عرفت احمد المسلمانى عن طريق شاشة التليفزيون.. قبل ان التقيه ففى عام 2010.. اقام الكاتب الصحفى الكبير الزميل على هاشم رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير «جريدة الجمهورية» فى ذلك الوقت.. حفل تكريم عدد من الإعلاميين ورؤساء مجلس إدارة وتحرير الصحف.. كان من بينهم احمد المسلماني.. فوجئنا به يصطحب والدته معه.. واجلسها على نفس المائدة التى يجلس عليها بجواره.. فى واقعة تكاد تكون الأولى من نوعها فى حياتنا.. فلم نسمع ان اى شخص.. اصطحب امه معه فى حفل تكريمه أو غير تكريمه.. بذلك يقدم لنا المسلمانى المثل والنموذج لعلاقة الابن بأمه.. خاصة انه من أسرة تعيش فى مركز بسيون بمحافظة الغربية.. وانا أشاهد المسلمانى يجلس الى جـوار أمه فـى هـذا الحفـل.. قلـت فى نفسي.. يا بختك يا مسلماني.. بدعوات امك ورضاها عنك.. وقد تجسد هذا الرضا فى نجاحه المذهل فى برنامجه التليفزيوني.. الطبعة الأولي.. والاكثر من ذلك اختياره مستشارا لرئيس مصر المؤقت عدلى منصور.. وعندما اقام المسلمانى حفل تكريم أسرة مسلسل أم كلثوم.. على مسرح التليفزيون منذ عدة ايام.. قالوا ان المسلمانى اصطحب معه ايضا امه.. وهو رئيس الهيئة الوطنية للإعلام.. اى بعد 15 سنة يتكرر نفس الحدث بوجود السيدة الفاضلة والدته فى حفل مماثل.. قلت فى نفسى ان المسلمانى لم يتغير.. ولم تغيره المناصب.. هذه المقدمة أجدها ضرورية.. قبل ان اخاطب الجانب الإنسانى بداخل المسلماني.. فإذا أردت أن تعرف شخصا.. فابحث عن الجانب الانسانى بداخله.. من هنا اخاطب المسلماني.. وانا اعلم جيدا.. مدى حجم الجانب الإنسانى عنده.. اقول له: امامك فرصة العمر.. ان تعيد للعاملين فى ماسبيرو.. حقوقهم المالية التى حرموا منها.. ولا احد يعرف كيف حرموا منها.. اتوقع من المسلمانى الرجل الانسان.. ان يعمل بكل جهده لانصاف هؤلاء الذين افنوا حياتهم فى نفس المبنى الذى تجلس على قمته.. جنبا الى جنب مع تطوير ماسبيرو.. تحت شعار عودة ماسبيرو.. على أن تكون عودة ماسبيرو.. شاملة كل شيء.. الانسان قبل البرامج.. اقول للمسلمانى الإنسان.. ضع نفسك مكان هؤلاء الذين حرموا من مستحقاتهم المالية لسنوات طويلة.. امامك حلول عديدة.. فقد استمتعت بمشاهدة حفل تكريم أسرة مسلسل أم كلثوم.. وانبهرت بمسرح التليفزيون الرائع.. ويمكنك اقامة حفل غنائى ساهر.. كل 15 يوما.. يخصص ايراده لصالح هؤلاء الذين لم يصرفوا علاواتهم منذ أعوام عديدة.. وايضا لم يصرفوا مكافأة نهاية الخدمة «صندوق الزمالة».. لا اريد ان اخوض اكثر من ذلك فى حقوق من يعملون الى جوارك.. فأنت اعلم منى ومن غيرى بها..وان الإدارة المالية بماسبيرو.. تعلم جيدا.. قيمة هذه الحقوق بالكامل.. وما أسهل عليك من تشكيل لجنة تسمي.. لجنة الموارد.. كل مهمتها العمل على إدخال المال اللازم لحقوق العاملين.. وعليهم ان يفكروا خارج الصندوق.. وامامنا نماذج عديدة.. فى عودة برنامج أضواء المدينة.. مثلا.. وتخصص ايراده للصرف منه على مستحقات العاملين.. بالاضافة إلى تخصيص نسبة من اعلانات التليفزيون ولتكن ٢% من كل اعلان.. أو اى دخل آخر.. وهى نسبة بسيطة جدا.. من قيمة كل اعلان.. لكن بتجميعها تصبح كثيرة.. بالاضافة الى إلغاء بدل الضيافة لكبار الموظفين بماسبيرو.. وهنا اهمس فى اذن المسلماني.. بأن بدلات الضيافة.. لا توجد فى كثير ان لم تكن فى جميع المؤسسات فى كل دول العالم.. وان كل مسئول يقوم بنفسه بإعداد مشروباته داخل مكتبه.. وكل شئ على نفقته الخاصة.. وان تتحول هذه البدلات الشهرية.. الى صندوق خاص يطلق عليه.. صندوق حقوق العاملين.. ويشكل له مجلس إدارة يعمل على تنمية موارده.. وطبعا كل من يعمل به.. متطوعا بدون اجر.. طبعا.. الافكار كثيرة.. فقط عندما تتوافر الإرادة.. أردت أن اخاطب المسلماني..لاننى اعرف جيدا مساحة الجانب الانسانى بداخله.. وقد لمست ذلك بعودة قيادات ماسبيرو الاكفاء.. الذين اعدتهم لتحقيق نهضة ماسبيرو.. اذكر منهم المخرج المبدع مجدى لاشين والرائع أسامة الشيخ والقدير عصام الأمير.. واعلم.. انه يجرى حاليا اعداد مشروعات استثمارية للصرف منها على تطوير ماسبيرو.. وليكن لصندوق حقوق العاملين نصيب من ايرادات هذه المشروعات.. اهمس فى اذن المسلمانى بان نجاحك الحقيقى فى عودة حقوق من يعملون معك.. ايديهم فى ايديك لعودة ماسبيرو.. وليس فى اى شئ آخر.. وهذه مسئولية الإنسان احمد المسلماني.