الاحتفال بالعيد الـ72 للشرطة المصرية بحضور الرئيس السيسى، جاء حافلاً وثرياً بأمجاد وبطولات الماضى .. وآمال وتطلعات وإنجازات الحاضر.. تحدث الرئيس السيسى، ودائماً ما يضع أيدينا على الحقائق ويبنى الوعى الحقيقى والفهم الصحيح برسائل من الماضى والحاضر.. تكشف ملامح الطريق إلى المستقبل.. ركائزه أن يكون المصريون على قلب رجل واحد وصفاً واحداً وكتلة واحدة.
الاحتفال بالعيد الـ72 للشرطة المصرية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى كان يوماً حافلاً بالرسائل المهمة والقوية التى تتسق مع ما تشهده مصر من تحديات وبطولات وتضحيات وإنجازات.. أيضاً جاء اليوم ثرياً بالمشاعر الوطنية والعطاء والفداء.. وحمل رسالة مهمة وقوية فى ذات الوقت فى ظل ما حدث فى الماضي.. وما يحاك لمصر فى الوقت الراهن عنوانها «ان المعركة لم تنته بعد» المعركة مستمرة.. وان اختلفت الأسلحة والوسائل المستخدمة فيها.. فمصر مازالت مستهدفة.. وأيضاً مازالت قوية وعصية على الخضوع أو الاستسلام أو الركوع لغير الله.. وسر شموخنا هم أبناؤها الذين على استعداد دائم للتضحية والفداء والعمل.. والتضحيات.. تلك رسالة مهمة اخترقت عقلى وقلبى فى ظل ما يحدث من صراعات ونزاعات وحروب وضغوط.. ومؤامرات ومخططات تستهدف مصر بالدرجة الأولي.
رابط وخيط كبير يجمع بين ملحمة أبطال الشرطة فى الإسماعيلية عام 1952 ومعهم الجيش والشعب وبين ما حققه هذا الجيل من المصريين جيشاً وشرطة وشعباً فى الدفاع عن وطنهم ودحر المؤامرة والمخططات والفوضى والقضاء على الإرهاب.. هذا «الخيط» هو كرامة هذا الوطن.. وانه أبداً لا ينحنى ولا تنكسر إرادته فما حدث فى 1952 ورغم قوة العدو وتسليحه وجبروته إلا أن أبطال الشرطة رفضوا الاستسلام ودافعوا عن راية الوطن.. حتى وإن كانوا الأقل عدة وعتاداً.. لكنهم الأقوى إرادة وإيماناً بهذا الوطن.. ضحوا بأرواحهم من أجل كرامة وطنهم فأدى لهم العدو التحية بإعجاب واحترام وانبهار بقوة الإرادة والعزيمة المصرية.. وعلى مدار 10 سنوات مضت.. بذل أبناء هذا الوطن تضحيات عظيمة وبطولات فريدة واصطف الجيش والشرطة والشعب وأنقذوا البلاد والعباد فلم تستسلم مصر لبشاعة وإجرام الإرهاب الذى أراد تركيع الوطن وكسر إرادته.. فراح الأبطال يدفعون الغالى والنفيس حفاظاً على شموخ مصر.. ونجحوا فى القضاء على الإرهاب رغم التكلفة الباهظة والثمن الكبير الذى دفع من أجل هذا الهدف العظيم.. هو أمن وأمان واستقرار مصر.. فلا يخفى على أحد.. ان مصر خسرت من فوضى يناير 2011 وحتى رحيل وعزل نظام الإخوان العميل 470 مليار دولار وأنفقت على القضاء على الإرهاب ما يزيد على 120 مليار جنيه والأغلى من ذلك انها قدمت أكثر من 3 آلاف شهيد وأكثر من 12 ألف مصاب من أبطال الجيش والشرطة.. كل هذه تضحيات وهذا ثمن كبير دفعته مصر من أجل كرامة الوطن والمواطن.. وهو نفس الخيط المشترك بين ما حدث فى ملحمة أبطال الشرطة فى الإسماعيلية وبين ملحمة المصريين فى عهد الرئيس السيسى الذى أنقذ الوطن من السقوط وقضى على الإرهاب وبنى مصر الحديثة وحقق نجاحات وإنجازات غير مسبوقة.. وشيد قلاع التنمية وقاد ملحمة المشروعات القومية فى كافة القطاعات.
