فى دنيا الثقافة والفنون، عدد كبير من الشخصيات المجهولة.. وفى نفس الوقت لها قيمة إنسانية كبيرة.. من هؤلاء، كانت الزميلة الراحلة سهام عبدالسلام، التى يصعب تحديد صفة واحدة للأعمال الكثيرة التى كانت تقوم بها.. فهى فى الأساس خريجة كلية الطب البيطري، عملت فى هذا المجال لسنوات، كما أنها ناقدة سينمائية عضو جمعية نقاد السينما المصريين، وكتبت وترجمت عشرات المقالات السينمائية المتخصصة ونشرتها فى نشرة نادى السينما مع الراحل العظيم أحمد الحضري.
اهتمت سهام بالمسرح وكتبت لمسرح الطفل مسرحية «بدر البدور والبير المسحور»، وعملت بالتمثيل فى المسرح والسينما والتليفزيون، مثل مسلسل «واحة الغروب» وأفلام «حليم، عشم، الشتا اللى فات»، وكان آخر ظهور لها فى مسرحية «المشاغبات» مع الفنانة ريم حجاب، وكان من حظى مشاهدة هذه المسرحية بمركز الإبداع، وكتب العديد من الأصدقاء فى رثاء سهام عبدالسلام على الفيس بوك، منهم فاطمة الزهراء بدوى التى ذكرت الكثير من المعلومات التى كنا نجهلها عن الفنانة الكبيرة، منها اهتمامها بدراسة علم «الانثربولوجي» بالجامعة الأمريكية وترجمتها لرواية «أليس فى بلاد العجائب» ودراستها المتخصصة للنقد الفنى بأكاديمية الفنون والتحاقها بالدراسة فى مركز الإبداع الفنى فى الدفعة الأولى مع المخرج الكبير خالد جلال عام 2003، وأعتقد أن ذلك هو ما أتاح لها العمل بالتمثيل بعد ذلك.
تقول فاطمة الزهراء أيضا إن الفنانة الراحلة لعبت دوراً فى مساعدة الباحثين المكفوفين وتطوعت لمساعدتهم بالمرافقة فى المكتبات ودار الوثائق والقراءة لهم أيضا.. وأكدت ما نعرفه عنها، بخصوص اهتمامها بالحيوان ودفاعها عن حقه فى السلامة والمأوي.. لذلك كانت تهتم كثيراً بإطعام القطط عند منزلها وعلاجهم عند المرض واصطحابهم لعيادات الطب البيطرى فى وسط البلد.. لذلك استحقت أن توصف بأنها من النبلاء الذين يعيشون من أجل غيرهم من البشر والحيوانات.
أتذكر الآن انها قامت بتوقيع بعض مقالاتها باسم «سهام سنية عبدالسلام»، فى إشار إلى اسم والدتها وهى تعتقد أن لها كل الحق فى أن يقترن اسمها باسم والدتها إلى جانب اسم والدها، لأنها ساهمت المساهمة الأكبر فى وجودها ورعايتها وهى طفلة صغيرة وإرضاعها وتربيتها وتعليمها الكلمات الأولى فى الحياة، ولا يفكر بهذه الطريقة إلا الصفوة من النبلاء، وكانت سهام منهم.
وبالعودة إلى كتابات الفنانة والناقدة سهام عبدالسلام فى نشرة نادى السينما، عثرت لها على بعض المقالات الطويلة ترقى لمستوى الدراسات العلمية عن فيلم «زوجة رجل مهم» للمخرج الراحل محمد خان، ومقال آخر عن فيلم «أحلام هند وكاميليا» لنفس المخرج ومقال قصير عن فيلم «الدنيا على جناح يمامة» للمخرج الراحل عاطف الطيب، كما قامت بترجمة حوار مع المخرج الأرجنتينى لويس بوينزو مخرج فيلم «القصة الرسمية».