرسة ولكل أسرة.. هى حلوان والقناطر الخيرية والفيوم.. ولم يكن الذهاب إلى هذه الأماكن الثلاثة مقتصراً على إجازة نصف السنة وإنما فى كل الإجازات والأعياد والمناسبات وشم النسيم، حيث ينطلق التلاميذ ويستمتعون ويلعبون ويحصلون على جرعات من الثقافة العامة.
تغيرت الأحوال وساد الاهمال للأسف هذه المدن الثلاث.. فحلوان التى كان يتم الاستمتاع فيها بالعيون الكبريتية وبالحديقة اليابانية والجو النقى وحمام السباحة فى نادى «كابريتاج».. واستراحة الملك.. ماذا حدث لها ولشوارعها؟!
والقناطر الخيرية التى كانت لا تخلو الخرائط السياحية من تواجدها عليها.. وكانت حدائقها المتسعة على مساحة 500 فدان بها أندر أنواع الأشجار والزهور.. وكان الذهاب إليها بالأتوبيس النهرى أو المراكب التى تنطلق من أمام مبنى التليفزيون فى ماسبيرو أو من روض الفرج فى رحلة نيلية ممتعة.
وكان الأطفال والشباب يلهون ويركبون الدراجات.. ويتعلمون أن القناطر هى شريان المياه الذى يروى أراضى الدلتا وهى نقطة ملتقى فرعى رشيد ودمياط.. وجاء زمان سادها الاهمال والعشوائية وإن كان منذ عامين بدأت محافظة القليوبية خطة لتطويرها واعادتها لرونقها.. وليت المدارس تعود لزيارتها.
كانت الفيوم أجمل رحلة منذ مدخل المدينة عند «السبع سواقى» ثم التجول فى عين السيلين وعند بحيرة قارون ووادى الريان وبها آثار فى كوم أوشيم وهناك بحر يوسف.. وللأسف أيضاً رغم جمالها وسحر جوها إلا أن رحلات المدارس قلت جداً إليها وربما الغيت!!
أما رحلة الأقصر وأسوان فكانت الجائزة الكبرى لطلاب الجامعة.. وهذه الأيام لم تعد الرحلات للمدن الثلاث ونعلم أن شرم الشيخ والغردقة والإسماعيلية وبورسعيد أخذت الجو.. ولكن هل تكفى؟!
متى يعود الانتعاش إلى السياحة الداخلية.. ولماذا لا تعود رحلات إجازة «نص السنة» لتلاميذ المدارس من الابتدائى إلى الثانوى.. وتتسع لتشمل كل مدن ومحافظات مصر ليعرف الطلاب بلدهم ويلعبوا ويستمتعوا ويتثقفوا؟!