خلال حضورى لهذا الاحتفال الثرى فى مضمونه برسائل الماضى والحاضر.. تكشف بجلاء وتجسد بعمق عظمة المصريين.. والمعدن النفيس لهذا الوطن وحاضر ومستقبل يعكس عظمة قائد وطنى شريف واستثنائى هو الرئيس عبدالفتاح السيسى صاحب القدر الأعظم والأكبر من الأمجاد المصرية وصاحب أسطورتى الإنقاذ والإنجاز والمنتصر فى معركتى البقاء والبناء.. والذى يدفع هذا الوطن ليتبوأ مكانته المستحقة وبجدارة فى مصاف الدول المتقدمة.
من أبرز الرسائل المهمة فى كلمة الرئيس السيسى خلال الاحتفال بالعيد الـ72 للشرطة المصرية ليجدد تأكيده على أهم مقومات وأسباب الأمن والاستقرار وعبور الأزمات كالتالي:
أولاً: انه طالما المصريون كتلة واحدة وصف واحد وعلى قلب رجل واحد فهم قادرون على عبور أى تحد أو أزمة.. ومصر قادرة على مجابهة أى تهديد خارجي.. لكن المهم ان يكون المصريون على قلب رجل واحد.. المهم ان نحافظ على وحدة واصطفاف الداخل.. والرئيس السيسى قالها منذ أيام أيضاً فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الصومالى «طالما ان الدولة آمنة ومستقرة فهى قادرة على عبور التحديات والأزمات.. وأيضاً قادرة على تحقيق النمو الاقتصادى وتحقيق مزيد من الطفرات والقفزات التنموية».
ثانياً: الشرطة تؤدى دوراً بطولياً واحترافياً فى حماية المواطنين وتأمين الجبهة الداخلية ومكافحة الجريمة.. وفى هذه المهام إنجازات فريدة وبطولات استثنائية وتضحيات عظيمة.. لكن الدولة تعمل بكل طاقاتها وامكاناتها لتحقيق مفهوم الأمن الشامل.. فكل إنجاز يتحقق أو مشروع عملاق يبذل فيه شباب مصر جهدهم هو أمن لمصر من الحاجة والفقر سواء كان استصلاح وزراعة 4 ملايين فدان بنهاية هذا العام تحول الصحراء إلى جنات خضراء تطرح خيراً ونماءً هو تأمين لشعب مصر من مخاطر المستقبل.. وكل مستشفى يبنى ومدرسة وجامعة تقام ومصنع وطريق يشيد هو حماية وأمن للمواطنين بتوفير الحياة لهم ولأبنائهم.. لذلك فإن مفهوم الأمن الشامل أكثر اتساعاً كل يؤدى فيه دوره.. وكل ما يتحقق من إنجازات ونجاحات ومشروعات هى إضافة لترسيخ مفهوم الأمن الشامل الذى يحقق الاستقرار ويخفف المعاناة عن المواطنين ويوفر لهم الحياة الكريمة.. وكل ذلك أيضاً يحقق صالح هذا الوطن.
ثالثاً: ما تحقق من إنجازات ونجاحات وما نفذ من مشروعات عملاقة فى كافة المجالات والقطاعات حمى مصر من تداعيات الظروف الدولية والإقليمية المعقدة.. فما كانت مصر لتصمد أمام هذه التحديات وتداعيات الأزمات العالمية والإقليمية إلا بما حققته إرادة البناء والتنمية لدى المصريين التى أنجزت خلال السنوات القليلة الماضية وشكلت أساساً متيناً لعبور التحديات الراهنة.. فلولا ما تحقق من إنجازات عملاقة ما نجحت مصر فى مجابهة تداعيات جائحة كورونا ثم الحرب الروسية- الأوكرانية إلى الاضطرابات والصراعات الإقليمية الراهنة.. فهذه النجاحات والإنجازات والمشروعات العملاقة فى الزراعة والصناعة والبنية التحتية وتطوير الموانئ وتعظيم الأمن الغذائى المصرى والطفرة التى حدثت فى مجال الرعاية الصحية والطاقة.. كل ذلك أدى فى النهاية إلى تخفيف حدة تداعيات الأزمات العالمية والإقليمية.
