«نتجه لحرب عالمية ثالثة، كما أن أسواق الأسهم فى العالم تنهار وأرقام الوظائف باتت مروعة»، هكذا كتب الرئيس الأمريكى السابق والمرشح الجمهورى الحالى للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الأسبوع الماضى على موقعه بوسائل التواصل الاجتماعي، محذرا من تدهور الأوضاع فى الولايات المتحدة والعالم فى المرحلة القادمة، ورغم ما قد يبدو من عبارة ترامب أنها تأتى فى سياق تنافس انتخابى على منصب الرئيس القادم وسعيه للعودة إلى البيت الأبيض، إلا أن المتأمل للوضع العالمى فى الوقت الحالى يشعر بواقعية كلام ترامب فى ظل اتهام الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن، بالفشل فى معالجة القضايا الدولية والأمريكية، وفى ظل تطورات الحرب الروسية – الأوكرانية وظهور أسلحة غربية حديثة ومتطورة بين قوات «كييف» تساهم فى اطالة أمد الحرب وتمنح موسكو المبرر للتهديد بالانتقام من دول «الناتو»، كذلك فى ظل حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من عشرة شهور، واحتمال دخول أطراف أخرى فى أتون هذه الحرب وتوسيع دائرة الصراع فى منطقة الشرق الأوسط وفى قلب العالم.
المرشح الرئاسى ترامب وهو فى «ذروة» حملته الانتخابية وتصريحاته النارية كشف الى حد بعيد أن الإدارة الأمريكية هى المتسبب الأول فى كل ما يحدث فى الداخل الأمريكى وما يحدث فى العالم والشرق الاوسط، وأن مسألة نشوب حرب عالمية ثالثة باتت واردة نظرا للاخفاقات المتعددة والتى لم يستثن منها الداخل الأمريكى نفسه والذى بدأ يتأثر بالمساعدات الكبيرة التى تقدمها واشنطن لأوكرانيا لمواصلة الحرب ضد روسيا ومحاصرة الأخيرة ومنعها من التقارب مع الصين والحيلولة دون صعود قوة عالمية ثانية تنازع الولايات المتحدة فى هيمنتها على العالم، كذلك المساعدات الأمريكية لإسرائيل فى حربها ضد المدنيين العزل فى قطاع غزة، فقد بالغت إدارة بايدن فى تقديم المال والسلاح لحكومة نتنياهو فى تل أبيب والتى خرجت عن الأطر الدفاعية والإنسانية فى استخدام هذه المساعدات إلى جانب إلحاقها الضرر بالاقتصاد الأمريكي، وهو ما انعكس بالسلب على الأمن الوظيفى والأجور وتكاليف المعيشة والبطالة فى الولايات المتحدة.
هكذا هى تداعيات السياسة الأمريكية فى السنوات الأخيرة، والتى يخصنا منها إقليمنا الشرق أوسطى والذى أصبح مهددا بحرب كبرى سواء فى إطارالحرب العالمية الثالثة التى أشار إليها ترامب، او فى اطار الحرب الاقليمية الشاملة التى قد تنتج عن العربدة الإسرائيلية فى المنطقة بالعدوان على غزة وبتنفيذ أقذر عمليات عسكرية فى التاريخ لتهجير الفلسطينيين من القطاع وتصفية القضية الفلسطينية ثم بتنفيذ عمليات الاغتيال ووضع المنطقة على حافة الهاوية، أيضا فإن من تداعيات السياسة الأمريكية بالمنطقة تهديد الملاحة بالبحر الأحمر وتأثر السفن التجارية بقناة السويس،إضافة إلى تصاعد الأزمة فى السودان الشقيق، وما وصلت إليه الأحوال فى اليمن و ليبيا وسوريا والعراق، كل ذلك يستدعى القراءة والتمعن للوصول إلى أعلى درجات الوعى والإدراك بما يحيط بمصر من حروب وتحديات، وبما يتطلب الاستعداد الدائم وزيادة القدرة على حماية أمن مصر ومقدساتها.
وحقيقة فإن الدولة المصرية تدرك تماما مخاطر المرحلة وتحدياتها وتعمل ليل نهار على مواصلة مشروعنا التنموى العملاق وتفادى التورط فى أى صراع أو أزمة، ورغم ذلك وحسب الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء «فإن المشكلة هو حدوث صدامات عالمية لا توجد فى الحسبان، مثلما حدث من تصاعد الاحداث فى المنطقة وتداعيات المشهد والتخوف من اتساع دائرة الصراع، وأيضا ما حدث فى الأسواق العالمية.
الدكتور مدبولى قال أيضا : «اطمئن المواطن المصرى أوضاعنا الاقتصادية مستقرة واحتياطى مصر يغطى 8 أشهر، كما أن مصادر العملة الأجنبية داخل مصر مستقرة والاحتياجات الرئيسية للدولة مؤمنة، علينا فقط عدم الانسياق للاشاعات والمغالطات التى تستهدف التشكيك وإثارة البلبلة»…. فهل وصلت الرسالة؟