يظل الاتحاد العربى للأسمدة «AFA» احدى الصور المشرقة على نجاح التعاون العربى الصناعى والتجاري، وتشرفت بحضور المؤتمر الدولى الواحد والثلاثين للاتحاد والمعرض المصاحب له يوم 18 فبراير الماضى بالقاهرة تحت رعاية المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وحضور ثلاثة وزراء ومشاركة أكثر من 1000 باحث وعالم دولى من 55 مؤسسة وشركة مصرية وعربية ودولية ومشاركة الاتحاد العالمى للأسمدة واتحاد غرب افريقيا للأسمدة «WAFA» كما احتفل المؤتمر بمرور 50 عاماً على تأسيسه عام 1975…. ويصبح احدى المنظمات النشطة التابعة لجامعة الدول العربية وتعتبر اكثر المنظمات نشاطا وحيوية خاصة بعد تولى الكيميائى سعد أبوالمعاطى أمانتها العامة ونشاط زملائه بالمقر بالقاهرة ونجاحهم فى عقد مؤتمر ومعرض كل عام يتم فيه عرض انشطة الصناعة والبحوث التطبيقية المتعلقة بكل أنواع الاسمدة والتى تشارك فيها الدول العربية بإنتاج 33 ٪ من انتاجها العالمي.
وتشاء الظروف أن يرحل فى هذا التوقيت رجل مصرى مخلص لعمله ووطنه ثانى ايام المؤتمر المهندس عابد عزالرجال رئيس مجلس إداة شركة أبوقير للاسمدة ورئيس هيئة البترول سابقا وجاء خبر رحيله لكل المشاركين بالمؤتمر نظرا لدماثة خلقه وحبه الجم للوطن والعاملين
تعتبر مصر من أكبر الدول العربية إنتاجا للأسمدة التى بدأت بانشاء مصانع الأسمدة الأزوتية فى السويس وكفر الزيات عام 1944 ثم الطفرة التى حدثت فى عهد عبدالناصر والسادات ومبارك بانشاء مصانع كيما بأسوان والنصر بالسويس وابوزعبل بالقليوبية ثم مصانع طلخا واسيوط واسوان وأبوقير «١» ثم الطفرة الكبرى فى عهد مبارك من خلال انشاء مصانع ابوقير «٢، ٣» والاسكندرية والمصرية بالسويس وحلوان وموبكو والنيتروجينية بدمياط ومجمع ابورواش وكوم اوشيم بشركة النصر للكيماويات الوسيطة ثم الانجازات الرائعة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال تطوير مصانع شركة كيما بمليارات الدولارات ومصانع ابوقير والمجمع العملاق للأسمدة الازوتية والفوسفاتية فى العين السخنة بشركة النصر للكيماويات الوسيطة ومصانع اميسال بالفيوم وايفرجرو بالسادات وابوزعبل واسيوط واسوان والمالية الصناعية بكفر الزيات.
إن ملحمة صناعة الاسمدة ومجهودات الاف المصريين العاملين فى هذه الصناعات والبدء فى تطوير وزيادة مشاركة الاسمدة الحيوية والعضوية فى الزراعة المصرية مثل شركات بيوتيك وسيكم وكفر الزيات للمبيدات «أورجانيك» واجروسيم وقناة السويس ومجهودات مركز البحوث الزراعية برئاسة الدكتور عادل عبدالعظيم والمعمل المركزى للزراعة العضوية برئاسة الدكتور سعد جعفر وجميع العاملين معهم سيؤدى إلى تحقيق الحلم المصرى لتحول المزارع المصرى نحو الاعتماد على الاسمدة العضوية والحيوية كبديل جزئى للأسمدة الصناعية مما سيؤدى إلى توفير الغاز المستخدم بنسبة 62 ٪ فى مدخلات صناعة اسمدة اليوريا والنترات خاصة مع حدوث عجز ملحوظ فى إنتاج الغاز الطبيعى محليا و انخفاضه من 7.6 مليار قدم مكعب يوميا عام 2022 إلى 4.4 مليار قدم مكعب عام 2025 واضطرار مصر لاستيراد حوالى 1.8 مليار قدم مكعب يوميا بالإضافة إلى تقليل انبعاثات الكربون وزيادة فرص تصدير المنتجات الزراعية المصرية الاورجانيك إلى السوق العالمية.. بالرغم من نجاح المصانع الوطنية فى تلبية مطالب الزراعة المصرية بحوالى 4.5 مليون طن سنويا وتصدير حوالى 4 ملايين طن وتحقيق ارباح سنوية للشركات بما لا يقل على 42 مليار جنيه مصرى ومبيعات قدرها 75 مليار جنيه مصرى منها 2.7 مليار دولار وحصول الدولة على ضرائب فى حدود 10 مليارات جنيه مصرى عام 2024 فاننا نرى الحد من انشاء مصانع اسمدة ازوتية جديدة والاكتفاء بالمتواجد ونثمن دور وزير قطاع الأعمال المهندس محمد شيمى على اهتماماته باعادة تأهيل وتشغيل مصانع الاسمدة بطلخا عملاق صناعات الاسمدة الآزوتية فى مصر والمتوقف عن العمل منذ اربع سنوات.
ونرى اهمية التوسع فى صناعات الاسمدة الفوسفاتية وتحقيق الاستغلال الامثل لخامة الفوسفات المتوفرة فى مناطق ابوطرطور بالوادى الجديد والحمراوين والسباعية بأسوان والمثلث الذهبى من خلال انشاء مصانع جديدة فى الوادى الجديد وسفاجا والعين السخنة لتصنيع حمض الفوسفوريك للاستخدام الصناعى والزراعى والحد من استيراده من دول اخرى بمبالغ طائلة واستخدامه فى تصنيع الاسمدة الفوسفاتية الاحادية والثنائية والثلاثية للاستخدام المحلى والتصدير بتنامى الطلب عليها من جميع دول العالم ويحقق ذلك عائداً مالياً كبيراً ويقلل الاعتماد على الغاز الطبيعى لتصنيع الاسمدة الازوتية.
وبالنسبة لانتاج الهيدروجين الأخضر المطلوب لصناعة الامونيا الخضراء المطلوبة لصناعة اليوريا الخضراء نرى أهمية التركيز على تصميم وامتلاك تكنولوجيا خطوط إنتاج محطات تحلية مياه البحر ووحدات التحليل الكهربائى للمياه ومحطات الطاقة الشمسية وهى اضلاع المثلث المطلوب لانتاج الهيدروجين الاخضر حتى يكون الانتاج المصرى معتمدا هنا على خطوط انتاج محلية الصنع مما يؤدى إلى تخفيض سعر الانتاج وزيادة المبيعات.