رابعاً: لم يكن أمام مصر أى اختيار آخر سوى المضى قدماً فى تنفيذ مشروعات عملاقة فى كافة المجالات والقطاعات دون انتظار أو تأخير فالأوضاع عقب يناير 2011 التى تسببت فى خسائر فادحة.. ناهيك عن أزمات ومشاكل متراكمة ومعاناة عميقة نتاج غياب الرؤية وإرادة البناء خلال العقود الماضية بالإضافة إلى فشل نظام الإخوان الذريع فى مجابهة أى أزمة.. لذلك فإن الحديث أو التنظير حول أولويات ليس فى محله.. فالظروف والمعاناة والأوضاع فى مصر لم تكن تحتمل التأخير ولم يكن المواطن يستطيع الانتظار أكثر من ذلك.. بل لم تكن هناك رفاهية للانشغال والتفرغ فقط للحرب والقضاء على الإرهاب.. لذلك اختارت مصر ان تخوض المعركتين معاً فى تزامن واحد.. وهو الحرب على الإرهاب وتنفيذ رؤية تنموية شاملة فى كافة المجالات والقطاعات وفى جميع ربوع البلاد دون إبطاء أو تأخير.
خامساً: هناك إرادة رئاسية قوية لاستكمال الحوار الوطنى والبدء فى المرحلة الثانية منه ليكون أكثر شمولاً وحيوية وعمقاً لتستفيد الدولة من كافة الآراء والمقترحات خاصة التحديات الاقتصادية والوصول إلى كلمة سواء إلى أهم الخيارات والمسارات فى ظل ما تواجهه مصر من تحديات اقتصادية كبيرة وواقع إقليمى خطير.. لذلك فالرئيس مؤمن بالحوار بين المصريين من كافة الأطياف والفئات والقوى والعقول الوطنية ويتبناه ويرعاه ويتابعه بنفسه.. ويوجه بتنفيذ توصياته وهو ما أعلنت عنه الحكومة فى تنفيذ توصيات المرحلة الأولي.
سادساً: الرئيس السيسى قال عبارة عظيمة تعد منهاجاً للحفاظ على الوطن الذى يعد أغلى ما يملكه الإنسان.. وهى «كله يهون إلا بلدنا» فالتحديات مهما بلغت ستكون من الماضى وسوف نعبر الأزمات وغيرها.. لكن حتمية أن يكون الوطن آمناً ومستقراً وشعبه على قلب رجل واحد.. فالرئيس مؤمن وعلى قناعة كبيرة ان من يبنى ويحمى هذا الوطن هو الشعب المصرى وان القيادة والحكومة لن تستطيع فعل أى شيء بدون الشعب.. فهو من يصنع الفارق.. ويحول التحديات إلى إنجازات برؤية وإرادة ووعى وعمل وصبر وتضحيات حتى يجنى ثمار هذا العمل ويحافظ على وطنه.
سابعاً: الرئيس السيسى جدد التأكيد على تقدير ما يواجه المواطن من معاناة وأزمات.. لذلك المواطن البسيط يستحق الاحترام على وعيه وصبره وتحمله.. والرئيس أكد انه يشعر ويتابع أحوال البسطاء ويبذل جهوداً كبيرة لعبور هذه الأزمة والتخفيف من معاناة هذه الفئات.. وان الأزمة لها حلول بطبيعة الحال.. لذلك فالدول لا تدار بالخواطر ولكن بالسياسات والقوانين والعمل.. مؤكداً على وجود حلول للأزمة الراهنة لكنها حلول تعتمد علينا جميعاً.. فمصر كانت تستورد بـ4.5 مليار دولار «سيارات» فى العام ومليارى دولار «موبايلات».. لذلك يجب ان نتحمل ونعتمد على أنفسنا فى توفير جزء كبير من احتياجاتنا وبناء الوعى الوطنى لعبور وتجاوز الأزمة الراهنة.
