قطاع التصدير فى مصر من القطاعات المحورية والهامة جدًا فى التنمية الاقتصادية، وبالتالى فإن إدارته تحتاج لمشرط جراح حيث يضم تفاصيل دقيقة وفنيات عميقة ومعقدة يجب الإلمام بها لنحقق الأهداف المنشودة من هذا القطاع الاستراتيجى الذى يمثل مصدرًا أساسيًا لمواردنا من النقد الأجنبي.
للأسف الشديد النشاط التصديرى فى مصر تعرض لمشاكل عديدة على مدار العقود الماضية قبل العقد الأخير وعبث فيه الكثيرون وأهدرت أموال طائلة لم تنجح فى الإرتقاء بصادراتنا كما ينبغى وسط دول عديدة بالمنطقة بدأت بعدنا بسنوات وتخطتنا بمعدلات نمو كبيرة،طبعا هذا التقصير جاء نتيجة لممارسات ضارة،مثل استحواذ البعض على أموال صندوق المساندة دون وجة حق من خلال إقرار منتجات لا تستحق المساندة على حساب أخرى تستحق بالإضافة إلى تلاعب البعض وضرب فواتير ومستندات الصرف.
في الواقع أن أسباب تدنى معدلات نمو الصادرات كثيرة ومتشعبة أكدت جميعها أن هناك فجوة حقيقية بين جميع اطراف المنظومة سواء من أصحاب الأنشطة التصديرية أو الحكومة، الكل مُتهم بالتهاون، حيث سيطرت على المنظومة ثقافة الجزر المنعزلة، الكل يعبث بقصد أو بدون، وكل طرف يسعى للانتصار على الأخر بطرق ليست فى المقرر بصرف النظر عن المصلحة المشتركة للجميع ، للاسف المصدرون يستهدفون مصلحتهم بشتى الطرق لدرجة الفهلوة والتربح دون وجه حق، والحكومة (اتشطرت بزيادة حبتين) واتجهت لتوفير أكبر قدر ممكن من أموال رد الأعباء بأساليب خاطئة ساهمت فى ضياع فرص تصديرية مؤكدة ، يعنى من الأخر الكل تعامل مع البرنامج بنظرية الأموال المُستباحة،بصرف النظر عن زيادة القدرة التنافسية للصناعة الوطنية واستهداف غزو الاسواق العالمية ، وكأننا غير مؤمنين بالبرنامج تمامًا.
فى الحقيقة أنت وسط كل هذه التحفظات والملاحظات أجدني متفائل ولدي آمال كبيرة وطموحات كثيرة فى برنامج رد الاعباء الجديد الذى أعلنته الحكومة مؤخرًا، والتفاؤل هنا يكمن في أن القائم على البرنامج هو المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية حيث لديه خبرة كبيرة ومميزة فى هذا المجال والأهم من ذلك أنه يجمع بين القطاع الخاص والحكومة ويفهم التفاصيل جيدًا فهو قبل ان يكون وزيرًا كان يعمل فى القطاع الخاص بأنشطة الاستثمار والتصدير ولديه خبرات كافية فى الأسواق المحلية والأجنبية ،يعنى من الأخر فاهم كويس جدًا كل الثغرات والثقوب التى كانت تواجه برامج رد الأعباء على مدار العقود الماضية،و الآن يتولى وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية فى الحكومة الحالية وبذلك أصبح هناك من يفهم المنظومة جيدًا عمليًا وإداريًا، وهذا الأمر واضح جدًا فى ملامح برنامج رد الأعباء الجديد والادارة الحكيمة للوزير.
المهندس حسن الخطيب عكف على مدار العام بشكل مكثف على عقد جلسات عمل مع كل الاطراف فى الحكومة والمجالس التصديرية والخبراء وأصحاب الرأي ، واستمع للجميع حتى جاء ببرنامج متميز شكلًا ومضمونًا، الكل توافق عليه، لكن فى النهاية أهمس فى أذن الوزير وأقول له أن العبرة فى التنفيذ على أرض الواقع وأخشى من التفاف أصحاب المصالح الخاصة مصاصي الدماء ذات النفوس المريضة، مطلوب ردع هؤلاء والضرب بيد من حديد، وأنت تدرك جيدًا خيوط اللعبة والقدرة على كشف التلاعب بخبرتك الكبيرة بالقطاع الخاص ومنصبك الهام فى الحكومة.
معالى الوزير أنت الوحيد القادر على سد الفجوة بين الحكومة والقطاع الخاص فى رد أعباء التصدير وتحقيق الاستغلال الأمثل لتلك الأموال وتحقيق حلم الـ١٤٥ مليار دولار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى حفظه الله لمصر وشعب مصر.