ثامناً: الرئيس السيسى لفت إلى ان تعداد مصر وصل إلى 106 ملايين نسمة وهو رقم يجب ان نتوقف عنده كثيراً بالتحليل والوعى والإدراك لخطورة ذلك.. فمصر زاد تعدادها السكانى منذ 2011 بمعدل يصل إلى 26 مليون نسمة.. والحقيقة انها أرقام مرعبة فى ظل تنامى الزيادة السكانية فى مصر لأكثر من مليونى نسمة سنوياً ورغم انها انخفضت بنسبة 8٪ إلا ان جهود التنمية الشاملة غير المسبوقة فى خطر بسبب التهام الزيادة السكانية المنفلتة لإنجازاتها ونجاحاتها وحتى يشعر المواطن بعوائد التنمية لابد ان نواجه قضية النمو السكانى المطرد.. فهناك دول أخرى لم يزد تعدادها السكانى منذ عقود.. وكل زيادة فى التعداد السكانى لها متطلبات واحتياجات أساسية لا غنى عنها مثل المستشفى والمدرسة والسكن وفرص العمل والبنية الأساسية وغيرها وهو أمر يزيد من حدة التحديات فكل بند من هذه البنود السابقة يحتاج إلى ميزانية بعشرات المليارات.. لذلك لابد ان نواجه أنفسنا كشعب بشأن الزيادة السكانية فى ظل صراعات وأزمات واضطرابات دولية وإقليمية تؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي- وبطبيعة الحال المصرى- بسبب اضطرابات سلاسل الإمداد والتوريد وزيادة أسعار الطاقة والسلع الأساسية.. كل ذلك يتسبب فى فواتير باهظة من أجل توفيرها للمواطنين.. بالإضافة إلى مخصصات الدعم والحماية الاجتماعية التى وصلت إلى ما يزيد على نصف تريليون جنيه سنوياً.
> > ليست مجاملة ولكنها الحقيقة.. أتمنى ان يمتلك جميع المسئولين نفس السياق الذى يتحدث به الرئيس السيسى الذى وصل إلى عقل المواطن فى شكل وعى حقيقي.. والحقيقة التى لا لبس فيها فإن أحاديث الرئيس السيسى أكثر سهولة وبها منطق وسياق يستفيد منها الجميع فى بناء الوعى سواء نخب أو مثقفين أو عموم الشعب.. لذلك نحن فى حاجة إلى سياق يتيح للمواطن وبشكل متوال ومرتبط الفهم.. الوعى والإدراك فلكى تفهم لابد ان تعى والوعى يصل بنا إلى الإدراك الذى يحقق القناعات والتنفيذ.. فالمواطن المصرى إذا توفر له الفهم والوعى يمتلك الإدراك ومن ثم الاصطفاف والوحدة وان يكون على قلب رجل واحد.. يمتلك القدرة على الصبر والتحدى والإرادة لعبور الأزمات.. لذلك علينا ان نجتهد نحن الجميع فى بناء سياق مماثل للسياق الذى ينتهجه الرئيس السيسى فى أحاديثه المرتبة والمترابطة والواضحة والمدعومة بالحقائق والأرقام والبيانات حتى نصل إلى جموع المواطنين بلغة سهلة وغير معقدة كل فى مجاله.. لذلك يبذل الرئيس جهداً خارقاً بمفرده فى ايصال الحقائق للناس وبناء وعى المواطنين ويقينا فإن الوعى الحقيقى والإدراك هما صمام الأمان لعبور الأزمات والتحديات والعمل لعبورها والصبر عليها.. أما ان نترك الناس لا يعلمون ولا يعون ولا يدركون وان نفقد حلقات التواصل الصحيح معهم فهذا مكمن الخطورة والمصريون بالذات شعب إذا وعى وأدرك فانه يتحول إلى مارد وصمام أمان لحماية وبناء الوطن والاصطفاف خلف قيادته.. لكن الحق يقال ان الوعى الحقيقى موجود وله دلالاته فى صبر المصريين ونزولهم وخروجهم التاريخى للمشاركة والتصويت فى الانتخابات الرئاسية.. لكن علينا ان نعظم ونزيد من وتيرة ودرجة هذا الوعى والإدراك كما يفعل القائد العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسي.